لماذا هزم (كوهين) مسؤولي الإعلام الرسمي الأردني وخضّهم كـ (شنينة)

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/04 الساعة 19:19

بقلم المحامي بشير المومني

للمعنيين.. ارهقنا وجرى استنزافنا نفسيا وذهنيا وصرفنا من الوقت الكثير الكثير في محاولات التصدي للاشاعات الهدامة التي طرقت الأردن ولم تترك بيتا إلا وقد تسللت له بشكل عجيب لا يخضع لقواعد المنطق ولا غير المنطق ولا العلم ولا حتى الجهل !!

للمعنيين .. لابد ان نعترف بأننا قد فشلنا كمنظومة عمل وطنية مسؤولين ومواطنين في التصدي للاشاعات وعلى ما يبدو فإن اعلامياً اسرائيلياً واحداً فقط (كوهين) استطاع اختراق أغلب مواطني المملكة وارباكهم وهزهم لا بل وخضهم وجعلهم (شنينة) من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ووقفنا عاجزين أمام قدراته في سحر عيون الناس وسلب عقولهم التي استطاع تجييرها لخدمة كيانه ..

هل تعلم يا سيدي المسؤول !!! .. لقد فعلنا كمواطنين كل شيء ممكن .. كل شيء يمكن للشخص أن يتخيله للدفاع عن الأردن واستخدمنا جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة وضربنا فوق الحزام وتحت الحزام واستخدمنا التكنولوجيا الحديثة وعلوم النفس وحاولنا استثمار النصر أو الهزيمة وعملنا بشكل علمي مدروس وبشكل همجي مطبوس.. طلبنا الدليل على الإشاعة ومن ثم سخرنا منها وتهكمنا عليها وخاطبنا العقل ثم خاطبنا العاطفة وجيّرنا الأقلام واستنفرنا القوى الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية الأردنية ولم نفلح في دحض إشاعات (كوهين قدس الله سره) ..

هل نحن كمجتمع اردني نشكل ظاهرة فريدة او فلكية بعيدة أو علمية جديدة لا أدري حقيقة لكن أقسم لكم بالله يا سيدي المسؤول بأننا مجتمع نستحق الدراسة بعد أن بتنا حقل تجارب للعلوم الإنسانية والاجتماعية ومدى تأثير التكنولوجيا الحديثة في إعادة توجيه منظومة السلوك الجمعي بعد الاستهداف بالأشاعات ..

سيدي الشخص المعني الذي لا اعرفه.. حتى الإعلام غير المباشر لم يجد نفعاً.. فلا استقبل ولا ودع ولا هنأ جلالة الملك قد نفع.. ولا حتى الإعلام والنشر المباشر من فيديوهات وصور لعودة الملك سالما غانما في المطار.. ولا حتى نظريات الامتناع لقطع التعزيز السلبي ولا التفاعل لكسر حجاب البؤس الإعلامي ولا عمليات حتى الدعاية والإشاعة المضادة .. لم يكن أي إجراء فعالاً بما يكفي للتعامل مع (كوهين قدس الله سره) ..

سيدي المسؤول المعني.. انت الان أمام خيارين لا ثالث لهما الأول هو أن تقوم جهات الاختصاص بعمل (جردة) للشعب لوضع غير المصدقين والشكاكين ومتناقلي الاشاعات وحتى القلقين ضمن كشوفات وتحديد موعد للقائهم بجلالة الملك مباشرة في مضارب بني هاشم مع إتاحة الفرصة لكل واحد منهم للسلام على جلالته مصافحة باليد وسماع صوته ..

أما الخيار الثاني يا سيدي المعني فأنا متردد في قوله ولكنه الأسهل والانجع والأقوى والأكثر حسما ولكننا مضطرون إليه .. اقترح عليكم دعوة (كوهين قدس الله سره) للاردن لتناول الطعام والقيام بواجب الضيف وانتم أدرى بما يليق في هذه المناسبة العظيمة واللحظة التاريخية ثم اتركوا الباقي لكوهين قدس الله سره..

ليس ذلك فقط يا سيدي المعني بل إن ( كوهين قدس الله سره ) بات اليوم قادرا على اقناع الاردنيين بأن أكبر فاسد لدينا هو المهدي المنتظر ..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/04 الساعة 19:19