العتوم يكتب: إسرائيل لا تملك حق الرد على ايران
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/18 الساعة 10:56
لا تعتبر إسرائيل نفسها أنها أخطأت عندما قصفت يوم الأثنين من نيسان 2024 القنصلية الإيرانية في سوريا التي تشكل ركيزة سيادية لإيران الى جانب سفارتها هناك ، و التسبب حينها بمقتل 12 قياديا ايرانيا من الحرس الثوري ، لكونهم اجتمعوا للتخطيط ضد إسرائيل فقط ؟ وهي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها ايران لعناصر ايرانية داخل ايران و خارجها ، و حتى الفلسطينية ، وتعمل على مدار الساعة مع الولايات المتحدة الأمريكية لكي تمنع ايران من الوصول لمرحلة بناء القنبلة النووية المرعبة للوجود الإسرائيلي أولا . وتعتبر إسرائيل ايران الدولة المناكفة لها و التي لا تقبل بالمطلق بإحتلالها لفلسطين كما العرب . ومهما يقال عن ايران بأنها تسهدف العرب قبل إسرائيل ، إلا أنه لا يروق لها بقاء إسرائيل في المنطقة ، ومن أجل هذا زرعت وكلاء لها ،و عملت على تدريبهم و تسليحهم تاركة قرار الحرب لهم ، وهم مثل حركات التحرر العربية – حماس ، و الجهاد ، و حزب الله في لبنان و في العراق ( حشد ) ، و الحوثيون .
وفي الضربة الإيرانية الأخيرة ، و التي وصفت بالخفيفة ، أصابت إيران بالرد الذي وجدت فيه لا مخرج لها من دونه لكي تحترم نفسها أمام الشارع الإيراني أولا و العالمي ثانيا ، و أخطأت في المقابل بإختراق فضاء الأردن ، وهو أمر سيادي للأردن تحدث عنه جلالة الملك عبد الله الثاني في زيارته الأخيرة لواشنطن و لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ، و جاء على لسان وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي عندما استدعى السفير الإيراني بعمان ليبلغه رسالة الأردن الاحتجاجية . وفي المقابل لم تكن ايران راغبة في توريط وكلائها في المنطقة عن طريق استخدام أجوائهم الفضائية ، ولم تحسن اختصار طريق الرد عبر ما تمتلك من بوارج بحرية ، فاختارت القصف عبر المسيرات و الصواريخ البالستية المحدودة على بعد خمس ساعات و بطريقة مباشرة .إسرائيل – كيان عدواني احتلالي استيطاني نازي شرير يعادي الجميع في المنطقة ، من وقع السلام منهم ومن لم يوقع ، ويعتبر حركات التحرر العربية ارهابية ، و يعفي ذاته من الارهاب رغم ما اقترف و يقترف من مذابح بشرية يوميا في غزة ، و في رفح ، و في الضفة الغربية – في فلسطين ، ومن دون سبب مقنع ، وسببها السخيف يكمن بتواجد حركتي حماس و الجهاد و القوى الفلسطينية الأخرى المناضلة ، المحررة للأرض و المدافعة عن العرض في زمن استشراء الاحتلال البغيض . ولقد تسببت إسرائيل حتى الان في جريمة حرب ، و ابادة جماعية راح ضحيتها و لا زال يذهب أكثر من 33 الفا من الفلسطينيين المواطنين المسالمين ، أصحاب الأرض و القضية العادلة .و إسرائيل التي قدمت لها الصهيونية عبر التفافها على الأمم المتحدة عام 1947 فلسطين التاريخية على طبق من ذهب ، و احتلت فلسطين المعاصرة و قدسها عام 1967 بعد ولوج قرار قومي بطردها ، رغم اقتراح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين بعد انتصاره و قائده الميداني جيورجي جوكوف و السوفييت في الحرب العالمية الثانية عام 1945 التي اشترك فيها البريطانيون بداية ، و الأميركان في اللحظات الأخيرة ، توجيه اليهود بعد تعرضهم و شعوب المنطقة الشرقية من العالم للمحرقة " الهولوكوست " الى إقليم " القرم " ، أو الى سخالين ، لكن تفسيرات التوراة ، خاصة النسخة المزورة منها دفعت بهم الى فلسطين للبحث و بطريقة سرابية عن وطن لا يملوكنه ، وعن هيكل خيالي أسموه " هيكل سليمان " ، والتاريخ القديم والمعاصر شاهد عيان على مرورهم في منطقتنا 80 عاما ، بينما الكنعانيون تواجدوا هنا منذ قبل التاريخ بأكثر من عشرة الاف سنة .