الشطناوي يكتب.. من ذاكرة: مستشار ثقافي سابق
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/11 الساعة 19:25
بعيدا عن السياسة (تأريخ)
(أندية طلبة الأردن في مصر)
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون،و ستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئ
كم بما كنتم تعملون).
.. وبعد تسلمي للعمل ومن خلال مراجعة الطلبة للمكتب الثقافي
من أجل تعبئة نموذج خدمة
العلم، وأمور تتعلق بالدراسة، فقد
زارني طالب طب، راسم أبوربيع،
في جامعة الإسكندرية أبلغني بوجود ناد للطلبة يقع في شارع بور سعيد بقرب كلية فيكتوريا (التي درس فيها الملك الحسين رحمه الله تعالى)ويقع في أرقى
أحياء الإسكندرية،وهو يشرف عليه، ويعود تاريخ وجود النادي إلى ستينيات القرن الماضي، وقد
ترتب عليه أجور قديمة، والأجرة
الشهرية زهيدة لا تتجاوز عشرات
الجنيهات المصرية آنذاك وإن صاحبة الشقة بصدد إقامة دعوى في المحكمة لإخلائها وقد اتفقت معه على زيارتهم في أقرب فرصة.
كما تبين لي أيضا وجود ناد آخر في القاهرة يقع في ميدان المساحة،وقد شرح لي عنه العم صالح الذي يعمل آذنا بالمكتب الثقافي يسكن بالقرب منه، وهو يقوم على تنظيفه والإشراف عليه،وروى لي بعض الأحاديث عنه وبأنه كان ملتقى الطلبة من
أردنيين وعرب،ومنهم الطالبان في ذلك الوقت (هاني خصاونه وصدام حسين) أيام دراستهما، وبيَّن بأن أجوره لم تدفع من مدة طويلة، قمت على الفور بزيارته
والإطلاع عليه.
وبعد أن استقر وضعي بالعمل أعددت برنامجا للقيام بزيارات للطلبة في مدنهم للإطلاع على أحوالهم وزيارة الجامعات التي يدرسون بها.
وقد قمت بزيارة الإسكندرية،
بعد اتصالي بالطالب راسم أبو ربيع وحددت معه موعدا،وفي اليوم المحدد سافرت والتقيت بالطلبة في منزله، وتناولنا فيه أوضاعهم بشكل عام، ووعدتهم بحل قضية النادي والعمل على إعادة فتحه،تأثيثه وتهيئته من أجل ممارسة انشطتهم.
وبعد ذلك ذهبت والطالب راسم وبعض زملائه إلى مبنى النادي والتقينا بالسيدة صاحبة المبنى وكانت سيدة على درجة عالية من الخلق، وأخذت تحدثني عن أيامه السابقة والنشاطات وبأنه
كان ملتقى الطلبة، وقد شكرتها ورجوتها بإعطائنا مهلة لإيجاد الحل الذي يرضي الطرفين.
عدت من زيارتي الى القاهرة،
شاكرا وممتنا للطالب راسم ابو ربيع ولزملائه طلبة الإسكندرية،
وفي ذهني كيف العمل من أجل الحفاظ على ناديي الأسكندرية والقاهرة.
ويشاء القدر أن يحضر وزير الشباب آنذاك الدكتور صالح ارشيدات،وكان مقيما في فندق سمير أميس فاتصلت به لزيارته
وعرفته بنفسي وأخبرته بأنني قادم لزيارته إن كان الوقت يسمح فرحب بذلك.
وصلت معاليه وتناولت في حديثي موضوع الناديين وما يعانياه من مشاكل إقتصاديه و ضرورة الحفاظ عليهما كملتقى
للطلبة، تشجع ورحب بذلك وقد
تشعب الحديث وحدثني عن سنين طويلة جميلة قضاها في
القاهرة أثناء دراسته وإقامة
والده المحامي شفيق ارشيدات نقيب المحامين العرب.
وقد طلب عمل دراسة عن أوضاع الناديين وتقدير المبلغ المطلوب لدفع الأجور المترتبة عليهما، ما يتطلبانه من تجهيزات وإرسال الدراسة إلى الوزارة، بعد
ذلك ودَّعته شاكرا له تفضله
بحل مشكلة الناديين.
وقد عملنا الدراسة بالتعاون مع الطلبة،حددنا بها حاجة الناديين
وقد أرسلت الدراسة بالحقيبة
الدبلوماسية، بعدها تلقينا المبلغ المطلوب من وزارةالشباب، وقمنا
بإرسال كتاب شكر لمعاليه على
على عمله الوطني.
قمنا وعلى الفور بتسديد قيمة
الأجور المكسورة،وعمل الصيانة
شراء الأثاث،شراء بعض الألعاب
مثل كرة الطاولة والشطرنج وغيرها،واحتفلنا والطلبة وبعض
أفراد من الجالية بتجديدالحياة في الناديين.
وقد استقبلت الجالية الأردنية
هذه الخطوة بكل حفاوةوتقدير.
وهكذا وبحمد الله قد أعدنا الحياةلناديين عريقين لهماتاريخ
مشهود كملتقيين ومكان تجمع للطلبة الأردنيين وطلبة العرب،
وقد غادرت عملي في القاهرة وعدت إلى وزارة التعليم العالي سنة١٩٩٥،وتقاعدت سنة١٩٩٧، ووضعهما في أحسن حال،ولا أعرف حالهما حاليا هل دخلا في تاريخ كان؟؟؟
ومع هذه الذكريات العطرة، أبعث أزكى التحيات وأعطرها للأستاذ الدكتور صالح ارشيدات
الذي ترك بصمة بارزة كمسؤول
وطني أداها بفعل لا بقول،ومن شابه أباه ما ظلم....
د.عبدالكريم الشطناوي.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/11 الساعة 19:25