نقل المعركة إلى عمان

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/02 الساعة 02:21

لا شك أن بوصلتنا ستبقى دوماً موجهةً إلى القدس الشريف وبقية من الأرض المباركة التي حرّمها الله على اليهود الغاصبين، ومهما حاول المخربون أن يوقعوا ما بين الأخوة والأشقاء فلن يجد أحد من أولئك المشردين أي غطاء قانوني ولا أخلاقي يندسون من خلاله لضرب اللُحمة الوطنية العروبية.

والكلام هنا لفئة تأخذهم العِزة بالإثم، و يطلقون لألسنتهم وأيديهم عنان النار كي يشعلون أزمة يراد لها البعض من الغوغاء تأجيج البغضاء و مساعدة العدو الغاشم الظالم الذي فتك بأهلنا، كي تنتقل المعركة داخل الساحة الأردنية، وحينها سيعض الكافرون على أيديهم وبما فعلت وألسنتهم وما قذفت، وهذا ما لا يجب أن يتم التسامح به مع الغوغاء. ليس خوفاً من بقية رعاع، بل خشية على وطن حملناه على ظهور الأردنيين جميعا، ولا يمكن السماح بتقويض الأمن والاستقرار الوطني بناءً على عنتريات تبتعد كثيرا عن المصلحة الوطنية.
لقد مرت على الأردن سنين شديدة منذ قيام وتأسيس الدولة الأردنية، حيث أحبط الأردنيون الأقحاح، العديد من الغزو المسلح الرسمي وغير الرسمي، و لكن بعد الاستفراد بقادةٍ ورجالات عمالقة وفتح بوابة المؤامرات و الإغتيالات للشخصيات الوطنية من كافة منابتهم منذ الخمسينيات حتى الربع الأول من العقد السابع، إذ وصل الأمر بمسخٍ مجنون يفجرّ منزل شقيقته ليقتل زوجها والنتيجة أن الزوجين ذهبا أشلاءً و «القبضاي» بقي في بغداد يشرب ويقبض ومثله كان هناك من غير العقلاء في محيطنا القريب إذ قاموا بجرائم شنعاء، جلبت أفكارهم وكراهيتهم وحب الانتقام على الهوية ردّ فعل عكسي ضد القضية الفلسطينية.
اليوم بات الوضع الأمني مرهق طيلة ما يقارب نصف عام، ورغم الدعم الأردني وفي مقدمته جلالة الملك الذي استنبط فكرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في غزة عبر الإنزالات الجوّية ومن قبلها لسنوات طويلة كان الأردن في مقدمة الجميع، بل أحياناً لوحده يقدم كافة الخدمات الطبية والصحية عبر المستشفيات الأردنية في غزة، وكل ذلك لم يشفع لهذا البلد، وكأن السلام والسكينة والتراحم بين الجميع الذي ينعم فيه أولئك الذين يخربون بيوتهم ويحرقون ويضربون منشآت رسمية ويهددون الأمن الوطني، وكأن قوات الأمن والجيش قادمون من كوكب آخر.
ورغم كل ذلك فإن التسامح لا يزال قائما، و لكن ما رأيناه في الأيام السابقة من خروج على السلم الأهلي و ترويع المواطنين الذين باتوا منذ اليوم الأول لحرب العدو ضد غزة وأهلها، فيما هناك من هم أقرب منا لهم ثم تركوهم للعراء، وهذا ما يستوجب الحزم لإيقاف أي زعزعة للأمن، وإن يستذكروا أن هذا البلد احتضن الملايين من العرب الذين لجأوا إليه، واستمتعوا بما لم يستمتع به أبناء القرى.
اليوم نرى أن هناك من الخلايا التي تسكن الغربان في عقولهم من نعيق وتهديد مستجرّ من تجربة تلك الدول العربية التي لا تزال تعيش الفوضى أمامهم، فهل هذا هو الجميل الذي ينتظره الجميع؟
نحن نرى أن هناك من يريد استجلاب حرب جديدة على جبهة جديدة مستنسخة لتفجير الوضع الداخلي، وكأنهم ينتظرون نقل معركة غزة إلى الأردن الذي ينعم بالاستقرار كي يحرقون البلد ويحرضون الغوغاء لاستهداف قوات الأمن الذي يحرسهم وهم يحرسون في الليل والنهار، ونرى أولئك المتفيهقون يعلكون بألسنتهم بحقد مضمور، أليس فيهم من ناصح يا قوم.
من هنا يجب على الجميع في هذا الوطن أن يتذكروا أن هناك من يريد تثوير الوضع، فليتذكروا هذا البلد بأهله وعمومه كيف وقفوا وقفة رجل واحد ليدعموا أهلنا في غزة وقبلها في الأراضي الفلسطينية، ولهذا يجب الحزم ضد كل الأيادي والفئات، وقطع أيدي الخلايا السرطانية التي تركب موجة الدجل ومنعهم من التطاول على قوات أمننا، فنحن خبرناهم منذ سنين ولا يردعهم سوى تحييدهم كي يعلموا أن لهذا البلد أهل وقيادة وجيش وشعب واحد عظيم، ونكرر أن المعركة في غزة الصامدة وشعبها العظيم المكلوم، وليست في عمان، أفلا يعقلون!؟.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/02 الساعة 02:21