صبري ربيحات يكتب: مواقف لا تخلو من الحرج..
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/15 الساعة 08:40
في احد الأيام ذهبت احدى الأسر المعروفة الى بيت عزاء من اجل تقديم الواجب لاحد أشقاء الراحل واسرته.. وبعد رحلة بحث وتنبيش عن بيت العزاء تمكن الزوجان من الوصول الى المكان المقرر للاستقبال فدخلت السيدة الى جناح السيدات وذهب الرجل الى صالة استقبال الرجال.
اللقاء في صالة الرجال كان طبيعيا فقد صافح صاحبنا كل من صادفهم وقوفا وترحم على روح الراحل وتناول حبة التمر وفنجان القهوة وتحدث قليلا مع من جاوره في المقعد عن بعض مناقب الفقيد دون أن يعلم أن زوجته تعاني في القاعة الأخرى من حرج كبير حيث لم تجد أحدا تعرفه وكان عليها أن تقدم نفسها مرارا لكل اللواتي سألنها عن اسمها واسم زوجها و عمن تعرف من اسرة الفقيد..
ما ادهشها حقا كان احساسها بان عليها ان تعيد وتعيد نفس الإجابة لنفس الاسئلة لكي تستكمل النساء البحث عمن من افراد اسرة الفقيد السبب في قدوم المعزية او المعزين الجدد وما نوعية وشدة الصلة بالفقيد واعضاء أسرته وبلغة تعامل شرطة الحدود والأجانب في مجال الهجرة والمهاجرين اذا ما كان للمعزية كفيل من اهل بيت العزاء ومن هو.
مثل هذه الحادثة نادرة الوقوع في مجتمعنا الأردني لوجود لباقة وشيء من الفطرة التي تمكن الناس من التواصل والتعبير عن تقديرهم لمن يدخل بيوتهم حتى وان لم يكونوا على معرفة سابقة بهم لكنها تحدث ومع كل اسف ويكون تأثيرها بالغا ومزعجا حد التقزز.
الرواية عن تفاصيل الاستقبال البارد وسيل الأسئلة عن الاشخاص واسمائهم وأسماء عائلاتهم اذهلتني حد الصدمة... ففكرت في الدوافع والاسباب التي قد تؤدي إلى تولد مثل هذه المواقف وعن حجم الارباك الاجتماعي الذي يعاني منه الاغنياء الجدد وهم يحاولون التكيف لحياة المدينة ومواقف التفاعل مع الاشخاص الذين يصادفونهم في المناسبات واللقاءات الاجتماعية العابرة.وتساءلت عن مدى توافر اي شكل من التدريب الرسمي او غير الرسمي للأفراد وتعليمهم اصول التصرف في مثل هذه المواقف.
حتى اليوم لا يوجد في مجتمعنا مؤسسات ولا مراكز تدريب على اصول اللياقة واللباقة و التصرفات الأنسب للمواقف والمناسبات الاجتماعية الاخرى.
خلال ملاحظاتي العابرة شاهدت بعض النساء اللواتي يحرصن على ارتداء كامل زينتهن في بيوت العزاء.. او يتحدثن بصوت لا ينسجم وطقوس العزاء وقدسية الموت... والبعض منهن يقول لمن يقابلن بانها فرصة سعيدة دون أن يتنبهن الى انهن في حضرة الموت. ولا اجد اكثر حرجا لضيف اكثر من سؤال السيدة الزائرة لبيت العزاء سؤالا مباشرا عن اسمها واسم زوجها وعائلته والتصرف من قبلهن وكأنهن يجرين مقابلة توظيف.
البروتوكول والاتيكيت الذي يقام له عشرات المساقات والدورات لا يحتاج لأكثر من فطرة سليمة واحساس إنساني يتجاوز البلادة التي لا يخفيها المال ولا الشهرة فالانسان يمكن ان يتعلم من القطط والحيوانات اشياء مفيدة. بعض الحيوانات التي تلتقي للمرة الأولى تشمشم بعضها البعض قليلا ثم تقترب او تتنافر.
