القضاة يكتب: الملكة رانيا.. تساؤلات موضوعية حول 'عالمية حقوق الإنسان'

عالم القضاة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/06 الساعة 10:35
وضعت جلالة الملكة رانيا العبدالله المجتمع الدولي أمام تساؤلات حول عالمية حقوق الإنسان عندما سلطت الضوء على "السابقة الخطيرة" المتمثلة في التطبيق غير المتكافئ للقانون الإنساني الدولي.
الملكة طرحت تساؤلات عميقة خلال مقابلة لجلالتها مع الإعلامية الأميركية جوي ريد على قناة MSNBC في نيويورك، كان لها شديد الأثر في زيادة وعي شعوب العالم إلى انتقائية تطبيق معايير حقوق الإنسان، حين تساءلت وبمنتهى الصراحة والشفافية حول ما يحدث في غزة من جرائم حرب، .. عندما يتم انتهاك القانون الدولي دون أي عواقب، عندما يتم تجاهل قرارات الأمم المتحدة أو رفضها، ماذا يعني ذلك؟ ماذا يعني تطبيق القانون الدولي الإنساني بشكل انتقائي؟ أو عندما تتم معاقبة دول معينة بسبب سجلها الضعيف في مجال حقوق الإنسان، في حين تتم مكافأة إسرائيل، المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية محتملة، بمزيد من الأسلحة؟ أين العدالة هنا؟
جلالتها شخصت بواقعية الأوضاع المتفاقمة في غزة، لافتة إلى تحطم كل معان الإنسانية عندما يتعلق الأمر بالقطاع الذي يقع تحت وطأة العقاب الجماعي من قبل محتل لا يرحم، يعتمد كل الأساليب غير الشرعية في حربه على غزة ومدن الضفة، بدءا من استخدام أسلحة مختلفة لقتل المدنيين الأبرياء، وتفجير المباني سواء أكانت مدارس أو مستشفيات أو بيوت عبادة، وتهجير السكان، لجانب اعتماد التجويع كسلاح حرب.
الملكة كانت حريصة على توضيح الخسائر البشرية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، مبينة خطورة ما يحدث لأطفال القطاع والنساء من خلال استهدافهم بصورة واضحة بعد أن بلغت نسبة الشهداء من الأطفال والنساء 70%، فجلالتها وضعت العالم أمام مسؤوليته القانونية والأخلاقية، بعدما أشارت في حديثها إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا على مدار خمسة أشهر فاق عدد الأطفال الذين قتلوا في جميع الصراعات التي شهدها العالم في السنوات الأربع الماضية، وهذا أعلى معدل قتل منذ الإبادة الجماعية في رواندا.
توضيح الملكة التي تحدثت بلسان وقلب الأم، حمل في طياته رسائل وبرقيات عاجلة للعالم أجمع، مضمونها لا يخفى على أي أنسان يمتلك الأحاسيس والمشاعر والضمير الحي وهي السعي الجاد لايقاف الإبادة الجماعية ضد أهل غزة ووقف عمليات النزوح الإجبارية للمواطنين، لافتة إلى أنه كلما طال انتظار البدء بخطوات جادة لوقف الحرب كلما كبرت وصمة العار على الضمير العالمي.
حديث جلالتها للعالم تضمن قصص حقيقية لمعاناة الفلسطينين اليومية، والمآسي التي يعيشونها نتيجة السياسة الإسرائيلية غير القانونية وغير الإنسانية ضد الأهل في الضفة الغربية وغزة، من نقاط تفتيش تشكل إعاقة في عملية التنقل، والاقتحامات الليلية، وعمليات التوغل العسكري، ومصادرة الأراضي، وأخذ الأطفال من أسرهم في منتصف الليل وايداعهم السجون لسنوات طويلة بتهم لا تستحق تلك العقوبة، ولم تغفل جلالتها عن ذكر أفعال المستوطنين المسلحين، لتظهر للمجتمع الدولي حقيقة المحتل وتبرز وحشيته مع أصحاب الأرض.
جلالتها التي تسير على النهج الهاشمي دعت المجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه، للوصول إلى سلام يضمن حق الطرفين بعدالة، مطالبةً "أن يحاول الجميع ولو لمرة واحدة أن يضعوا أنفسهم مكان الفلسطينيين" تطبيقاً لنصيحة جلالة الملك الراحل الحسين لها "رانيا، عليك دائما أن تضعي نفسك مكان الشخص الآخر"، وذلك حتى يشعر العالم بما يحدث في غزة من أحداث مؤلمة لا يستوعبها قلب ولا عقل بشر بهدف وضع استراتيجية لوقف الحرب وصولا إلى السلام العادل والشامل.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/06 الساعة 10:35