العتوم يكتب: محطات لأمريكا بالوكالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/12 الساعة 23:29
أمريكا – الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى، ومن أكبر دول العالم العملاقة، مثل روسيا الاتحادية الأولى في السلاح النووي العسكري – قائدة توجه عالماً متعدد الاقطاب، والصين الأولى عالميا في الاقتصاد، ويبقى لأمريكا قيادتها لحلف "الناتو" العسكري الواسع الانتشار في الغرب، ولسيطرتها على اقتصادات وعسكرة العالم ومعظم سياساته، ولقيادتها لاحادية القطب المتغول عالميا.وتنفرد أمريكا في قيادتها لأزمات وحروب العالم على مر التاريخ، وأينما تكون روسيا على خارطة العالم، تكون أمريكا، والصين الأقرب استراتيجيا لروسيا وفي مجلس الأمن، ومن زاوية الصداقة الحميمة، وعلاقات سياسية ودبلوماسية مع أمريكا ذات الوقت. وأمريكا الأكثر استخداما "للفيتو" في مجلس الأمن لصالح إسرائيل، 80 مرة لمنع ادانة إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني.
محطات أربع عالمية لفتت انتباهي مؤخرا، شكلت فيها أمريكا دورا استراتيجيا بالوكالة مع اخفاء دورها المباشر الحقيقي، الأولى منها القضية الفلسطينية وتفاقماتها وتطوراتها في حرب غزة الأخيرة التي قادت قرارها منظمة حماس وسط المنظمات الفلسطينية الأخرى، والمعروف بأنها عربية إسلامية تحريرية، ولم يشمل قرارها السلطة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني الذي توحد حولها بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وتعاطف معها العرب والعالمين الإسلامي والمسيحي لاحقا. ولم يتخذ العرب قرارا مماثلا عبر جامعتهم العربية، ولا بشكل منفرد، بسبب أن قرار الحرب أو عقد السلام هو سيادي لكل دولة عربية، وبسبب غياب الوحدة العربية التي دعتهم اليها ثورة العرب الكبرى بقيادة شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه.وفي المقابل هاجمت إسرائيل قطاع غزة ولا زالت، وبالغت في الرد على هجمة حماس المباغتة التي عبرت عن 75 عاما من الاضطهاد وسط تعمد تعثر القضية الفلسطينية من قبل إسرائيل، ومراوغة أمريكا بشأنها على مر السنين، وترك قرار التصرف بالقضية الفلسطينية لمنظمة ( الأيباك )، فتسببت إسرائيل ولازالت بحرب ابادة راح ضحيتها أكثر من 32 الفا من الفلسطينيين المسالمين من مواطني غزة وغيرهم تحت الأنقاض. وهاهي الخارجية الروسية حسب الجزيرة لا تتفق مع هجمة حماس وتدين ردة الفعل الإسرائيلية. والمعروف هو بأن الضغط يولد الأنفجار، وبأن الظلم ظلمات، وبأن السجون الإسرائيلية الأصل أن يتم تبييضها من الأسرى الفلسطينيين وهم كثر يفوق تعدادهم العشرة الاف أسير، ومن وسط هذه المعادلة تصرفت حماس التي تنعتها إسرائيل وأمريكا بالإرهاب، وشجع الغرب على ممارسة نفس النعت، وأمسكت طويلا بورقة الرهائن الإسرائيليين، وهي مؤقتة مرتبطة بشروط من أهما تحرير الأسرى ووقف الحرب في غزة نهائيا للتفرغ لبناء غزة ودولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وواصل الموقف الأمريكي يتمدد بين المراوغة والمطالبة بوقف الحرب.وعلى الجبهة الأوكرانية، لم يكن لأمريكا دور حقيقي في تحقيق سلام روسي – أوكراني وبالعكس منذ اندلاع الثورات البرتقالية عام 2007 ومع انفجار انقلاب " كييف " الدموي عام 2014، فحركت جهازها اللوجستي وأجهزة الغرب المماثلة لتحقيق مارب ذات علاقة بالحرب الباردة وسباق التسلح عبر استمرار الحرب الشعبية الأوكرانية – الأوكرانية التي استمرت ثماني سنوات صعبة راح ضحيتها أكثر من 14 الفا من الأوكران والروس من المواطنين المسالمين. وجاء الرد الروسي مبكرا بضم اقليم "القرم" بعد اجراء استفتاء بداخله كان لصالح العودة لروسيا وعدم البقاء تحت لواء نظام "كييف" الحالي.