العتوم يكتب: إسرائيل تخطط لجر ايران لحرب مع 'الناتو'
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/14 الساعة 10:50
منذ يوم الأثنين من شهر نيسان 2024 ، و عندما قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق و تسببت في مقتل العميد محمد زاهدي قائد العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا و لبنان و ستة أخرون ، توعدت ايران بالرد القاسي في الوقت المناسب كعادتها في مثل هكذا حوادث اغتيالات إسرائيلية لرموز ايرانية ، و لقد سجل تاريخ الصراع الخفي الإسرائيلي – الأيراني قائمة من الاغتيالات الإسرائيلية لشخصيات ايرانية هامة مثل ( قاسم سليماني ، و مسعود علي محمدي ، و مجيد شهرياري ، و داريوش نجاد ، وحسن مقدم ، و ممصطفى روشان ، و محسن زاده ، و صياد خدايي ، و رضى موسوي ، و محمد رحيمي ، و غيرهم كثر .
شخصيا و كما أعتقد بأنه ليس في صالح ايران الرد بقسوة على إسرائيل الشريرة ، و لا حتى مجرد الرد لإرضاء الشارع الإيراني المطالب بالرد لسبب عاطفي أو وطني أو قومي أو أيدولوجي . و ايران ليست دولة بريئة في المقابل و نراها تزود منطقتنا العربية بالسلاح و تحرض على تحريك الشارع العربي و تترك للعرب قرار الحرب ذات الوقت ،و تبتعد خطوات الى الخلف . و عالم متعدد الاقطاب بقيادة روسيا الاحادية لم يرسي قواعده بقوة في جذور وقتنا المعاصر في غرب و جنوب العالم في ظل حضور احادية القطب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و" الناتو" ، و هو الذي لم يتقهقر بالكامل حتى الساعة . و في الوقت الذي لم تمتلك فيه ايران قنبلتها النووية بعد كما العرب ، تمتلك فيه إسرائيل ترسانة نووية ، ولديها قدرة تحريك حلف " الناتو " مجتمعا لمحاربة ايران ، و جرها لحرب استنزافية طويلة المدى على غرار جر روسيا لحرب مشابهة مع العاصمة " كييف " ، بعد اكتشاف موسكو لكامل خيوط المؤامرة ضدها من طرف الغرب الأمريكي ، من أمريكا و بريطانيا أولا و اجهزتهما اللوجستية . وفي زمن يقدم فيه الغرب الحرب الباردة و سباق التسلح على أية شؤون سيادية لأي بلد في العالم .و ايران زعيمة حركات التحرر في العالم و التي تختلف حتى عن روسيا في دعمها لحركات التحرر عبر تقديم السلاح مباشرة و خفية في وقت تكتفي فيه روسيا بالدعم المعنوي السياسي . و السبب هنا هو بوجود علاقة استراتيجية بين موسكو و تل أبيب ، و حضور يهودي روسي و سوفيتي سابق في إسرائيل يفوق المليون الى جانب الزائرين ، بينما ومن زاوية أيدولوجية لا تقيم ايران علاقات سياسية علنية مع إسرائيل ، و تشجع العرب مثل ( فلسطين و سوريا و لبنان) الى عدم توقيع سلام مع إسرائيل ،و هو الذي سينسحب على غالبية دول العرب . و هي ، أي ايران غير قادرة على تحقيق نصر مباشر على إسرائيل و لا غير مباشر دائم على إسرائيل عبر العرب .جراء التنسيق الأمني الأيراني مع حركات التحرر العربية ،ومع حماس – حركة التحرر العربية الإسلامية ( الأيدولوجيا ) حول السابع من أكتوبر 2023 قدم الفلسطينيون – شعب الجبارين المناضل قدموا لوحدهم أكثر من 33 الف شهيد ، و شهداء في لبنان ، و في اليمن ، و في العراق ، وهو الأمر الذي يتطلب من ايران عدم التهور في الرد على إسرائيل ، و تركها تعيش حالة نفسية مرتبكة الى جانب راعيتها أمريكا لفترة طويلة من الزمن . كتب الكاتب الصحفي ( توماس فريدمان ) في مقالة حديثة له في صحيفة نيورك – تايمز " إن إسرائيل