الدعجه يكتب: الوعي في قطاع الألعاب في الوطن العربي.. رافعة أساسية للاقتصاد الرقمي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/03 الساعة 00:12
يشهد العالم العربي تغيرا جذريا في اقتصاد قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية، ما يجعل الشرق الأوسط وجهة استثمارية للعديد من شركات الألعاب العالمية، حيث تعد المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة وتليها الأردن أولى الوجهات المقصودة، حيث تعتبر من الدول الرائدة في هذا المجال، اذ تشجع الحكومات الاستثمارات في هذا القطاع الواعد وتقدم الدعم للشركات الناشئة.
أهمية الوعي في تطوير صناعة الألعاب:
الوعي في سوق صناعة و تطوير الألعاب الإلكترونية يلعب دورا محوريا في تنمية هذا المجال، فهو يساهم في:
• رفع مستوى التفاعل بين الشركات وجمهورها: من خلال تسليط الضوء على المعلومات الثقافية في محور القصة مثل تاريخ الشخصيات و البلد التي تدور احداث اللعبة فيه، و ذلك ما يسهم في خلق تأثير إيجابي على المهارات العقلية و الإجتماعية.
• جذب المزيد من الاستثمارات والشراكات: بإبراز إمكانات السوق العربية الواعدة والفرص الاستثمارية المُتاحة، ومن الجدير بالذكر انه وفي السنوات العشرة الأخيرة استحوذت الإمارات على 29.6% من عوائد سوق الألعاب في المنطقة و تليها الآن المملكة العربية السعودية في الرؤية المستقبلية للمملكة.
• نشر ثقافة الألعاب الإلكترونية: من التغييرات المحورية التي طرأت على صناعة الألعاب هو تركيزها على محور قصة معين، حيث تسلط الضوء في القصة على شخصية معروفة او تاريخ بلد و ثقافته مع ايصال المعلومة عن طريق اللعب ما ينمي ثقافة اللاعب و معرفته.
تحديات الوعي في قطاع الألعاب:
تواجه صناعة الألعاب العربية بعض التحديات التي تُعيق الوعي بأهميتها، مثل:
• قلة الوعي بفوائد الألعاب الإلكترونية: لا تزال بعض فئات المجتمع تنظر للألعاب الإلكترونية على أنها مُضيعة للوقت و ذلك بسبب عدم مواكبة التطورات مع بقاء الفكر الأشمل عن اللالعاب.
• تحديات التسويق والتواصل مع الجمهور: العديد من الألعاب العالمية تشهد ظلما كبيرا بسبب ضعف التسويق او عدم وصول اللعبة الى منطقة معينه مع ان الفرصة لنجاح هذه اللعبة تكون كبيرة.
• التحديات القانونية والتشريعية: قد تكون الإجراءات الخاصة بالتراخيص لصناعة الألعاب في بعض الدول معقدة و مكلفة بالإضافة الى متطلبات تعديل المحتوى لتتناسب مع القوانين المحلية ما يؤثر على اصدار اللعبة و جودتها .
استراتيجيات لتعزيز الوعي في قطاع الألعاب:
لتحقيق الوعي المنشود، يجب تبني استراتيجيات مُتكاملة تشمل:
• تنظيم حملات توعوية مُدعومة بالبيانات والإحصائيات: لإبراز فوائد الألعاب الإلكترونية وتأثيرها الإيجابي على مختلف جوانب الحياة.
• تطوير برامج تعليمية وترفيهية: لتعزيز المهارات والقدرات لدى الشباب من خلال الألعاب الإلكترونية.
• الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي: لنشر محتوى توعوي وجذاب حول الألعاب الإلكترونية.
• دعم الشركات الناشئة والمُبتكرة: من خلال تقديم التمويل والحوافز لتطوير ألعاب ذات جودة عالية.
دور الحكومات في تعزيز الوعي:
تُلعب الحكومات دورًا محوريًا في تعزيز الوعي بقطاع الألعاب الإلكترونية من خلال:
• سنّ قوانين وتشريعات داعمة: لتسهيل عمل المطورين والشركات في هذا القطاع و جذب الشركات العالمية الى المنطقة.
