سياسيون وأكاديميون : الموقف الأردني ازاء القضية الفلسطينية واضح ومتفق مع ثوابته الوطنية والقومية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/14 الساعة 21:33
مدار الساعة - قال سياسيون وأكاديميون إن ما تشهده المنطقة من توترات عسكرية وأمنية مستمرة يثبت للعالم ما دأب جلالة الملك عبدالله الثاني على التحذير منه، بأن لا حلول أمنية وعسكرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة يكمن بالحل العادل والشامل لهذا الصراع وفقا للقرارات والمرجعيات الدولية، ما يفسر استمرار جهود الدبلوماسية الأردنية الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بما يضمن وقف التصعيد الإقليمي الذي يهدد بتداعياته وتهديداته الخطيرة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأضافوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن مواقف الأردن لم تتغير منذ بداية الحرب على غزة فمنذ بدايتها كان واضحا بمطالبته بوقف الحرب على غزة، وإيصال المساعدات وإعادة المسار السياسي للقضية الفلسطينية وحماية المدنيين ورفض التهجير.
وقالوا " يواجه الأردن بكل حكمة وروية دعوات ومحاولات التصعيد وتوسعة نطاق الحرب حاملًا للعالم طريقته المُثلى في دعم فلسطين والوقوف إلى جانبها بكل ما أوتي من جهود سياسية واجتماعية وإنسانية وموقف ثابت عمره أكثر من 75 عامًا.
العين ووزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني قال إن الأردن معنيّ تماما بالحفاظ على أمنه وسيادته واستقراره وسيادة أجوائه وأراضيه فهو لن يسمح لأي كان باختراق سيادة أجوائه وأراضيه، ولن يكون ساحة للحرب بين الدول في المنطقة، وهذا ينطبق على جميع الأطراف المتحاربة في المنطقة بما في ذلك إيران وإسرائيل،
ولفت إلى أن الأردن معني بالمسار السياسي والسلمي، وابتعاد الحروب عن أجوائه، وهذا ما رسخه موقفه السياسي أيضا في إجراءاته العسكرية والأمنية.
وقال العين الدكتور ابراهيم البدور :" إن ما حدث يوم أمس تجربة جديدة على الأردنيين، لكن الأردن تعامل معها بكل حكمة، مشيدا بجهود سلاح الجو في التعامل السليم والمهني مع المسيرات التي اخترقت المجال الجوي الأردني .
وأشار في هذا الصدد بأنه لم تكن هنالك حالة طوارئ، بل خطوات احترازية، وهو في حالة أمان وهو ما لمسناه من وقف مؤقت للرحلات الجوية ودليل على ذلك سير الحياة الطبيعية كالمعتاد دون تعطيل للمدارس أو حدوث إغلاقات للأماكن.
وبين قائلا:"أن الأردن كما عهدناه قويا حتى ولإن تعرض لأية أزمة خارجية والأردنيون يتحدون دائما مع بعضهم البعض وهو ما نراه في المواقف الصعبة، بحيث تصبح الصورة ناصعة في التفافهم الدائم خلف القيادة الهاشمية، فالأردنيون مركز قوتهم التمسك بالوحدة الوطنية ".
ودعا إلى اتحاد الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة، حتى لا يتوسع الأمر بما يصبح تهديدا للمنطقة، فتعيش أزمة حقيقية، متمنيا بعد الذي حدث امس أن يكون هناك إنهاء لهذه الحرب، وأن تنتهي المأساة الإنسانية التي توجد في غزة، مثمنا في الوقت ذاته جهود القوات المسلحة الأردنية الباسلة في حماية أمن الوطن وأهله.
الناب عمر العياصرة قال:" الأردن موجود في منطقة ملتهبة في صراعات، وقدره أن يكون قريباً من القضية الفلسطينية التي يمكن أن تشكل وقودا لكل هذا الصراعات"، مبينا أن الأردن لديه الخبرة التاريخية والمؤسسية في التعامل معها من خلال الخطاب المعتدل، وإنشاء حالة من التوازن في التعامل مع كل التناقضات من خلال التعاطي مع الأزمات المرحلية بطريقة تعبر عن مصلحة الدولة وأمنها.
وأشار إلى أن الأردن حافظ على علاقة جيدة مع حلفائه الرئيسيين، سواء من حلفائه في الغرب وحلفائه في المنظومة العربية، مبينا أن الأردن في نهاية المطاف يصدر في اتخاذ قراراته من مجموعة من المعطيات، والتي تتمثل في مصالحه الحيوية الإستراتيجية وأمنه القومي ومصلحة الأشقاء في القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي.