واستمرت بريطانيا – بوريس جونسون وأمريكا – جو بايدن بالتحريض على أهمية استمرار الحرب مع روسيا وعدم قبول اتفاقية " مينسك " ولا حتى حوار تركيا. ودفعت أمريكا ومعها الغرب بأموال طائلة تجاوزت المئتي مليار دولار على شكل أموال سوداء وأسلحة قديمة وحديثة للعاصمة " كييف " والنتيجة في ميدان القتال بقيت صفر، والجيش الروسي يواصل حتى الساعة تقدمه خلف منطقة " الدونباس " المحررة، وعينه على مساحات أكبر وسط "خاركوف" و"أوديسا" و"الدنيبر" لحماية حدود بلاده في منطقة مدينة " بيلغاراد " التي تتعرض لتطاولات أوكرانية غربية بإستمرار. ومع اندلاع حرب غزة " الكونغرس " الأمريكي يرفع يده عن المساعدات العسكرية لكييف العاصمة ،و يتركها لتتخذ قرار السلام أو الإستسلام بنفسها.و حاليا تحرك أمريكا مؤتمرا حول أوكرانيا في سويسرا شهر حزيران المقبل وتعرف مسبقا بأن روسيا ترفض المشاركة فيه لأنها لا تقبل بشروط " كييف " ولا بشروط الغرب الأمريكي وهي، أي روسيا المنتصرة في الحرب، وصاحبة الأحقية فيها وفي الأراضي الأوكرانية ومنها المحررة من قبلها، والتي اجرت استفتاءات مسبقة حولها كانت لصالح الانضمام اليها. وسابقا كانت أمريكا ترفض اشراك روسيا في طاولة الحوار الدولية في شأن الحرب الأوكرانية وتشرك دولا عالمية كثيرة ماعدا روسيا. وفي المقابل لا تقبل روسيا الان الا بسلام الأمر الواقع حسب معطيات حوار تركيا الأخير. ولا تسمح روسيا لا لأوكرانيا ولا للغرب الأمريكي بتمدد الناتو تجاهها، وتطالب أوكرانيا – كييف التزام الحياد. ولم تحرك روسيا عمليتها العسكرية الخاصة الدفاعية بتاريخ 24 شباط 2022 من فراغ، ولم تذهب الى وسط أوكرانيا الى منطقة " الدونباس " وقبلها الى القرم الا بعد الإرتكاز على الأحقية التاريخية، وعلى مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي خولت لها الدفاع عن سيادتها، وعلى اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 المانعة لعقد تحالفات معادية.و دافعت أمريكا عن تورط " كييف " في عملية غرب موسكو الإرهابية بدلا من العون على تقصصي الحقيقة. ومداهمة أمنية روسيا لمنطقة القفقاس لعدم تكرار الحدث الإرهابي في موسكو.والى سوريا زجت أمريكا أنفها في ربيعها عام 2011، وتواجدت هناك قبل ذلك منذ عام 1979، ولم تدخل اليها بدعوة من قبل نظامها السياسي، وناورت في موضوع مقارعة ارهاب تنظيم القاعدة، ولم تتمكن لوحدها من تفكيك ترسانة سوريا العسكرية الكيميائية ابان اندلاع الحرب الداخلية السورية حتى جاء العون الروسي عام 2015 وعبر جلسات "جنيف"، وتم تخصيص مناطق في الشمال والجنوب السوري لخفض التصعيد. وبإنسحاب روسيا عسكريا من الحدود السورية المحاددة للأردن ترك المجال لفوضى ارهاب تجار المخدرات خارج سيطرة الدولة السورية. وهاهي أمريكا تصادر سلاحا ايرانيا وجه للحوثيين اليمنيين لكي تستخدمة " كييف " في بقايا حربها الخاسرة مع روسيا العظمى.و هو الامر الذي يعني أيضا ويؤشر على أزمة مالية أمريكية عاجزة عن تمويل حربين في أن واحد، الأوكرانية وغزة. وفيتو أمريكي لأدانة إسرائيل بعد قصفها للقنصلية الإيرانية في دمشق.وفي الختام هنا وحتى تنتهي الحروب في العالم، ولكي تسدل الستارة على الحرب الباردة وسباق التسلح يبقى المطلوب عالميا التوجه لتعزيز مسار تعددية الأقطاب الذي تسانده روسيا والصين وكبريات دول شرق وجنوب العالم بقوة.