و إسرائيل التي لا تملك فلسطين ، و لا أي من أراضي العرب المحتلة لها ، و التاريخ شاهد عيان ،و المتطاولة على ايران بإستمرار ، و رغم الضربة التأديبية الإيرانية الأخيرة لها التي تستحقها ، الا أنها لا تملك حق الرد على ايران و لا حتى حق الدفاع عن النفس ضد ايران ، و لا ضد الفلسطينيين و العرب ،بسبب ممارستها للعدوان و الأحتلال ، و الاستيطان ، و القتل من دون رحمة للفلسطينيين الأبرياء . و المطلوب من إسرائيل أن تتصالح مع نفسها ، و تذهب الى صوابها وتقبل بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ، و القرار 242 ، أو تحزم حقائبها و ترحل من منطقتنا العربية و الشرق أوسطية ، و افضل منطقة لتواجدها هو في مكان الدولة الراعية لها بانحياز واضح سافر مثل أمريكا ، و اقليم " الاسكا " الروسي الأصل منذ العهد القيصري مناسب لها و لهيكلها المزعوم ،وسوف يذكرها بموطنها بارادبيجان الروسي .والمطلوب من ايران في المقابل ، هو تهذيب هلالها الشيعي ،و العودة الى حدودها الجغرافية و عدم اعتبارها أيدولوجية مفتوحة ، و العالم السني له الأغلبية و الزعامة و المقدسات بوضوح ، ، و لا يجوز اختراقه . و تحرير فلسطين لا يأتي الا بوحدة قوى المقاومة العربية و قرارها،و عبر وحدة العرب التي ناداهم اليها ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه بعد اعلانه لثورة العرب الهاشمية الكبرى عام 1916 . و قضايا العرب هي عربية خالصة ، وقضايا ايران الأصل أن تكون ايرانية خالصة . و إسرائيل تمثل توجها غربيا و لأحادية القطب المتغول على أركان العالم ، والذي يتصرف بسذاجة فوق القانون الدولي .و ايران الواجب أن تحافظ على توازنها وسط التوجه لبناء عالم متعدد الاقطاب تقود فكرته روسيا الاتحادية ، و يمثل شرق و جنوب العالم ، و يبقي الباب مواربا أمام الانضمام الطوعي للغرب .ثمة رسائل متشابكة تحوم فوق منطقتنا العربية ، فنلاحظ أمريكا تنسج مع إسرائيل السلام مع العرب المناسب لهما ،و يتصديان معا للمقاومة و الوحدة العربية . وفي بقاء إسرائيل في المنطقة العربية مصلحة أمريكية اقتصادية و لوجستية ماكرة ، و انتصارا لاحادية القطب الذي بدأت معالمه تنهار اقتصاديا و إعلاميا و سياسيا . و تخشى إسرائيل من زوالها على يد ايران و المقاومة العربية ،و لا مشكلة لديها مع الدول العربية التي وقعت معها السلام ، أو التي لم توقع بعد . وفي زوال إسرائيل و هو الذي نتمناه ، سيتراجع وهج الولايات المتحدة الأمريكية و احادية القطب ، و سوف يصعد نجم تعددية الأقطاب ، روسيا و الصين ،وما على ايران الا الأنتباه أكثر لحركة التاريخ الى الأمام .وحراك أمريكي – غربي سياسي و دبلوماسي يخشى تطور الحدث الإسرائيلي – الايراني الى مواجهة مباشرة ، يختار الاصطفاف فيها الى جانب إسرائيل ، و طالبت روسيا في مجلس الأمن عدم التعامل مع الصدام الإسرائيلي – الايراني بإزدواجية ،و رفضت ادانة ايران في وقت لم تدين فيه إسرائيل أوكرانيا – كييف ، وفي حالة الصدام الإسرائيلي – الايراني ستقف روسيا و الصين الى جانب ايران . و ان الأوان تغيير معايير مجلس الأمن و تنظيفه من ازدواجية القرار ومن غياب العدالة الدولية .و الأصل هو أن إسرائيل ليست أمريكا و لا دول الغرب ، و عليها أن تتحمل تبعات سلوكها السلبي بنفسها .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/18 الساعة 10:56