زياد فريز وعز الدين كناكرية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/08 الساعة 04:03
تسلم زياد فريز إدارة مجلس استثمار صندوق أموال الضمان الإجتماعي...
حينما نتحدث عن رجل يفهم معنى بيروقراط الدولة ويفهم معنى سلامة الإستثمار, ويفهم معنى سيطرة الدولة على استقرار النقد.. فعليك أن تشير فورا إلى زياد فريز.. أنا شخصيا لا أعرفه التقيت به مرة واحدة في حياتي فقط, وسلمت عليه... كان متعبا وقتها حتى أنه غادر بعد العشاء مباشرة.صندوق استثمار أموال الضمان الان في يد شخص يمتلك من الخبرة والصرامة والرجولة ما يجعله يعيد الموازين صحيحة, بالمقابل الذراع الثانية هو عز الدين كناكرية وهذا الشخص.. هو من أكثر الناس نزاهة، وأكثرهم عفة.. هو من دخل الدولة بيد نظيفة وسيخرج منها أيضا بيد نظيفة, لأن التعفف والخوف على المال العام صفة متأصلة فيها.زياد فريز لديه وجهة نظر مهمة, في عمل البنوك حين كان محافظا للبنك المركزي... هو أول من فعل أدوات الرقابة عليها, هو أول من اجتهد في مسألة الجوائز التي توزعها البنوك... وقد اتخذ قرارا بإلغائها, لأنه كان يعتقد أن رفع نسبة الفوائد على الحسابات هي أفضل من احتساب الجوائز كفائدة تدفع للمدخر... زياد أجرى تعديلات مهمة على الرقابة وأسس منهاج الرقابة الصارمة, لديه وجهة نظر مهمة أيضا في حجم موجودات البنوك وحجم الإقراض... البعض من القطاع الخاص حاول مهاجمته من تحت الطاولة لأنه في لحظة انحاز للمواطن, انحاز للمقترض ولم يقم بالإنحياز لأرباح البنوك...الخبر الإقتصادي يحتاج لتحليل أكثر من حاجته للنشر, وللأسف كل الأخبار الإقتصادية في الصحف تأتي من البنك المركزي أو البنوك.. دون تحليل للمخاطر أو المكاسب, لأن الصحافة الإقتصادية في الأردن هي صحافة خبرية وليست تحليلية بعكس كل دول العالم... لكنك إذا أردت أن تستمع لتحليل مرتبط بمستقبل الإقتصاد والفوائد عليك أن تجلس أمام زياد فريز كي يعلمك الأسس الصحيحة لاقتصاد ناجح في الدولة.الوحيد الذي كان يحلل مخاطر ومكاسب تحركات البنك المركزي هو الدكتور فهد الفانك.. والوحيد الذي كان يقود البنك المركزي ودفة الإقتصاد بعقلية عسكرية صارمة هو زياد فريز... هؤلاء شكلوا نمطا في الدولة نستطيع أن نسميه برجالات الإقتصاد الآمن.. لم يخاطروا أبدا, ولم يخضعوا الإستثمار أو تحركات البنوك لمنطق المغامرة.. لم يقدموا يوما رقما غير صحيح, لهذا كان كلامهم مسموعا في أروقة الدولة..أتمنى من الدكتور زياد فريز أن يضع على أول أولويات عمله في صندوق استثمار أموال الضمان, تأسيس بنك للضمان الإجتماعي... لأن أهم استثمار لأموال الضمان الإجتماعي وأكثر استثمار مربح وامن هو البنك... على الأقل أموال الضمان هي ملك الشعب الأردني.. ويستطيع هذا البنك الإقراض بفائدة منخفضة.. يستطيع تفعيل أذرعه الإستثمارية... حتى أنه يستطيع التعامل مع ديون الدولة الداخلية ومعالجة المديونية الداخلية جذريا... يستطيع أيضا أن يستقطب رأس مال خارجي.. يستطيع أيضا أن يكون سندا للحكومات ومؤسسات الدولة.. يستطيع أيضا أن يعالج اختلالات الإقراض العقاري ومسألة اعتبارها أرباحا.. الأصل أن تأت الأرباح من أذرع البنوك الإستثمارية وليس من الإقراض.أنا شخصيا أحب هذا الرجل... وأحب حسني فريز الذي قرأنا شعره في المناهج, وحين دخلت الجامعة قدر لي أن أقرأ ديوانه (هياكل الحب) كاملا... وأظن أن زياد لم يحترف الشعر لكنه أتقن بناء هياكل الإقتصاد, وحتما مثلما حلق حسني فريز في الحب يستطيع زياد أن يحلق في مسألة استثمارات أموال الضمان..في الصحافة أؤمن.. أن الرجولة تستحق منا أن نكتب عنها وفيها.. وزياد رجل اقتصاد بمعنى الكلمة، ويستحق منا أن نقف معه ونسانده.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/08 الساعة 04:03