محطات أربع عالمية لفتت انتباهي مؤخرا، شكلت فيها أمريكا دورا استراتيجيا بالوكالة مع اخفاء دورها المباشر الحقيقي، الأولى منها القضية الفلسطينية وتفاقماتها وتطوراتها في حرب غزة الأخيرة التي قادت قرارها منظمة حماس وسط المنظمات الفلسطينية الأخرى، والمعروف بأنها عربية إسلامية تحريرية، ولم يشمل قرارها السلطة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني الذي توحد حولها بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وتعاطف معها العرب والعالمين الإسلامي والمسيحي لاحقا. ولم يتخذ العرب قرارا مماثلا عبر جامعتهم العربية، ولا بشكل منفرد، بسبب أن قرار الحرب أو عقد السلام هو سيادي لكل دولة عربية، وبسبب غياب الوحدة العربية التي دعتهم اليها ثورة العرب الكبرى بقيادة شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه.وفي المقابل هاجمت إسرائيل قطاع غزة ولا زالت، وبالغت في الرد على هجمة حماس المباغتة التي عبرت عن 75 عاما من الاضطهاد وسط تعمد تعثر القضية الفلسطينية من قبل إسرائيل، ومراوغة أمريكا بشأنها على مر السنين، وترك قرار التصرف بالقضية الفلسطينية لمنظمة ( الأيباك )، فتسببت إسرائيل ولازالت بحرب ابادة راح ضحيتها أكثر من 32 الفا من الفلسطينيين المسالمين من مواطني غزة وغيرهم تحت الأنقاض. وهاهي الخارجية الروسية حسب الجزيرة لا تتفق مع هجمة حماس وتدين ردة الفعل الإسرائيلية. والمعروف هو بأن الضغط يولد الأنفجار، وبأن الظلم ظلمات، وبأن السجون الإسرائيلية الأصل أن يتم تبييضها من الأسرى الفلسطينيين وهم كثر يفوق تعدادهم العشرة الاف أسير، ومن وسط هذه المعادلة تصرفت حماس التي تنعتها إسرائيل وأمريكا بالإرهاب، وشجع الغرب على ممارسة نفس النعت، وأمسكت طويلا بورقة الرهائن الإسرائيليين، وهي مؤقتة مرتبطة بشروط من أهما تحرير الأسرى ووقف الحرب في غزة نهائيا للتفرغ لبناء غزة ودولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وواصل الموقف الأمريكي يتمدد بين المراوغة والمطالبة بوقف الحرب.وعلى الجبهة الأوكرانية، لم يكن لأمريكا دور حقيقي في تحقيق سلام روسي – أوكراني وبالعكس منذ اندلاع الثورات البرتقالية عام 2007 ومع انفجار انقلاب " كييف " الدموي عام 2014، فحركت جهازها اللوجستي وأجهزة الغرب المماثلة لتحقيق مارب ذات علاقة بالحرب الباردة وسباق التسلح عبر استمرار الحرب الشعبية الأوكرانية – الأوكرانية التي استمرت ثماني سنوات صعبة راح ضحيتها أكثر من 14 الفا من الأوكران والروس من المواطنين المسالمين. وجاء الرد الروسي مبكرا بضم اقليم "القرم" بعد اجراء استفتاء بداخله كان لصالح العودة لروسيا وعدم البقاء تحت لواء نظام "كييف" الحالي.