مقابلات الملكة رانيا.. جرأة في الطرح وتحذيرات للعالم الغربي

لوزان عبيدات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/09 الساعة 09:56
"يتفاجأ الإسرائيليون عندما يتم استخدام كلمة إبادة جماعية، لأنهم لا يستطيعون رؤية الفلسطينيين إلا كتهديد أمني، وأنهم يستحقون ما يحدث لهم، عندما تفقد قدرتك على التعاطف مع الطرف الآخر، فإنك تصبح قاسيا ويحط من إنسانيتك".

هذا ما تحدثت به جلالة الملكة رانيا العبدلله صباح الأحد الماضي، في مقابلة تلفزيونية مع الاعلامية الامريكية مارغريت برينان في برنامج "فيس ذا نيشن"، إذ لاقى حديثها ترحيبًا واسعًا من العالم أجمع نظرًا لجرأتها في الطرح واستعانتها بالبيانات والأدلة الواضحة التي تكشف حقيقة ما يفعله الاحتلال الغاشم في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبالعودة للتصريحات السابقة لجلالتها، نرى أن قوة الطرح ليست بجديدة في لقاءات الملكة، جراء ما تتمتع به من قوة خاصة في الحضور ومساحة ثقاقية لم يمكن حصرها في زاوية معينة، إضافة إلى قدرتها العالية على التأثير وبشكل كامل من خلال حديثها الواضح ومواقفها الثابته منذ اليوم الأول للحرب.
إن رسالتها الثابته في جميع اللقاءات التلفزيونية السابقة والأخيرة، جعلت الإعلام الصهيوني يوظف جميع أدواته المكتوبة والمسموعة والمرئية لتشوية ماتحدثت به جلالتها عن طريق إجتزاء حديثها، نتيجة ما كشفته من حقائق واسعة عن بشاعة مايقوم به الاحتلال للعالم الغربي والذي يُعتبر مُقيد ومُغيب عن الكثير مما يحدث في غزة نتيجة التقييدات الكبيرة التي تواجه وسائل الإعلام الغربية والتلفزيونات و منصات التواصل الإجتماعي التي تمنع وصول المحتوى المرئي الذي يتضمن الدمار وبشاعة القصف والحقائق الكاملة إليهم.
حقائق ومعلومات واسعة أدلت بها جلالتها خلال مقابلاتها التلفزيونية على مدار أسبوع كامل تضمنت تحذيرات واسعة للعالم العربي والغربي، إذ تطرقت بالحديث عن خطر وصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية إلى القطاع جراء التضييق الذي يمارسة الاحتلال الصهيوني منذ أشهر عدة للضغط عليهم بشكل لا يتناسب مع منظمات المجتمع الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، إذ حذرت جلالتها من مجاعة جماعية واصفتها بـ "وصمة عار كبيرة في الضمير العربي".
كما تطرقت خلال حديثها إلى صعوبة ما يعانية أطفال القطاع الذين انقسموا إلى قسمين منهم مبتوري الأطراف ومنهم من يموت جوعًا، جراء سوء التغذية الحاد الذي بات يشكل خطرا حقيقيًا عليهم إذ جعلهم يموتون بالعرض البطيء دون تقديم أي مساعدة عاجلة لهم.
ولم تتناسى جلالتها ما يحدث اليوم في رفح، المنطقة التي كانت تُعتبر الأكثر أمنا واستقرارا لأهالي غزة والتي تحوي جميع من نزحوا من مناطق عدة منذ بداية الحرب خوفا على حياتهم وحياة أسرهم وعائلاتهم، إذ دعت خلال حديثها المجتمع الدولي بوقف هذه الحرب والوقوف بجانب أبناء غزة وعدم السماح للاحتلال بتكرار الإبادة الجماعية التي حدثت في باقي مناطق القطاع منذ مايقارب 216 يومًا.
لم تغفل جلالتها خلال حديثها ومقابلاتها المستمرة منذ بدء الحرب عن ضخ تحذيرات للعالم أجمع عما يحدث في القطاع، إذ تعمدت بكل قوة ووضوح بالكشف بالأدلة والبيانات والأرقام عن جميع ما يحدث من دمار وقصف وقتل وتهجير المدنيين من منازلهم ومناطقهم وقراهم دون أدنى حق، هذا جميعه يجعلنا نشعر بالفخر بوجود ملكة لديها هذه القدرة الفائقة على الكشف عن الحقائق للعالم بنهجًا يُدرس للإنسانية جمعاء.
سيبقى الأردن حصنا منيعا لا يُستباح وسيبقى مفتاح الولاء والانتماء لهم وعاشت فلسطين مهما جار عليها الزمان القدس لنا وفلسطين قضيتنا.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/09 الساعة 09:56