صبري ربيحات يكتب: مدينة عمان.. وإدارة التغيير
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/22 الساعة 18:50
في عمان التي لا نختلف على حبها وجمالها ورحابة فضائها وترامي اطرافها؛ يوجد اليوم حديث عن تغييرات وتطوير لاسلوب إدارة المدينة وإمكانية خصخصة بعض جوانب الادارة.لا نعرف اذا كان ما يقال مجرد أحاديث ام انه يجري على الارض.وفي حقيقة الامر لا أحد خارح دوائر صناعة القرار يمكن ان يجيبك على ما يجري او يدور في أروقتها ولا يوجد في الفضاء الاعلامي ما يؤكد او ينفي ذلك.هذا الحديث ليس جديداً ولا يوجد رواية واحدة يمكن ان يعتد بها، فتارة يقال بان العاصمة ستفرخ عاصمة جديدة على بعد عشرات الاميال شرقا وتارة يصرح بانها -اي العاصمة- ستصبح مدينة ذكية تعرف الداخل والخارج والشارد والوارد وتسهل لسكانها الانتقال الآمن من اي نقطة الى اخرى دون حاجة للانتظار او الدخول في وسط الازدحامات والايقاف عند مداخل التقاطعات والدواوير والجسور. وتراقب مخالفات المرور والبيئة ويمكن ان يحد ذلك من الجرائم المرتكبة ويساعد على اكتشافها. في عمان اكثر من عشرين منطقة خدمية ولها مجلس يشارك في ادارته مندوبون عن المؤسسات الخدمية الى جانب الجسم الذي جرى انتخابه من قبل السكان وضم خبراء في الاراضي والخدمات البلدية التي لا يزال السكان يعتبرونها المعيار الاهم في توجيه خياراتهم لمن يحل في المواقع التمثيلية.عمان اليوم لا تشبه عمان الامس فبعد رحلة طويلة نقلتها من مجلس بلدي الى صغير يقوم على خدمة بضعة آلاف من السكان في مطلع القرن الماضي الى مدينة كبرى بعدما ابتلعت كل البلدات والقرى والاراضي المحيطة بها واصبحت ضمن جغرافياتها وتحت ادارتها وسلطتها لقد تلاشت بلديات الجبيهة والقويسمة واليادودة ووادي السير وشفا بدران وغيرها بعدم اتسع نطاق عمان ذات الجبال السبعة ليشمل كل هذه القرى والبلدات وألويتها السبعة التي تقدم الخدمات لما يقارب الخمسة ملايين مواطن.الناس يهمسون بان الخدمات التي يتلقونها لا تكافئ الضرائب والرسوم التي يدفعونها فالشوارع لا تخلو من الحفر والمسارب غير محددة وهناك عشوائية وتداخل بين ما هو تجاري وسكني والمساحات الخضراء محدودة مقارنة بالغابات الاسمنتية التي تتكدس في الشرق والجنوب من العاصمة.في عمان التي زادت اعداد المستخدمين في دوائرها بمتوالية هندسية لتتجاوز العشرين الف مستخدم في اقل من ثلاثة عقود وابقت على مستوى خدمة لا يتناسب مع توقعات السكان ولا مع ما توصلت له إدارات المدن من طرق وأساليب عصرية هموم ومشكلات وحنق وعتب وإعجاب.فعمان التي تغزل بها الشعراء من علي عبيد الساعي الى حيدر محمود وحبيب الزيودي.. هي عمان التي خطط عصام العجلوني لازالة عشوائياتها واحدث عبدالرؤوف الروابدة تحولات ملموسة على مستوى النظافة والخدمة فيها واولى ممدوح العبادي عناية خاصة لشوارعها وانفاقه . وهي التي حازت على جائزة انظف المدن واجملها.من مشاكل الامانة الكبرى ان الكثيرين ممن التحقوا بالعمل لا يحملون مهارات وخبرات تتناسب مع المهام والوظائف المسندة لهم. وحتى اليوم لا تزال الخدمات تقدم بطرق ووسائل تقليدية لا تتماشى مع ما يقدم في المدن والمؤسسات الخدمية الأخرى. والجميع يعرف ان الامانة تعاني من أزمات مالية اصبحت مزمنة. وسط كل هذا، يستمع العمانيون - من وقت لآخر - الى همس حول خطط ونوايا ترمي الى تحديث اسلوب العمل وتقديم الخدمات بسرعة وكفاءة.. وغالبا ما يعقب ذلك موجات من نقل الموظفين والالغاء لبعض الوحدات وتغيير للمواقع وتعديل في التشريعات.بعض التسريبات حول التغيير تثير الكثير من الخوف والقلق للعاملين بامكانية خسارة وظائفهم او دفعهم الى التقاعد المبكر او الانتقال الى مجالات اخرى. الاجراءات التي قامت وتقوم بها الامانة للتحديث والتطوير تحتاج إلى خطط وبرنامج وحملات للهيئة والتوعية والاعلام لاستيعاب مخاوف العاملين في دوائر الامانة واقسامها. ولتبديد الإشاعات التي يذهب بعضها بعيدا للحديث عن تغير الادارة وحلول إدارة جديدة...لا اعرف بالضبط ما الذي يدور في اروقة الامانة لكني اسمع في كل يوم حديثاً يعبر عن القلق ويثير المخاوف للعاملين وتغيير في علاقة الساكنين بالأمانة.لا يوجد لدي شك بأن إدارة الامانة وأمينها يحاولون التحديث والتطوير وتحسين نوعية الساكنين لكن المعرفة والتهيئة للتغيير ضرورية والاستجابة الى ما يجري تداوله حول الموضوع واجب على الامانة وحق للمواطن.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/22 الساعة 18:50