• تخصيص ميزانيات لدعم برامج التوعية: لنشر ثقافة الألعاب الإلكترونية وتغيير الصورة النمطية عنها و تعزيز السوق المحلي في هذا المجال.
• التعاون مع القطاع الخاص: لتطوير برامج تعليمية وترفيهية تُثري مهارات الشباب و تبني جيلا واعيا في التكنولوجيا.
التركيز على الأثر الاقتصادي لصناعة الألعاب:
تعد صناعة الألعاب الإلكترونية حاليا واحدة من اهم القطاعات الإقتصادية عالميا و محليا، حيث تُساهم في:
• خلق فرص عمل جديدة: تُوفّر صناعة الألعاب فرص عمل للشباب بجميع المجالات ابتداء من المجالات الإدارية و المعلوماتية و التقنية حيث تساهم بتعزيز القطاع العمالي في المنطقة.
• تنمية المهارات: تُساعد الألعاب الإلكترونية على تنمية مهارات الشباب مثل التفكير الاستراتيجي وحلّ المشكلات والعمل الجماعي و التعزيز الثقافي.
• تنويع الاقتصاد: تُساهم صناعة الألعاب في تنويع مصادر الدخل الوطني حيث تعتبر مجالا جديدا للاقتصاد غير مرتبط بأي شروط لتطويره في أي بلد.
• تعزيز الابتكار والإبداع: تُشجّع صناعة الألعاب على الابتكار والإبداع في مختلف المجالات حيث التنوع في الألعاب يساهم بتوسيع مجال التبني لأي نوع من الأفكار حيث تعتبر عالم تقني يمكن بناء فيه أي نوع من الابداعات الفكرية.
• بناء مجتمع متطور: تُساهم صناعة الألعاب في بناء مجتمع متطور يُواكب التطورات العالمية حيث التطور التقني في هذا المجال سريع جدا و متطلبات القطاع من القطاعات الأخرى مرتبطة ترابطا قويا لتوفير جميع متطلبات التشغيل الخاصة بها.
التأكيد على دور التعاون بين جميع الأطراف:
لتحقيق الوعي المنشود ودفع عجلة التطوّر في صناعة الألعاب الإلكترونية، يجب تعزيز التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك:
• الحكومات: من خلال سنّ قوانين وتشريعات داعمة وتخصيص ميزانيات لدعم برامج التوعية.
• القطاع الخاص: من خلال الاستثمار في صناعة الألعاب ودعم الشركات الناشئة و تبني افكارها و تطويرها.
• المجتمع المدني: من خلال نشر ثقافة الألعاب الإلكترونية وتغيير الصورة النمطية عنه، حيث الألعاب الإلكترونية لا تقتصر على اللعب فقط، او اضاعة الوقت كما المتعارف عنها، حيث الأن يوجد مصطلح جديد يسمى بـ ESport او الرياضات الإلكترونية و العديد من البلدان تتبنى الكثير من الاحداث الخاصة بهذا النوع من الرياضات، اضافة على ذلك نشر محتوى ثقافي زخم و تعليمي بحت لبعض الأنواع من الألعاب.
• الأفراد: من خلال التفاعل مع محتوى الألعاب الإلكترونية ونشر الوعي حول أهميتها حيث الوعي الفكري حول أهمية الألعاب الإلكترونية اصبح عملية مهمة لمواكبة التطور الحالي في العالم، و أغلب المنظمات التعليمية تبنت نظام التعليم عن طريق اللعب و الذي يساهم بإيصال المعلومة للطفل عن طريق اهتماماته مثل الألعاب الإلكترونية.
خاتمة:
من اهم عوامل نجاح هذا القطاع هو الوعي الكافي حول اهميته اقتصاديا و فكريا و تعليميا و ثقافيا، حيث يعد الوعي رافعة أساسية للإقتصاد الرقمي في الوطن العربي، و ذلك من خلال تبني استراتيجيات متكاملة و خلق ترابط بين جميع الأطراف لجعل هذا المجال ناجحا بجميع أشكاله، حيث يعتبر هذا القطاع من أكثر القطاعات الواعدة في الوقت الحالي.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/03 الساعة 00:12