واستمرت بريطانيا – بوريس جونسون وأمريكا – جو بايدن بالتحريض على أهمية استمرار الحرب مع روسيا وعدم قبول اتفاقية " مينسك " ولا حتى حوار تركيا. ودفعت أمريكا ومعها الغرب بأموال طائلة تجاوزت المئتي مليار دولار على شكل أموال سوداء وأسلحة قديمة وحديثة للعاصمة " كييف " والنتيجة في ميدان القتال بقيت صفر، والجيش الروسي يواصل حتى الساعة تقدمه خلف منطقة " الدونباس " المحررة، وعينه على مساحات أكبر وسط "خاركوف" و"أوديسا" و"الدنيبر" لحماية حدود بلاده في منطقة مدينة " بيلغاراد " التي تتعرض لتطاولات أوكرانية غربية بإستمرار. ومع اندلاع حرب غزة " الكونغرس " الأمريكي يرفع يده عن المساعدات العسكرية لكييف العاصمة ،و يتركها لتتخذ قرار السلام أو الإستسلام بنفسها.و حاليا تحرك أمريكا مؤتمرا حول أوكرانيا في سويسرا شهر حزيران المقبل وتعرف مسبقا بأن روسيا ترفض المشاركة فيه لأنها لا تقبل بشروط " كييف " ولا بشروط الغرب الأمريكي وهي، أي روسيا المنتصرة في الحرب، وصاحبة الأحقية فيها وفي الأراضي الأوكرانية ومنها المحررة من قبلها، والتي اجرت استفتاءات مسبقة حولها كانت لصالح الانضمام اليها. وسابقا كانت أمريكا ترفض اشراك روسيا في طاولة الحوار الدولية في شأن الحرب الأوكرانية وتشرك دولا عالمية كثيرة ماعدا روسيا. وفي المقابل لا تقبل روسيا الان الا بسلام الأمر الواقع حسب معطيات حوار تركيا الأخير. ولا تسمح روسيا لا لأوكرانيا ولا للغرب الأمريكي بتمدد الناتو تجاهها، وتطالب أوكرانيا – كييف التزام الحياد. ولم تحرك روسيا عمليتها العسكرية الخاصة الدفاعية بتاريخ 24 شباط 2022 من فراغ، ولم تذهب الى وسط أوكرانيا الى منطقة " الدونباس " وقبلها الى القرم الا بعد الإرتكاز على الأحقية التاريخية، وعلى مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي خولت لها الدفاع عن سيادتها، وعلى اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 المانعة لعقد تحالفات معادية.و دافعت أمريكا عن تورط " كييف " في عملية غرب موسكو الإرهابية بدلا من العون على تقصصي الحقيقة. ومداهمة أمنية روسيا لمنطقة القفقاس لعدم تكرار الحدث الإرهابي في موسكو.والى سوريا زجت أمريكا أنفها في ربيعها عام 2011، وتواجدت هناك قبل ذلك منذ عام 1979، ولم تدخل اليها بدعوة من قبل نظامها السياسي، وناورت في موضوع مقارعة ارهاب تنظيم القاعدة، ولم تتمكن لوحدها من تفكيك ترسانة سوريا العسكرية الكيميائية ابان اندلاع الحرب الداخلية السورية حتى جاء العون الروسي عام 2015 وعبر جلسات "جنيف"، وتم تخصيص مناطق في الشمال والجنوب السوري لخفض التصعيد. وبإنسحاب روسيا عسكريا من الحدود السورية المحاددة للأردن ترك المجال لفوضى ارهاب تجار المخدرات خارج سيطرة الدولة السورية. وهاهي أمريكا تصادر سلاحا ايرانيا وجه للحوثيين اليمنيين لكي تستخدمة " كييف " في بقايا حربها الخاسرة مع روسيا العظمى.و هو الامر الذي يعني أيضا ويؤشر على أزمة مالية أمريكية عاجزة عن تمويل حربين في أن واحد، الأوكرانية وغزة. وفيتو أمريكي لأدانة إسرائيل بعد قصفها للقنصلية الإيرانية في دمشق.وفي الختام هنا وحتى تنتهي الحروب في العالم، ولكي تسدل الستارة على الحرب الباردة وسباق التسلح يبقى المطلوب عالميا التوجه لتعزيز مسار تعددية الأقطاب الذي تسانده روسيا والصين وكبريات دول شرق وجنوب العالم بقوة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/12 الساعة 23:29