تقف اليوم عند نقطة إستراتيجية في حربها على غزة ، و لكن كل الدلائل تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيختار الطريق الخطأ ، و يأخذ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في رحلة خطرة و مقلقة " ، وهكذا اتبعت إسرائيل إستراتيجية مجنونة ، أدخلتها في حرب لا يمكن كسبها سياسيا ، و انتهى بها الأمر لعزل إلى عزل الولايات المتحدة ، و تقويض دعم إسرائيل في الولايات المتحدة " . انتهى الأقتباس . و هنا أضيف شخصيا بأن الشيء ذاته ستكرره أمريكا قائدة " الناتو " مع ايران حالة ردها على إسرائيل .مطلوب من ايران و من الدول العربية المستضيفة لها و لهلالها الشيعي الأنتباه أكثر للأنشطة اللوجستية الإسرائيلية و الأمريكية المستشرية في المنطقة و لمن يتعامل معها لإستئصال الحضور الإيراني و جذور المقاومة العربية المتهمة من قبلها بالأرهاب . وهنا يكمن الخطر الذي يواجه الأنتشار الإيراني و قوى المقاومة العربية كافة . و المعروف هو بأن المقاومة هي المسار الصحيح لمواجهة المشاريع الصهيونية الاحتلالية و الاستيطانية و الاستعمارية . وفي المقابل ليس مطلوبا من ايران المساس بالنظام العربي ، و ليس من ايران فقط ، بل من القوى الغربية أيضا . و ان اوان العرب أن يتوحدوا حول ثورتهم العربية الهاشمية الكبرى التي دعتهم بقيادة ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه للوحدة الحقيقية بعلم واحد ، و جيش واحد ، والمصالح الاقتصادية الواحدة ، وجواز سفر واحد. ( كتاب -الحركة العربية – سليمان الموسى . ص 695 ) .واضيف شخصيا هنا و بعاصمة واحدة .وفي المقابل ايران دولة هامة و قطب شرقي استراتيجي الى جانب روسيا و الصين و الهند و كوريا الشمالية وغيرها من الدول ، و تشكل قطبا و سط منظومة عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم تقود توجهه روسيا الاتحادية العظمى ، مع بقاء الباب مواربا أمام الغرب للأنظمام طوعا لتعددية الأقطاب ، و الهدف بعيد المدى وضع حد للحرب الباردة و سباق التسلح و هيمنة احادية القطب بقيادة أمريكا على أركان العالم الحر . و تبقى ايران مطالبة بضبط حراكها الأيدولوجي ليبقى داخل حدود ايران ، و لكي تتوازن مع أقطاب العالم الأخرى لتحقيق مزيد من التنمية الشاملة تجاه الأستقرار العالمي و ترسيخ السلام .وفي الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي بحل الدولتين و قيام دولة فلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية و قرار الأمم المتحدة رقم 242 ، تجذف إسرائيل عبر حزب ليكودها المتطرف لرفض مشروع دولة فلسطين كامل السيادة و عاصمته القدس الشرقية ، و هو الأمر الذي يتطلب عزل إسرائيل عالميا حتى تقبل بالقانون الدولي الذي تتصرف خارجه . و التوجه الأخر الممكن طرحه هنا هو التجذيف صوب ما أمكن لتفكيك إسرائيل ، و ترحيلها الى حيث رغب جوزيف ستالين الى القرم أو سخالين . أو الى حيث اقترح الى ولاية " ألاسكا " الأمريكية – الروسية الأصل ابان العهد القيصري .و الملاحظ الان هو بأن ايران وبعد حادثة قنصليتها في دمشق انضمت لمسلك الحوثيين اليمنيين المدعومين من طرفها في السيطرة على السفن الإسرائيلية العابرة لمضيق هرمز و غيره ، و أنباء عن تحريكها لمسيرات مسلحة فوق إسرائيل ،و هو مجرد البداية و الأخطر الانزلاق لما هو أخطر .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/14 الساعة 10:50