انحياز 'الرئيس'
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/08 الساعة 02:36
الانحياز الملموس الذي يوليه رئيس الوزراء الحالي وحكومته للطبقات الفقيرة والمتوسطة مستغرب او اننا لم نعتد عليه من قبل ومن الحكومات السابقة، فكل اجراءاتها تذهب باتجاه الحفاظ على الطبقة المتوسطة ودعما للطبقة الفقيرة رغما عن التحديات التي تواجهها والظروف الصعبة التي تحيطها، فما الدليل على انحياز هذه الحكومة للفقراء ؟ وهل ظلم الرئيس وحكومته ؟.
كثيرة هي الادلة والقرارات التي اتخذتها الحكومة وتجعلني القبها بـ «الحكومة الشعبوية» فمنذ ان بدأت وهي لا هم لها سوى ابقاء الحال مستقرا وعلى احسن من ذي قبل رغم انها بدات فترتها بجائحة كورونا فأخذت من الاجراءات والقرارات الكثيرة مما جعل الاردنيين في معزل عما يحدث بالعالم، فمن قرار صرف رواتب عن طريق برامج استدامة لضخ السيولة بالسوق من خلال تأجيل الاقساط لدعم القطاع الخاص لضمان عدم انقطاع البضائع وسلاسل التوريد.وبعد هذا كله ذهبت الحكومة لتثبيت «اسعار المحروقات"خمسة شهور رغم ارتفاع النفط عالميا للضعف، ما حمل الموازنة قرابه مليار دينار عجز فرق اسعارها العالمية،ثم ذهبت الى وقف حبس المدين وتنظيم العلاقة ما بين الدائن والمدين وكل هذا بالتوازي مع رفع الدعم الاجتماعي للاسر الفقيرة والمتوسطة ورفع قيمة دعم صندوق الطالب وتخفيض اسعار الكهرباء على الاسر ذات الاستهلاك المنخفض.ما يؤكد انحياز الحكومة للفقراء ومحدودي الدخل انها تكاد تكون الوحيدة بتاريخ المملكة مقارنة بعمرها الذي قارب على انهاء اربع سنوات التي لم تفرض اي نوع من انواع الضرائب او الرسوم رغم الظروف المالية الصعبة التي تحيط بموازنتها والتحديات التي واجهتها من كورونا للحرب الروسية الاوكرانية وما رافقها من تضخم وصولا للعدوان على غزة، واختارت محاربة الفساد والتهرب الضريبي عوضا عن ذلك.في عهد هذه الحكومة ورغم التحديات الصعبة التي واجهتها وتعتبر من اصعب ما واجهناه منذ تأسيس الدولة غير ان المواطنين لم يشعروا بشيء بقيت الاسعار مستقرة والاقتصاد متصاعد والتنمية مستمرة، فمعدلات التضخم لدينا من الاقل في العالم والدينار في اقوى حالاته والاحتياطيات بلغت مستويات تاريخية والصادرات فاقت التوقعات والاستثمارات وجذبها لم يتوقف والسياحة وصلت لاعلى مستوى والاهم انها بدأت اصلاحات نالت اعجاب العالم وابهرته.الواقع يقول انه يكفي هذه الحكومة فخرا انها استطاعت وخلال السنوات الاربع الماضية انها عزلت المملكة عن ازمات العالم وجعلت المواطنين فيه يشعرون وبان كل ما يحدث حولهم حلم او فيلم مصور، وكذلك انها نبشت عش الدبابير الفاسدين والمتهربين من الضرائب والمهربين باجراءات نلمسها لربما دون ان نشعر.بالمختصر، لربما ان تواضع الحكومة ورئيسها واعتبار ان ما يقومون به واجبا عليهم جعلهم يعملون بصمت دون ضجيج او استعراض، ما جعل البعض يذهب الى التشكيك بانجازاتها وظلمتهم، غير انهم وان انكروها سيثبتها التاريخ والايام القادمة، فالانحياز واضح للفقراء ومحدودي الدخل والا لما دخلت هذه الحكومة معركة من اصحاب الدخول المرتفعة من المتهربين والفاسدين.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/08 الساعة 02:36