الباشا القضاة يكتب: أطفالُنا بدأوا بالبحث عن تعريف جديد لأنفسهم

اللواء المتقاعد الدكتور عمار القضاة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/12 الساعة 23:14
‏قد تكون معركة الوعي الناعمة الجديدة طَفَت على سطح ايامنا هذه، وهَمَّ هذا الجيل الجديد باستكشافها.‏هذه ابنتي ندى ابنة الاثنا عشر ربيعاً وصديقتها نايا ابنة العشر سنوات، قد بدأتا فعليا بإستكشاف هذه المعركة باستخدام ادواتٍ تُطوِّعُ هذا الطموح وتعبر عنه ولكن بأدوات طفولية بسيطة.بدأت الطفلتان بشراء مادة الخرز وتجميعه على شكل اكسسوارات بسيطة تم بيعها بمبلغ ثلاثمائة دينار في بازارات صغيرة ،ثم التبرع بها الى اهل غزة. لم اعلم عن مشروعهما هذا الا بعد الانتهاء منه وإرسال المبلغ الى غزة.الفكرة على بساطتها وطريقتها تعني لي الشيء الكثير، مع التفكير بهذا الجيل الجديد الذي عاصر دمار الطفولة في غزة واحسّ بحجم المعاناة وبعنجهية افعال العصابة المجرمة بحق اهل غزة.‏انا سمعت عن اطفال اردنيين كثر،تبرعوا بمبالغ كبيرة جمعوها من مصروفهم ومما يدخرونه بنفس المبدأ وإن اختلفت الطريقة. وهنا مربط الفرس هذا الجيل بدأ يدرك ان هناك معركة بين الحق والباطل،عرفوا وشاهدوا الأكفان تحتضن الطفولة،شاهدوا موت الطفولة جوعاً وعطشا،عرفوا معنى التهجير والخيام الباردة،شاهدوا موت الطفولة من نقص الحليب والبرد القارص..‏هذا الجيل أدرك الدور الجديد للطفولة، وصار الصغير ينبه الكبير ويعلمه معنى المقاطعة والقوائم التي تحتوي الشركات الداعمة للعصابة المجرمة..
‏وهنا اقف وافكر كيف تغير هذا الجيل وتبدلت افكاره دون توجيه،في ظل الاستهداف الغربي للأجيال الصغيرة قبل الكبيرة في سعيها لخلق جيل مائع منهدم منحرف حتى عن فطرة الله التي فطر الناس عليها، جيل مغيب عن قضايا امته ودينه وقِيَمه، ومنها فلسطين.‏هذا الجيل لن يستطيع احد ان يتهمه بالعمالَةِ، او انه من اتباع الأجندات الخارجية،لن يستطيع احد ان يتهمه انه تابع لحزب او تنظيم خارجي لأنك امام طفولة ناشئة لا تعرف في قاموسها تلك المصطلحات.
‏اظنها ارادة الله وسننه الكونية، والخيرية التي يريدها الله في نتائج المعادلات الإلهية التي اراد لها ان تتحقق بإنتصار عظيم يندحر به الباطل. لذا خابت كل البرامج الغربية في نشر الشذوذ والرذيلة وشيطنة قضايا الأسرة والمجتمع ونشر الفساد وتغيير المناهج وتحييد الدين ،والحرية المتفلتة من القيم والأخلاق ،رغم تبنيها من معظم الدول العربية والإسلامية للأسف،استسلاما ورضوخا لرعاة تلك البرامج العبثيّة الهابطة بمسمياتها التجميلية المسمومة!! فَمَن الذي يستحق ان يوصف بأنه صاحب اجندات خارجية ، اليس الذي ينفذ تلك الرغبات التي اصطنعها المشروع الصهيوني لينفذها الغرب بالوكالة عنه، وبمسميات منظمات دولية ساقطة اخلاقيا ؟!! أمَّن يقف في صف الحق لمواجهة ذلك العدو الطامع بمشروعه التلمودي التوراتي الصهيوني الكبير!!.‏عندما تحين ساعة النصر سيَصنَعُ هذا الوعي القوة اللازمة لدحر كل قوى الشر والظلام ……
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/12 الساعة 23:14