وعن ما جرى بالأمس قال " الأردن يعبر بكل وضوح سياسيا ودبلوماسيا، على أن سبب الأزمة هو غياب الأفق السياسي في القضية الفلسطينية، سواء الصراع الذي حدث بين إيران وإسرائيل، أو الصراع الموجود الآن في غزة، مشيرا إلى أن الأردن ما زال يصر على جذر الصراع القضية الفلسطينية، ولو تحققت حقوق الفلسطينيين بدولة مستقلة عاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967، فإن كثيرا من هذه الصراعات ستتلاشى خاصة لو توقفت الحرب في غزة ووقف القتل والإبادة الجماعية.
وبين أن سبب أزمات الشرق الأوسط، هي القضية الفلسطينية، وعند حلها ستنحل الكثير من هذه الأزمات، لافتا إلى أنها فرصة جديدة أن يعبر الأردن عن ذلك، من خلال ما عبّر عنه رئيس الوزراء ووزير الخارجية بأن الحل يبدأ من حقوق الفلسطينيين الذي طالب به الأردن منذ الأزل، وأن الأردن دولة ذات سيادة مستقلة ولنا الحق بأن نفخر بقواتنا المسلحة الباسلة التي تحمي السماء والأرض والحدود مشيرا إلى أن الأردن يعد لاعبا رئيسياً فيما يتعلق بمصالحه وبحقوق الشعب الفلسطيني.
النائب السابق الدكتور هايل ودعان الدعجة قال:"يأتي رد الفعل الأردني على ما شهدته المنطقة امس من تهديدات عسكرية متماهيا مع ثوابته الوطنية والقومية والدولية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تعكسها الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك الذي دائما ما يؤكد على ضرورة إيجاد أفق سياسي لهذا الصراع من خلال إطلاق عملية سياسية جادة على أساس حل الدولتين وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية؛ لضمان تحقيق الأمن والسلام في المنطقة. الأمر الذي أكده رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، مطالبا كافة الأطراف على ضبط النفس والتعامل بمسؤولية مع التطورات التي تشهدها المنطقة والعمل على خفض التصعيد، للحيلولة دون تفاقم الأمور وإحداث تداعيات ومخاطر إقليمية قد تؤثر في الأمن والسلم في المنطقة والعالم. في الوقت الذي أكد فيه على استعداد المملكة لاتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها حماية أمنها وسيادتها من خلال تأكيده على أن القوات المسلحة المدعومة من قبل الأجهزة الأمنية، ستتصدى لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن والمواطنين وحرمة أجوائه وأراضيه لأي خطر.. وهو ما قامت بتنفيذه من خلال التصدي لأجسام طائرة انتهكت أجواءه".
وأوضح أن ما تشهده المنطقة من تطورات وتهديدات أمنية إنما يثبت للعالم ما دأب جلالة الملك على التحذير منه، بأن لا حلول أمنية وعسكرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة يكمن بالحل العادل والشامل لهذا الصراع وفقا للقرارات والمرجعيات الدولية، ما يفسر استمرار جهود الدبلوماسية الأردنية الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بما يضمن وقف التصعيد الإقليمي الذي يهدد بتداعياته وتهديداته الخطيرة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وبين دور جلالته في توضيحه للموقف الأردني من الأحداث الجارية من خلال التأكيد على الأولويات الأردنية التي تتمثل في الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والإغاثية من خلال المستشفيات الميدانية والانزالات الجوية وما تقوم بنقله الطائرات والشاحنات من هذه المساعدات وبصورة مستمرة.
وأشار الدعجة إلى رفض الأردن القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين الذي يمثل خطا أحمرا، في تأكيد على أن تعاطي الأردن مع ملف القضية الفلسطينية، إنما يمثل ثابتا من ثوابته الوطنية والقومية، وذلك انتصارا للجانب الفلسطيني وتأكيدا على حقوقه المشروعة، اتساقا مع مسؤولياته والتزاماته الدينية والقومية والتاريخية تجاه هذا الملف، ودوره في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والحفاظ على الوضع القائم والحيلولة دون تهويد القدس وتغيير معالمها وهويتها الدينية والعربية والتاريخية، انطلاقا من الوصايا الهاشمية، تماهيا مع ما قاله جلالة الملك.. ستبقى فلسطين بوصلتنا وتاجها القدس الشريف.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/14 الساعة 21:33