ابو دلو يكتب: تحصين الجبهة الداخلية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/23 الساعة 15:40
إن تحصين الجبهة الداخلية لأي دولة هو أساس استقرارها، وبدونه قد يشكل خطراً عليها ويعصف بها من ظروف سياسية خارجية وإقليمية محيطة بها.
كما أن الجبهة الداخلية تُعدّ أساس منعة الدول، لذلك فإنها تعتمد على ركائز عدة وحسب تركيبتها الاجتماعية والسياسية، منها على سبيل المثال: النظام السياسي والحكومات والبنية الاجتماعية سواءً كانت العشيرة أو العائلة أو المحيط، بالإضافة لمؤسسات المجتمع المدني من نقابات وأحزاب، ويضاف إلى ذلك كله أمر غاية في الأهمية ألا وهو وعي المواطن وإدراكه.
أما النظام السياسي فيجب أن يكون منفتحاً ومتقبلاً لكافة الآراء والاتجاهات الأيديولوجية وقريباً من كافة فئات الشعب، وفي الوقت ذاته، يتوجب على الحكومات الاعتماد على شخصيات وطنية مقبولة شعبياً وقريبة من الشارع، وتستطيع التواصل مع فئات المجتمع كافة، إلى جانب قدرتها على إقناع الشعب ببرامج تطبيقها يكون متاحاً، وأن تكون أيضاً على تواصل وتماس مباشر مع المواطنين من خلال أذرعها التنفيذية .
اجتماعياً، هناك واجبات على العائلة والعشيرة يجب الاستفادة منها إيجاباً من خلال وضوح الرؤيا وعدم الخلط، حيث إنها مكون اجتماعي أساسه رابطة الدم ولها دور فاعل لحماية المجتمع وتحصينه، ويقتصر عملها على النواحي الاجتماعية، ويكون لها أدوار مساندة منها حماية النظام السياسي، كما لا تغني عن سيادة القانون والدولة والأحزاب، وهي ليس بديلاً عنها، إذ منها سيخرج الحزبيون والقادة على مختلف مشاربهم الفكرية والأيديولوجية، وبالتالي لا تكون أداة لمخالفة القانون والتعصب والوقوف في وجه الدولة .
وفي ما يتعلق بالأحزاب، فيجب أن يكون لها الدور الفاعل في المجتمع، كضرورة وليس ترفاً، بحيث تكون مقنعة في برامجها وأفكارها والشخصيات القائمة عليها، وترفد الدولة بالكفاءات، مع ضرورة مقدرتها لتكون الحصن المنيع والمساند لها، وتتميز بمواقفها الصريحة والواضحة في القضايا الوطنية والقومية، ولديها تشابك إيجابي مع الحكومات والشارع، تماماً مثل دور النقابات التي يُفترض تعزيز دورها المهني في حماية منتسبيها، لكونها تُعدّ عاملاً مسانداً على الصعيديْن الاجتماعي والسياسي.
هذا يعني أن الجبهة الداخلية تعتمد على وعي المواطن بالمواطنة الحقة وتعزيز هويته وانتمائه، وأن لا تكون علاقة المواطن مع وطنه علاقة مادية، بطريقة الأخذ والعطاء والانتماء بقدر الفائدة .
بالنسبة لأردننا اليوم، فإنه مُحاط بإقليم ملتهب عاصف، اشتد نشاطه خلال الربيع العربي، وما حدث به من سقوط لأنظمة وعدم استقرار لدول، وما نعانيه من محاولات عديدة لاختراق الداخل الأردني بشتى الطرق سواءً بزرع الفتن أو الإشاعات أو إغراقه بالمخدارت وغيرها من الطرق الخبيثة من بعض الدول والأنظمة، وما يدور في فلسطين يؤثر علينا فعلاً، ولكن بفضل الله ووعي المواطن وحنكة النظام ما زالت الدولة صامدة في وجه هذه التحديات والمحاولات، ولكن صمود الدولة يجب أن يرافقه تحصين الجبهة الداخلية من خلال حكومات قوية قادرة على اسشراف المستقبل ومن ثم إيجاد الحلول، وتعرف كيف تتخطى المحاولات الخارجية وتوحيد الداخل، والتركيز على تكاثف الجهات كلها لحماية الدولة بجميع مكونتها وخاصة السلطة والشعب من هذه المحاولات .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/23 الساعة 15:40