عبدالهادي راجي يكتب إلى وزير الداخلية: هل عمّان مملوكة لهؤلاء
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/05 الساعة 11:31
معالي وزير الداخلية الأكرم:
اسمحلي أن أتحدث معك بموضع غاية في الحساسية، الدولة لها السيادة على الأرض والسماء والوجدان.. وأخطر أشكال السيادة هي الوجدان، والسيادة على الوجدان تعني تحصين العقل وحماية الضمير الوطني.. تعني أيضاً التاريخ والشهداء والرموز، وتعني بالضرورة اشباع الجيل الحالي بالأردن وطناً وتاريخاً وحضوراً..قبل فترة لفت انتباهي اسم (س) يتردد في منزلي، اعتقدت أن الشخص المعني هو أحد أسماء اصدقاء أولادي.. وحين دققت تبين أن الاسم معتمد لدى سيارات التطبيقات الذكية, وتوصيل الطلبات ولدى البريد الأردني..(س)- مع احترامي وتقديري للشخص - تبين لي أنه اسم الإسكان الذي أقطن به.. وتبين لي أن الرجل بعد بيعه العمارة، لا يوجد مصوغ قانوني يلزمنا بوضع اسمه على الإسكان لأنه لم يعد يملك الجدار ولا حتى الأدراج..أنتم تطالبون كوزارة داخلية بعدم رفع علم غير علم الأردن في المسيرات, وتجرمون من يهتف لرمز غير أردني.. والقانون يعاقب من يحمل حتى صورة لمناضل أو سياسي أو حتى رمز يساري... وقد اعتدنا على شوارع عمان أن ترتفع بها الأعلام الأردنية وأعلام ضيوف المملكة وصور الملك.. لكن عمان الان متروسة بقارمات أسماء عائلات وظيفتها أن تبني إسكانات وتدر أرباحا لجيوبها.. علما بأن القانون يحيل إلى المحكمة كل من يضع اسما على محل تجاري أو سكني دون تصريح ودون خضوع لشروط الإعلان..الأنكى من كل ذلك.. أن عمارات سكنية تطرز بأسماء أصحاب إسكانات مع أسماء عائلاتهم وأرقام هواتف مكاتبهم وسكرتيراتهم.. دون سند قانوني, فقد تبين لي أن عمارة في عبدون بيعت منذ (عشر سنوات).. ولم يعد هنالك من مسؤولية قانونية أو أخلاقية على صاحب الإسكان ولكن اسمه يطرز العمارة من أعلى طابق لأصغر جدار, والمشكلة أن العابر والمقيم والسائح يقرأ الاسم ..لدرجة أن صديقا كويتيا قال لي بالحرف الواحد قبل أسبوعين : ( يبدو أن عمان مملوكة لعائلة....) لكثرة ما قرأ اسم العائلة على الإسكانات...معالي الوزيرالشارع الذي أسكن فيه اسمه شارع : وصفي ميرزا .. هذا الرجل كان زعيما وطنيا شركسيا وكان من أوائل الناس الذي أسسوا الجيش العربي.. وكان من وجهاء وأعيان عمان, اسمه مكتوب على لوحة طولها (50) سم متر فقط .. بالمقابل اسم صاحب الإسكان الذي امتلك شقة فيه .. طوله (7) أمتار ومعلق على الواجهات الثلاث في العمارة...معالي الوزيرأظن أني لست بحاجة لثلاثين عاما من العمل في الصحافة , لو قمت بأخذ قرض من البنك وبنيت عمارة مكونة من مجموعة صغيرة من الشقق ووضعت اسمي ورقم هاتفي عليها وكتبت إسكان الشيخ عبدالهادي راجي المجالي ..هذا وحده كفيل بأن يجعل السائح والمقيم والشقيق العربي وحتى الشقيق البنغالي يظنني من وجهاء البلد ويظن أن نصف عمان مملوك لي ...معالي الوزيرهذا الأمر يعتبر استغلالا للأثير الأردني ولفضاءات عمان، فالقانون يمنع علينا رفع رمز غير العلم ويجرمنا إن هتفنا لغير الدولة.. ما بالك حين يضحك صديقي الكويتي ويقول لي أينما أذهب أجد اسم (...) على المباني , ثم يسألني هل تمتلك هذه العائلة عمان؟علما بأن هذه الأسماء هي مخالفة للقانون.. قانون أمانة عمان المتعلق بالإعلان, وهي لا تدفع رسوماً.. وهي موجودة فقط لتمجيد بعض أصحاب الإسكانات وعائلاتهم..أحزن حين أجد أسماء وصفي التل وحابس المجالي وكاسب صفوق وعطالله غاصب وتحسين شردم والشهداء الذي سقطوا في باب الواد والكرامة.. أحزن حين أجد اسم النقيب الشهيد فريد الشيشاني.. واسم هويشل الهلسة وكل الشهداء الذي نزف دمهم في لهيب المعركة وعلى حواف البنادق.. معلق على شوارع بلوحات لا يتجاوز طولها (50) سم.. بالمقابل عائلة تستولي على نصف المساحات المفتوحة في عمان بلوحات طول أقل واحدة فيها (7) أمتار...معالي الوزيرأخاطبك لأن الأثير والفضاء المفتوح هو قصة سيادية.. وليس تجارية.حماك الله واسلم وأتمنى احتراما لعيوننا أن يعاد النظر في الأمر.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/05 الساعة 11:31