العدوان يكتب: التأثير الإعلامي وتعزيز الانقسام

الدكتور علي فواز العدوان
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/31 الساعة 09:54
تاريخيًا لعبت إسرائيل دورًا معقدًا في العلاقات الفلسطينية والعربية ‏وتعزيز الانقسامات في المنطقة لخدمت مصالحها الاستراتيجية بعدة ‏طرق قد تكون قامت بها إسرائيل لتعزيز هذه الانقسامات.‏
‏1.‏ الدعم المالي والسياسي للمجموعات الفلسطينية المتناحرة تدعم ‏إسرائيل مجموعات فلسطينية معينة تستخدم العنف ضد إسرائيل أو ‏تتبنى أجندات قومية فلسطينية، مما يعزز التوتر بين هذه ‏المجموعات والسلطة الفلسطينية الرسمية، وهو ما يساهم في ‏الانقسامات الداخلية الفلسطينية .‏‏2.‏ التعزيز الاقتصادي لبعض المناطق تستخدم إسرائيل الإجراءات ‏الاقتصادية لتعزيز التفاوتات الاقتصادية بين الفلسطينيين في مناطق ‏مختلفة مما يزيد من الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية بينهم‎.‎‏3.‏ تعزيز الانقسامات العربية‎ ‎إسرائيل قد تسعى لزعزعة الوحدة ‏العربية من خلال دعم الجماعات أو الأنظمة التي تحتل مواقف ‏معادية للحكومات العربية الرئيسية على سبيل المثال، قد تقدم دعمًا ‏للمجموعات المتمردة أو المعارضة في الدول الطوق العربية ‏القريبة‎.‎‏4.‏ التأثير في السياسة الخارجية للدول العربية‎: ‎إسرائيل تستخدم ‏الدبلوماسية والضغط السياسي للتأثير في السياسة الخارجية للدول ‏العربية بما في ذلك دعم الجماعات أو الأنظمة التي تحظى بتأييد ‏إسرائيل وهو ما قد يزيد من التوتر بين هذه الدول وبين بعضها ‏البعض‎.‎تلك الاستراتيجيات لا تعتبر مطلقة، وقد تختلف باختلاف الظروف ‏والمصالح الإسرائيلية في الوقت الحالي. إلا أنها تمثل بعض الطرق التي ‏قد تكون قامت بها إسرائيل لتعزيز الانقسامات في المنطقة‎.‎واخيرا تقوم اسرائيل بحرب في مجال التأثير الإعلامي كالإبرة تحت ‏الجلد بمعنى أن تأثير الإعلام يشبه حقن المريض بحقنة الدواء وهي تقول ‏بأن الرسائل الإعلامية تؤدي دائماً إلى استجابة مباشرة وقوية لدى ‏الجمهوروتسمى أيضاً بنظرية الرصاصة السحرية، بمعنى أن المحتوى ‏الإعلامي ينطلق مثل الرصاصة ويصيب الهدف.‏يعود أصل النظرية إلى كتابات الباحث الأمريكي هارولد لازويل الذي ‏اهتم بدراسة الدعاية السياسة أثناء الحربين العالمية الأولى والثانيةو قوة ‏تأثير الدعاية والحرب النفسية وإثارة الشائعات التي صاحبت تلك ‏الحروب.‏ونظرية الإبرة تحت الجلد تقول بأن وسائل الإعلام لها نفوذ وتأثير مباشر ‏على الجمهور، وتصف سيطرة وسائل الإعلام على ما يرى الجمهور ‏ويسمع ويقرأ والتأثير الذي يكون في الغالب قوياً وفورياً وفي نفس الوقت ‏تدل النظرية على ضعف الجمهور وعدم قدرته على مقاومة ما يُعرض ‏عليه، وبالتالي سهولة التأثير على الرأي العام وتعديل السلوك.‏وترى النظرية أيضاً أن تأثير وسائل الإعلام يزيد في وقت الأزمات، ‏مثل الحروب والكوارث الطبيعية، حيث يعتمد الجمهور على وسائل ‏الإعلام في الحصول على المعلومات. ومن أشهر الوقائع التي تستخدم ‏للدلالة على قوة تأثير وسائل الإعلام، في بداية ظهور هذه النظرية، هو ‏الهلع الجماهيري الكبير الذي حدث نتيجة بث برنامج إذاعي خيالي عن ‏غزو كائنات فضائية لكوكب الأرض في عام 1938 بث راديو (سي بي ‏إس) تمثيلية بعنوان (حرب العوالم) وجاءت على شكل أخبار عاجلة فظن ‏الكثير من المستمعين بأنها أحداث حقيقية وخرج العديد من الناس إلى ‏الشوارع مفزوعين لطلب النجدة.‏يرى معظم علماء الاتصال أن نظرية التأثير المباشر (الإبرة تحت الجلد) ‏ليست صحيحة لأنها تتجاهل دور الاتصال الشخصي، كما أنها لا تناقش ‏التنوع الكبير في وسائل الإعلام والاتصال التي ظهرت منذ نهاية الحرب ‏العالمية الثانية وحتى الآن، وبالذات ظهور منصات التواصل الاجتماعي ‏وتطبيقات الرسائل الفورية، التي جعلت الجمهور الآن يقلل من اعتماده ‏على وسائل الإعلام التقليدية، التي أصبحت غير قادرة على التحكم في ‏اختياراته.‏ولكن من المفارقات العلمية الآن هو أن بعض الباحثين يرى أن وسائل ‏التواصل الاجتماعي الجديدة ساعدت في عودة نظرية التأثير ‏المباشربمعنى أن هناك حالات تصل فيها الرسائل بشكل مباشر إلى ‏الجمهور عن طريق أشكال متعددة من أدوات التواصل الاجتماعي من ‏أهمها حسابات المشاهير والمؤثرين. ولو امعنا النظر فيما يذاع وينشر ‏عبر الفضائيات العربية ذات الانتشار الواسع اذ جاز التعبير ودراسة ‏حالة اللواء "الدويري " المحلل العسكري الاردني واخفائه واظهار ‏رواية الاحتلال والعداء المضاف للأردن من اسرائيل على مواقفها ‏النابعة من الانتماء للامة العربية والاسلامية واخذ دورها بالدفاع عن ‏شعوب المنطقة بمد الجسور الاغاثية والمستشفيات الميدانية والحراك ‏الدبلوماسي المكثف على كافة المستويات السياسية الذي بحسب الكثير من ‏المراقبين كان له بفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من احداث ‏تغير بالراي العام العالمي على مستوى الزعماء والملوك والشعوب ‏ودحض الرواية الإسرائيلية وتعزيز الموقف الشعب الفلسطيني لا قامة ‏دولته الشرعية دون النظر الى اختلاف المصالح مع مجاميع القوى ‏السياسية الفلسطينية سواء المقاوم منها اومن ينتهج النضال السياسي من ‏خلال السلطة لكان لدينا رؤيا اوضح واشمل بما يجري من تطاول على ‏الامن واحداث شغب غير مبررة على الارض الاردنية. ‏
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/31 الساعة 09:54