م. مهند عباس حدادين
تسابق روسيا الآن الزمن لحسم عسكري على الأرض في حربها على أوكرانيا في ظل شح المساعدات الغربية وانشغال الغرب وتورطهم في حرب غزة التي لا زالت المقاومة الفلسطينية تطلق صواريخها من غزة على إسرائيل ،فروسيا تدرك أن هناك إنتخابات في الولايات المتحدة بعد أقل من ستة شهور ،وأن أي قرارات إستراتيجية للناتو قد تؤثر على مستقبل الرئيس الأمريكي في الإنتخابات القادمة .في ظل إنتظار أوكرانيا للمساعدات العسكرية الغربية وعلى رأسها طائرات F16 والمتوقع وصولها خلال الشهرين القادمين، قامت القوات الروسية بإجتياح خاركيف وتسابق الزمن لأحتلالها وقد تكون الطريق ممهدة بإتجاه كييف للحسم المبكر،في حين يكتفي الناتو بالتهديد بإرسال قوات برية لأوكرانيا وخصوصا من بريطانيا وفرنسا ،إلا أن روسيا أخذت هذا التهديد على محمل الجد وقامت بالتجهيز لمناورات نووية تكتيكية لردع الناتو وهذا إجراء حسب العقيدة العسكرية الروسية سيمنع تدخل الناتو بقواته لدعم أوكرانيا.
إن حرب غزة أضرت بمصالح الولايات المتحدة في حرب أوكرانيا،فميزان القوة على الأرض أصبح يصب في صالح روسيا،في حين تورطت الولايات المتحدة في حرب غزة نتيجة تمرد كابينت الحرب بقيادة نتنياهو الذي يديره اليمين المتطرف على اي إتفاقية قد تؤدي إلى وقف للحرب ،وتبادل للأسرى،وقد تأزم الوضع في الداخل الإسرائيلي وأصبح هناك شرخ بين كابينت الحرب والقادة العسكريين من جهة ،وبين كابينت الحرب وقادة الأحزاب التي يدعمها الشارع الإسرائيلي،ولا ننسى ضغط الشارع الغربي الآن الذي يقوده الشباب على القادة الغربيين لإيقاف حرب غزة،وهذا الضغط من قبل الطلاب في الجامعات الغربية المختلفة، وقد يؤدي إلى خسارة فادحة للأحزاب الحاكمة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في الإنتخابات القادمة .
إن الضبابية في حرب أوكرانيا وحرب غزة قد تزيد الأمور تعقيدا في ظل إقتصاد غربي منهك،حيث الصدمة ستكون ثقيلة على الغرب في الربع الأخير من هذا العام في ظل إدارات جديدة نتيجة ما يخطط له حلف بريكس من ضرب للإقتصاد الغربي بالتخلي عن الدولار والذي سيفاقم الأمور.
لذلك على الحكومات الغربية دق ناقوس الخطر من الآن والإستفادة من الدبلوماسية الصينية وخصوصا أن الرئيس الصيني قام بزيارة لأوروبا ،بحيث تلعب الصين دورا بارزا في التوسط لحل المشكلة الأوكرانية ووقف حرب غزة والدخول بأفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وكذلك عدم التدخل في قضية تايوان بعد ان اكد على ذلك الرئيس الصيني في هذه الزيارة،كل هذا الأفق السياسي سيهيىء مناخا سليما بين القطبين الغربي وبريكس لهيكلة جديدة للإقتصاد العالمي القادم الذي تزداد فيه معاناه الدول من الديون المتراكمة والتضخم الغير مسيطر عليه وتناقص في الناتج المحلي الإجمالي للدول وقسوة التغيرات المناخية وضعف التنسيق التكنولوجي بين الدول ، وقلة الغذاء وانتشار للأوبئة والأمراض لقلة التنسيق المشترك بين الدول المتقدمة.