السفير العماني: علاقاتنا مع الأردن أنموذج فريد ومتميزة
مدار الساعة - قال السفير العماني لدى المملكة، خميس الفارسي، إن العلاقات الأردنية العمانية تشكل أنموذجًا فريدًا لحالة متميزة تستحق أن تحتذى في العلاقات بين الدول.
وأضاف خلال لقائه عددا من الصحفيين، السبت، أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد وجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رسخا هذه العلاقة وبنى عليها جلالة الملك عبدالله الثاني وهي علاقة متميزة في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وانعكست إيجابًا على الشعبين الشقيقين.
وقال إن الشعب العماني يسعد بهذا الرقي في العلاقة التي زادت رسوخا وتطورا ونماء في الآونة الاخيرة والتي تسمو على الكثير من المنعطفات التي مرت بها امتنا العربية والتي تمتاز بالتماثل والتمازج والتشابه في نمط السياستين العمانية والاردنية، وبما تتمثله من حكمة ووسطية واعتدال في كل مواقفها، مشيرا الى التواصل بين القيادتين واللقاءات المستمرة بين المسؤولين في البلدين التي تعكس تطور ونمو هذه العلاقة.
واشار الى ان اول سفارة عمانية افتتحت في الاردن كانت عام 1975 واتسمت العلاقات الثنائية بالتوافق في المواقف المصيرية التي تهم الامة العربية والتعاون في كل ما من شانه تحقيق الامن والاستقرار للبلدين والمنطقة.
وفيما يتعلق بالتعاون التعليمي، اشار الفارسي الى انه يتواجد في الجامعات الاردنية حاليا ما يقارب الف طالب وطالبة في مختلف برامج الاختصاص العالي في الطب والدكتوراة والماجستير والبكالوريوس والتأهيل التربوي في الجامعات الحكومية والخاصة.
واضاف، بالرغم من ان الملحقية الثقافية العمانية افتتحت في الاردن عام 1974 الا ان التحاق الطلبة العمانيين بدأ منذ عام 1970 حيث تبوأ خريجو الجامعات الاردنية العديد من المناصب العليا والقيادية في السلطنة ويرجع السبب في هذا الاقبال الى تجانس البيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد والبيئة الجامعية الآمنة وجودة المخرجات التعليمية وما يلمسه طلابنا من اهتمام التعليم العالي والجامعات وحرصها على تذليل اي عقبات قد تعترض الطالب العماني، بالإضافة الى ما يلقونه من حسن الضيافة واحترام المجتمع الاردني.
واشار الى ان هناك العديد من اعضاء هيئة التدريس من الجامعات الاردنية يدرسون في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، بالإضافة الى تبادل الخبرات في المجالات والاختصاصات العملية المختلفة حيث يتواجد في السلطنة ما يقارب 11 الف مواطن اردني.
وحول العلاقات الاقتصادية قال السفير العماني، انها في تطور مستمر الا انها لم تصل بعد الى المستوى الذي يطمح اليه الجانبان، مشيرا الى ان الصادرات الاردنية الى السلطنة بلغت عام 2015 حوالي 50 مليون دينار اردني وتشمل الخضراوات والفواكه والادوية فيما وصلت صادرات السلطنة الى الاردن حوالي 25 مليون دينار وتشمل الاسماك وبعض البتروكيماويات والمواد البلاستيكية، وهي نسبة متواضعة مقارنة بمستوى العلاقات بين البلدين.
واكد السفير الفارسي حرص السلطنة على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الاردن، داعيا مسؤولي البلدين الى العمل على تجاوز التحديات الاقتصادية التي تواجه هذا التعاون من خلال العمل على بناء علاقات بين اوساط الاعمال في السلطنة والاردن لتوافر امكانات التعاون والشراكة بين المستثمرين ورجال الاعمال في كلا البلدين، خاصة في ظل التسهيلات والحوافز الاستثمارية المحفزة ووجود الرغبة المشتركة للاستفادة من ذلك كله بما يعود بالمنفعة المتبادلة على البلدين.
واشار الى انه يوجد في البلدين العديد من الفرص الاستثمارية، حيث حققت السلطنة تقدما واضحا في مجال المدن الصناعية والمناطق الحرة مثل منطقة الدقم الاقتصادية، والتي تعتبر ساحة مفتوحة للاستثمار الاجنبي في السلطنة.
وقال ان تاسيس مجلس الاعمال الاردني العماني عام 2015 شكل حافزا للارتقاء بعلاقات البلدين الاقتصادية وتعزيز التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص، لافتا الى ان نعمة الامن والاستقرار في بلدينا تشكل حاضنة للتنمية والازدهار بفضل القيادة الحكيمة للبلدين والتي تتميز ببعد النظر وسلامة التخطيط والرعاية الابوية للشعب والمبادرة لتحصين الجبهة الداخلية.