'الحالة الوحيدة' لإحباط خطط الاحتلال..

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/30 الساعة 02:38

بغض النظر عما يخطط ويحلم به الاحتلال تجاه «المنطقة والاردن» من تهجير وتصفية «للقضية الفلسطينية» وتهويد المقدسات واحباط حل اقامة الدولتين، فنحن في الاردن لا نبالي ولا نهتم لاننا ببساطة لدينا كل ما هو قادر على احباط مخططاتهم وتحويل احلامهم لكوابيس، مستندين ومعتمدين باحباطها دائما على «الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي » الذي نعيشه، فهل استقرارنا هدفا لهم ؟.

هذه ليست المرة الاولى التي يسعى فيها المتطرفون بدولة الاحتلال الى تنفيذ احلام دولتهم المزعومة، وكذلك ليست هذه المجازر الاولى التي يرتكبها بحق اهلنا في فلسطين رغم بشاعتها هذه المرة، غير اننا وبفضل ما نمتلك من استقرار على كافة المستويات والاهم متانة ومنعة» وحدتنا الوطنية » كنا ومازلنا قادرين على وأدها في مهدهها وسنبقى سكينا في خاصرتهم بفضل استقرارنا للابد.
لست قلقا ايضا هذه المرة من استهداف الاستقرار الاردني بعد ان اصبح هدفا لبعض الحاقدين وبعض من تسول لهم انفسهم من المتأمرين على القضية الفلسطينية والذين يسعون ومنذ بدء العدوان الى تأجيج الشارع وتحريضه وفصل الموقف الشعبي عن الرسمي، والا ماذا تسمون ان يمدح البعض الموقف الشعبي دونما ان يلمح حتى تلميحا بالموقف «الرسمي الاردني» في محاولة منهم لفصل الموقفين عن بعضهما لخلق الفتنة.
الموقف الرسمي الاردني واضح ولايحتمل التأويل، فالدولة هي اول من كسر حصار غزة سياسيا من خلال ايصال صوتهم لكل قادة العالم وهي اول من كسر ومازالت تكسر الحصار عليها وعلى الضفة الغربية بشكل شبه يومي برا وجوا، وهي اول من طردت السفير واغلقت السفارة والغت الاتفاقيات باستثناء اتفاقية السلام وبما يخدم الفلسطينيين فقط..
لست ابالغ على الاطلاق حين اقول بان المحافظة على استقرار الاردن وقطع الطريق على من يريد نزع هذا الاستقرار لايقل اهمية عن النضال لأجل فلسطين والقتال والمقاومة لاجلها ولاجل القدس، خاصة اننا نعرف جميعا لابل متأكدين بان نزع استقرار الاردن واختلاق الفوضى واضعافه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بمثابة منح ضوء اخضر للاحتلال لتصفية «القضية الفلسطينية» عن بكرة ابيها.
ما يجعلني اكتب اليوم عن ضرورة المحافظة على استقرارنا بالدم والارواح ما نشهده من محاولات تحريض لا تتوقف وعبر بوابة التضامن والتعاطف ولاجل بعض المواقف التي لا تذكر امام المحافظة على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها ولهذا يجب وقف هذه التصرفات الاستعراضية.
خلاصة القول، اذا ما كان فعلا هناك تخوف حقيقي من قبل العرب والمسلمين والاردنيين والفلسطينيين من التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وتهويد المقدسات فيها، فما عليهم سوى دعم استقرار الاردن والحفاظ على استقراره اقتصاديا وسياسيا لانه باختصار سكين في خاصرة مخططات الاحتلال، وكما على الاردنيين جميعا وكما دائما ان يثقوا بالموقف الرسمي وحنكته في ادارة الازمة والمشهد، وبهذه «الحالة فقط» تكونوا احبطتم مخططاتهم التي تقلقكم ولا تقلقنا لاننا قادرين على احباطها.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/30 الساعة 02:38