الفايز يكتب: خالف تعرف

حازم الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/04 الساعة 14:10

‏إن مقولة (خالف تعرف )هي مقولة جميلة كانت في زمن سابق جميل فهي كانت ذات معنى طيب يخلو من الخبث و المقاصد السيئة وحتى من كانت تنطبق عليه تلك المقولة كان يتمتع بطيبة وحسن نية كبيرة ولا متناهية فهي كانت تقال على سبيل الانتقاد المحبب وعلى سبيل المزاح بحق من يخالف أمرا على غير العادة أو من خلال الإصرار على موقف معين لا ينسجم مع الفكرة العامة أو مع الواقع فكانت تتعالى الضحكات وتكثر التعليقات بحقه وكان يتقبل ذلك من قبل كلا الطرفين بحسن نية و براءة تكاد تكون أشبه ببراءة الأطفال دون ضغينة أو خبث مغلف بضحكة صفراء كما هو الحال اليوم للأسف وذلك ما يجعلنا دائما نشتاق للزمن الجميل الذي كان يخلو في مجمله من معظم الشوائب التي علقت في عقول البعض في زمننا الحاضر والتي أصبحت مبطنة بالكثير من الخبث والنكران لكل أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا سعيا لتحقيق مآرب ومصالح شخصية

‏حيث أصبح يتخذ من تلك المقولة شعارا للبعض لمن لا يجد له مقعدا أو مكانا أو رأيا في مجالس أصحاب الرأي والمشورة والعقل والحكمة ليس لشيء وأنما لكونه لا يمتلك القدرة أو الفكر أو لخلل يتملكه وشعور بعقدة النقص تسيطر عليه فبدأ يخالف حبه لوطنه و رموز وطنه و ولائه لوطنه و انتمائه لوطنه و مصلحة وطنه
‏فأصبح (خالف تعرف) شعارا يتبناه لتحقيق مكاسب ومآرب شخصية بحتة لا تخدم إلا الشخص نفسه أو لصالح اجندة الفئة التي يخدمها و محاولة لتعويض النقص الذي يتملكه و بعيدا عن أي حس بالمسؤولية ودون النظر إلى ما قد يتسبب به أو تسببه أقواله وأفعاله من أذى عام
‏فاستحدث بذلك طريقة جديدة تحمل ذلك الشعار أو تلك المقولة على أمل أن تتحقق من خلالها أو خلاله احلام اليقظة و تنسج الأساطير رغم مناقضتها للعقل والمنطق وتنافيها مع الفطرة السليمة لمن يعتنقون ويتمسكون بها ويتخذونها سبيلا و وسيلة للوصول إلى مساعيهم من أجل تحقيق شعبية وشهرة و حصد للإعجاب المبني على بيع البطولات الوهمية او تنفيذا لأجندات ليس لها هدف إلا تحقيق مصالحها على حساب الآخرين
فما اكثر بهذا الوقت الذين اصبحت عقيدتهم و نهج حياتهم (خالف تعرف) .


‏ما أجمله زمان مضى كانت به مقولة (خالف تعرف) تضحكنا
‏ويا أسفى على زمان صرنا إليه أصبحت مقولة (خالف تعرف) تدمع لها عقولنا قبل عيوننا


فهل نستطيع أن نمني النفس بأن تكون (اعقل و توكل) و او (الانتماء غايتنا الأسمى) و او (انت الأغلى يا وطني ) و او (الأردن اولاً )و او (أردن الأمن و الأمان) و أو (حب الأردن و القيادة ) و او (درء الفتن)و او (الأردن واحة للاستقرار )و او الكثير الكثير من تلك العبارات الرائعة مجتمعة او منفردة في يوم من الأيام نهج حياة تأخذ على محمل الجد و عن قناعة و دون مزاودات و فرد عضلات و بعيداً عن حب الذات
إن حصل ذلك
فإني لأجزم و أقسم بأننا سنكون بأفضل حال و في ارقى معاني و صور الازدهار و التطور و النجاح و نهضة
لا تراجع بعدها


الله الوطن الملك
شعار و نهج و إنتماء و قوة و حب و مبتغى
حفظ الله الأردن أرضاً و شعباً و قائداً


مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/04 الساعة 14:10