القضاة يكتب: السيادة الوطنية .. لا جدل فيها

عالم القضاة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/15 الساعة 12:10

اعتدنا أن نشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أي قضية أو قرار أو أي مسألة تتعلق بالوطن سيلاً من النقاشات والحوارات بين من ينتقد ويرفض وبين من يؤيد ويوافق، وكثيراً ما نجد أن الأغلبية لا يفقهون حقيقة ما يجري، ويعتمدون على أهوائهم في النقاشات.



الليلة الماضية كانت صاخبة بالأحداث والحوارات، وذلك على ضوء رد إيران على
قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق من قبل العدو الإسرائيلي عبر إطلاق مسيرات وصواريخ باتجاه إسرائيل فوق الأراضي الأردنية.


ورغم ان النقاشات والحوارات هي أمر صحي بين أكثر من طرف حول موضوع ما بغض النظر عن الاتفاق في وجهات النظر، ولكن اليوم نقف أمام مسألة هامة تتعلق بالسيادة الوطنية تدفعنا جميعاً للوقوف خلف الوطن وقائده في أي قرار يتخذ، فأمن المملكة واستقراراها له الأهمية القصوى، ولسنا في موقف يُمكننا من إعطاء الفرصة لمشاهدة حالة من الجدل الهدف منها ليس إظهار الحقيقة، ولكن يكون بالعادة لإظهار شخص على آخر، أو لإظهار رأي على آخر.


إختراق الأجواء الأردنية وتعرض المواطنين للخطر يفرض علينا جميعا أن نغير "نغمة" النقاش، ونبحث عن نقاط اتفاق تعبر عن الوطنية الحقيقية بعيداً عن الأحقاد والضغائن والنقاشات الحادة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بل إنها تزيد الفجوة وتؤدي إلى تبني تفسيرات ومواقف لا تخدم الوطن ولا تخدم مصلحة المواطنين، بل إنها تُسخر لضرب أمن واستقرار المملكة لاقدر الله.


الغريب من فئة معينة أنهم لا يكلون ولا يملون من النقاشات، تجدهم يتصدرون الحديث في أي مشهد على اعتبار أنهم يفقهون في كل شي، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، ويشاركون في أي حوار مهما كان، ويبدون رأيهم الذي لم يُبنَ على المعرفة أو المنطق، و يهاجمون كل شخص يتحدث عكس ما يطرحون من أفكار عبثية يُقصد منها التشكيك بالوطن وسياسته وزرع الخوف حول مستقبله وأمنه من خلال صناعة بيئة غير راضية عن كل ما تقدمه مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لتعم الفوضى في المجتمع بين مؤيد عقلاني لشؤون الدولة ومعارض متعصب يسعى لتنفيذ اجندات أو مصالح شخصية حتى لو كانت على حساب الوطن وشعبه.


ما حدث الليلة الماضية من إختراق للأجواء الأردنية عبر المسيرات الإيرانية والرد المنطقي من الجيش العربي، لا يحتاج إلى الحوار بمنطق حتى يتسنى لنا أن نسحر عقول الناس ونأسر أفئدتهم، لأن الرد الأردني جاء مناسبا للتعدي على سيادته الوطنية، وتعريض مواطنيه للخطر .. فلا أحد يفكر بعقلانية بعيداً عن العواطف الزائفة يقبل أن يتعرض وطنه وأهله للخطر وهو ما دفع بالمملكة لايقاف حركة الطيران المدني التي كانت عرضة للخطر، لجانب خطورة أن تسقط إحدى تلك الآلات على المدن والأحياء السكنية وهي مفخخة بالمتفجرات .... هنا من يتحمل المسؤولية! من يُنظر على مواقع التواصل الاجتماعي! أم من يحمل مسؤولية حماية الوطن وشعبه!


ختاماً، مِن صدق انتماء المواطن لوطنه هو حمايته من كل خطر يهدده خارجياً كان أم داخلياً، وبقدر الدعم والحماية التي يقدمها الفرد لوطنه يكون التعبير عن صدق الانتماء للوطن، فحماية الوطن مصلحة دينية، وضرورة وطنية، وغاية إنسانية، كلها تنصهر مع بعضها بعضا لترسم لوحة فنية رائعة عن حب الوطن والانتماء إليه، أما من يشكك في نوايا وطنه باستغلال عواطف المواطنين تجاه ما يحدث في الوطن العربي أو ما يحدث في غزة، فهو لا يريد بالوطن خيراً، لأن نشر الفتنة بين المواطنين
يقصد منه خلق حالة من الانقسام والتفرقة والنزاعات والتي تؤدي إلى تشتت المجتمع وبالتالي ضعف الوطن... لذا لنكون حذرين من أهل الفتنة ونلزم الحق كما أوصى خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.


حمى الله الوطن وملكيه وشعبه

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/15 الساعة 12:10