إما مع الوطن والملك والجيش والأمن.. أو في الضد

شحاده أبو بقر
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/17 الساعة 03:25

لا نزاود على أي أردني في ولائه وانتمائه لوطنه، أبداً، لكننا وجميعاً، نرى الأردن اليوم في عين العاصفة، ومتى كان الأمر كذلك وهو كذلك، فلا عذر لأغلبية ومعارضة في الإختلاف قط، وإلا، فنحن نترك بلدنا ووجودنا وتاريخنا، في مهب الريح، لا سمح الله.

نحن في أيام شدة لا في رخاء، شدة يصنعها سجال إيراني إسرائيلي هو صراع مصالح على المنطقة العربية ليس إلا، والعرب ولسوء حظهم، في سبات عميق.
لا نملك في الأردن عصا سحرية تصنع مشروعاً أو موقفاً عربياً موحداً بين اثنتين وعشرين دولة، لكننا نملك أن نصنع موقفاً أردنياً موحداً مع الوطن، مع الملك وحكومته، مع الجيش، ومع قوى أمننا البواسل.
وعليه، فلا مكان بيننا اليوم لعتب أو تلاوم أو تخاذل أبدا عن نصرة الأردن في مواجهة شر يريد لبلدنا أن يكون ساحة لحرب إقليمية لا مصلحة لنا فيها ولا لفلسطين المنكوبة بإحتلال إجرامي غاشم أبداً.
الأردن الذي تحمل وما زال ما ناءت دونه الجبال من أجل الأمة وقضيتنا المركزية وصراعنا مع الاحتلال الصهيوني ومشروعه، هو اليوم بحاجة إلى نخوة أبنائه وبناته كافة بلا إستثناء، وفي هذا إمتحان لنا جميعا تظهر نتائجه بعد أن تنجلي الغمة ولا بد من أن تنجلي ذات يوم.
أرضنا وماؤنا وسماؤنا محرمة على كل غاز أياً كان، وتلك هي مهمتنا نحن قبل سوانا، ومن يرى غير ذلك، فليراجع نفسه، وليفكر مليا في وطن يوفر له ولأسرته ولأطفاله أمنا فقده غيره في الجوار وما بعد الجوار يصارع أقسى الظروف وأبشع صنوف الحياة.
الشائعات والأكاذيب والمطامح والمطامع كثيرة من حولنا، ومنها من يريد بنا وببلدنا شراً رد الله كيده إلى نحره، ولهذا، فنحن مطالبون بوحدة الصف الوطني الأصلب لدفع الشر عن بلدنا.
الأردن ووحيداً شعباً وملكاً وحكومة وجيشاً وقوى أمنية، هو أول وأقوى المناصرين لأهلنا في غزة وسائر فلسطين، ومن يقول بغير ذلك يظلم حظه، وينسى ويتناسى أكثر من ثمانية عقود من نخوة الأردن لفلسطين ولقضيتها العادلة، حيث امتزج الدم بالدم والدمع بالدمع والصبر بالصبر والشقاء بالشقاء.
قوة الأردن من قوة شعبه الواحد، وصلابة موقفه عبر التاريخ صنعها رجاله بقيادة الهواشم الأخيار، وهو اليوم يبحث عن رجاله وأخواتهم النشميات مدنيين وعسكريين عاملين ومتقاعدين، شيبا وشبابا، ليرى، من منهم ينصره، ومن منهم يخذله لا قدر الله، والتاريخ الصادق لن يرحم أحدا قط.
مرة ثانية، الأردن الوفي الأمين المتفاني من أجل فلسطين الحبيبة والأمة الشقيقة بكل أقطارها ولاجئيها ومعذبيها، لا يقبل اليوم صدودا من أحد، ولا ملامة من أحد، ولا إتهاما باطلاً من أحد. المنتظر المقبول هو فقط، وقوف صادق أمين صلب قوي مع الأردن ضد كل من قد يحاول إستباحة حرمة أرضه وسمائه ومائه. ولا نامت أعين الجبناء. الله من أمام قصدي.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/17 الساعة 03:25