التل يكتب: طوفان يوقف اخر

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/22 الساعة 21:56
ظهر الإعلام كعامل مهم ورئيسي في معركة طوفان الأقصى وإرتدادتها على مدار الأسابيع والأشهر الماضية، وهي حالة تفوق فيها إعلام المقاومة على إعلام العدو ومن يناصره،فقد أوقف طوفان إعلام المقاومة الإسلامية في غزة طوفان إعلام العدو الذي طالما جرف الرأي العام العالمي لتبني روايته، وهي الرواية التي جرفها طوفان إعلام المقاومة بصدقيته. ممايفرض علينا أن نعيد النظر في الكثير من مفاهيمنا وسلوكياتنا وممارستنا الإعلامية.



اول الممارسات التي لابد من إعادة النظر بها، هي تصرف الكثيرون من الذين يعاملون في الإعلام أو يتعاملون معه على انه مجرد مظهر لائق، يليه كلام منمق، مع عدم الاهتمام بأن يكون هذا الكلام له مضمون ورسالة ليكون مؤثراً، علما بان مهمة الإعلام الاساسية هي التأثير، وهي مهمة لا تتحقق بمجرد الثرثرة بكلمات انشائية تكيل المديح أو الشتائم، فمن المهم ان يتضمن الكلام معلومات ويحدد موقفا.وفي مجال المعلومات فأن من المهم القول بأن كم المعلومات المؤثرة لا يرتبط بشهادة أكاديمية، لكنه يرتكز إلى حجم ثقافة المتحدث ، وسعت اطلاعه، مذيعا كان ام ضيفا.
وعلى أهمية المظهر، فان لغة الجسد مهمة أيضا، لأن الإعلام ليس مجرد مظهر مناسب، فالمظهر المناسب ليس البدلة أو الفستان الانيقين أو ربطة العنق الفاخرة، بل ربما كان هذا المظهر الانيق والمكلف مضرا بالرسالة الإعلامية، اذا كان الحديث عن مأساة، كمثل وجه من وجوه مايجري في قطاع غزة وله على سبيل المثال، كذلك لابد من القول بأن التوقيت مهم لنوعية الرسالة الإعلامية وتأثيرها.


واذا كان للمظهر والتوقيت دورهما في حجم تأثير الرسالة الإعلامية، فان لتاريخ المتحدث والكاتب مذيعا كان ام ضيفا دورا مهما في مدى تأثير الرسالة الإعلامية على متلقيها، خاصة لمدى صدقة المتحدث أو الكاتب، ومدى ثباته على موقفه، وكذلك موضوعيته، فلا صدقية لمن يغير بندقيته من كتف إلى كتف، بسهولة ويسر ركوبا للموج ومسايرة للتيار.
لكل ما تقدم فان من المهم عدم كثرة التكرار لأ ن كثرة التكرار يفقد الكلمة وكذلك الصورة تأثيرهما، ويجعل الكلمة أو الصورة مألوفة وفاقدة لتأثيرها، ولعل هذآ ماتهدف اليه بعص وسائل الاعلام من كثرة تكرارها لصور الدمار والقتل في قطاع غزة!.
خلاصة القول في هذه النقطة هي أن الإعلام علم يعتمد على معرفة النفس البشرية، وعلى صدقية المعلومات، والأهم صدق الموقف. ولذلك لابد من إعادة النظر في أداء الإعلام العربي، حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم.


على ضؤ ماتقدم نستطيع القول بان
من أهم الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى انها اثبتت
اننا نفتقد إلى واحد من أهم أسلحة العصر، وأكثرها تأثيرا على مواقع الدول على خارطة التأثير، وأكثرها تحكما في توجهات الدول والأفراد وتحديد مواقفهم. ذلك هو سلاح الإعلام. وهو سلاح نتحدث منذ عقود عن اخفاقنا عربيا في امتلاك، وعن سؤ استخدمه من قبل أبناء الأمة، لأنه تم تسخيره لتمجيد أشخاص بأساليب بائسة، أو لتعميق الخلافات العربية العربية.
ومثلما اخفقنا في امتلاك سلاح الإعلام، فقد خدعنا طويلا بالإعلام الغربي، وروجنا الاكاذيب عن استقلاليته، وعن موضوعيته، فسلمنا له عقولنا يعبث بها كيفما شاء، ويوجهنا إلى حيثما يشاء. وقد تنسينا الكثير من الوقائع التي تكذب زيف الإعلام الغربي، واقلها ان العاملين في هذا الإعلام كانوا ينقلون في دبابات الغزاة في العراق وغيرها. حتى إذا مابدأ العدوان الاسرائيلي الغاشم على غرة، اكتشفنا كل عورات الإعلام الغربي وانحيازه الأعمى، وعدم موضوعيته، وعدم مهنتيه.
لكل ما تقدم فان علينا أن نسعى بجد لامتلاك سلاح الإعلام، أولاً لأن الحرب مستمرة, وثانياً لأن من أهم نتائج العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، تصاعد الحملة الشعبية لمقاطعة سلع وبضائع كيان الاحتلال الصهيوني ، والدول الداعمة لهذا الكيان، وهو سلاح علينا أن نتمسك به ونصعده، والأهم ان نستمر به حتى بعد توقف العدوان على قطاع غزة، ذلك أن العدو يراهن على قصر نفسنا، وإنما نقوم به في العادة هو مجرد ردات فعل، وزوبعة في فنجان.لذلك فعلينا ان نتمسك بسلاح المقاطعة ونصعده ونوسعة ليشمل ماهو اهم من المقاطعة الاقتصادية، لذلك فعلينا مقاطعة وسائل اعلام العدو، ووسائل إعلام الدول التي تسانده، فمن المعيب أن يعمد بعضنا لتسليم عقله لبعض الناطقين بلسان العدو، بل وترويج تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.فرهن العقول لمقولات العدو أخطر من رهن الامعاء لهذا العدو.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/22 الساعة 21:56