في كل مرة اسمع عن مثل هذه الظاهرة اشعر بأن أمامنا طريقا طويلا لنعود الى الذوق الذي كان عليه الآباء والاجداد والتخلص من كل اشكال التشوه التي لحقت بنا بسبب الاثراء السريع وسيادة قيم السوق على أفكارنا واخلاقنا وممارساتنا.
ما ادهشها حقا كان احساسها بان عليها ان تعيد وتعيد نفس الإجابة لنفس الاسئلة لكي تستكمل النساء البحث عمن من افراد اسرة الفقيد السبب في قدوم المعزية او المعزين الجدد وما نوعية وشدة الصلة بالفقيد واعضاء أسرته وبلغة تعامل شرطة الحدود والأجانب في مجال الهجرة والمهاجرين اذا ما كان للمعزية كفيل من اهل بيت العزاء ومن هو.
مثل هذه الحادثة نادرة الوقوع في مجتمعنا الأردني لوجود لباقة وشيء من الفطرة التي تمكن الناس من التواصل والتعبير عن تقديرهم لمن يدخل بيوتهم حتى وان لم يكونوا على معرفة سابقة بهم لكنها تحدث ومع كل اسف ويكون تأثيرها بالغا ومزعجا حد التقزز.
الرواية عن تفاصيل الاستقبال البارد وسيل الأسئلة عن الاشخاص واسمائهم وأسماء عائلاتهم اذهلتني حد الصدمة... ففكرت في الدوافع والاسباب التي قد تؤدي إلى تولد مثل هذه المواقف وعن حجم الارباك الاجتماعي الذي يعاني منه الاغنياء الجدد وهم يحاولون التكيف لحياة المدينة ومواقف التفاعل مع الاشخاص الذين يصادفونهم في المناسبات واللقاءات الاجتماعية العابرة.وتساءلت عن مدى توافر اي شكل من التدريب الرسمي او غير الرسمي للأفراد وتعليمهم اصول التصرف في مثل هذه المواقف.
حتى اليوم لا يوجد في مجتمعنا مؤسسات ولا مراكز تدريب على اصول اللياقة واللباقة و التصرفات الأنسب للمواقف والمناسبات الاجتماعية الاخرى.
خلال ملاحظاتي العابرة شاهدت بعض النساء اللواتي يحرصن على ارتداء كامل زينتهن في بيوت العزاء.. او يتحدثن بصوت لا ينسجم وطقوس العزاء وقدسية الموت... والبعض منهن يقول لمن يقابلن بانها فرصة سعيدة دون أن يتنبهن الى انهن في حضرة الموت. ولا اجد اكثر حرجا لضيف اكثر من سؤال السيدة الزائرة لبيت العزاء سؤالا مباشرا عن اسمها واسم زوجها وعائلته والتصرف من قبلهن وكأنهن يجرين مقابلة توظيف.
البروتوكول والاتيكيت الذي يقام له عشرات المساقات والدورات لا يحتاج لأكثر من فطرة سليمة واحساس إنساني يتجاوز البلادة التي لا يخفيها المال ولا الشهرة فالانسان يمكن ان يتعلم من القطط والحيوانات اشياء مفيدة. بعض الحيوانات التي تلتقي للمرة الأولى تشمشم بعضها البعض قليلا ثم تقترب او تتنافر.
في كل مرة اسمع عن مثل هذه الظاهرة اشعر بأن أمامنا طريقا طويلا لنعود الى الذوق الذي كان عليه الآباء والاجداد والتخلص من كل اشكال التشوه التي لحقت بنا بسبب الاثراء السريع وسيادة قيم السوق على أفكارنا واخلاقنا وممارساتنا.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/15 الساعة 08:40