الـ'فيتو' الأميركي بعيون 'إسرائيلية'.. واشنطن 'مَلَّتْ' نتنياهو؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/28 الساعة 02:59
لم يتأخر مُحللو الصحف الصهيونية, كما كتابها ورهط المعنيين في وسائل إعلام الدولة العنصرية الإستعمارية, في التعليق على قرار الولايات المتحدة «الإمتناع» عن التصويت, على مشروع القرار الذي قدّمته «ثماني» دول من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن, حيث تم إقراره بتصويت 14 دولة لصالحه. وكان لافتا ان معظم هؤلاء (مُعلقو الصحف وكتابها) صبّوا جام غضبهم وانتقاداتهم اللاذعة على مُجرم الحرب/نتنياهو, على نحو حمّلوه مسؤولية التسبب في حدوث أزمة مُتدحرجة في العلاقات مع ادارة بايدن, فضلاً عن تقديمه مصالحه الشخصية والحرص على م?تقبله السياسي والشخصي, بالضد من مصالح الكيان وخصوصاً عرقلته المُفتعلة اتفاق تبادل الأسرى والرهائن، التي عمِل «الوسطاء» الثلاثة على بلورته والذي كانت في متناول اليد تقريبا.
نبدأ بعناوين الصحف والمانشيِتات الرئيسة فيها, التي عكست هي الأخرى ما انطوت عليه مضامين مقالات الكتاب والمعلقين. إذ جاء العنوان الرئيس لـ«هآرتس»:* في جهاز الامن قلقون من مسًّ بالعلاقات مع الولايات المتحدة قد يُلاحق إسرائيل على مدى سنين. *نتنياهو يحاول تمديد الوقت حتى عودة ترامب, لكن أزمة اللاجئين في شمال القطاع لا تنتظره. فيما عنّونت «يديعوت أحرونوت» على النحو التالي: * شرخ - مواجهة غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. * - أزمة في نقطة تطرّف. لكن «معاريف الأسبوعي» لخّص مشهد العلاقات بين تل أبيب وواشنطن?بثلاث كلماتّ: *حِلف في أزمة. في حين حمّل المانشيت الرئيس للصحيفة اليمينية «يسرائيل هيوم» المؤيدة لنهج نتنياهو وسياساته, واشنطن مسؤولية الأزمة بين البلدين هذا نصّه: * قرار فضائِحي: «دركٌ أسفل جديد في علاقات إسرائيل - الولايات المتحدة».«نتنياهو رجل الهدم».. تحت هذا العنوان كتبت أسرة تحرير «هآرتس» إفتتاحية الصحيفة, مشيرة الى ان «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكنه ان يُضيف الى قائمة إخفاقاته الفاخرة أزمة دبلوماسية مع حليفتها الأقرب، عرّابتها في العالم، القوة العظمى الاميركية، التي خرجت عن طورها كي تقف الى جانب إسرائيل منذ نشبت الحرب. مجلس الأمن في الأمم المتحدة تبنّى امس/الإثنين مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري وتحرير المخطوفين، فوراً وبلا شروط. بخلاف المرات السابقة، أُجيز المشروع هذه المرة لأن الولايات المتحدة إمتنعت عن التصويت ولم تستخدم?حق النقض الفيتو. مُضيفة/أسرة التحرير:» لقد أصبح نتنياهو مشكلة لإسرائيل. فهو يكشفها أمام مخاطر استراتيجية من شأنها أن تجبي ثمناً باهظاً على نحو خاص. باسم البقاء الشخصي, يمسّ بنِيّة مُبيتة لمواطني إسرائيل. نتنياهو ـ خَتمتْ ـ مُلزم بان يستقيل, ويُعطي إسرائيل فرصة لأن تنفذ نفسها من الضرر الذي ألحقه بها. ينبغي الأمل في أن تُشكّل استقالة جدعون ساعر أمس بداية سقوط الحكومة.في حين جاء المقال الإفتتاحي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الذي كتبه/ناحوم برنيّاع, تحت عنوان: «مَلّوه ــ نتنياهو يُضحِك الأميركيين», إذ قال: نتنياهو يُواجه الولايات المتحدة بصبيانية كالطفل المُدلل، بالتمرد وبالفضائح. الإدارة في واشنطن صديق حقيقي لكنها ليست أب وأم. وفي النهاية هي أيضاً مَلّته. يُعد نتنياهو ـ أضافَ برنياع ـ خبيراً كبيراً في السياسة الأميركية. هذه أسطورة ـ لفتَ الكاتب مُستطرِداً ـ هو خبير بأميركا نهاية القرن الماضي. يشهد على ذلك فشله التاريخي في مواجهة النووي الإيراني: انسحاب ترامب من الاتفاق النوو?، بإلهام من نتنياهو، جعل ايران دولة حافة، عملياً دولة نووية. الحلف مع ترامب ورط إسرائيل بمفهومين إضافيين اثنين ـ تابعَ ـ أبعد عنها اليسار الديمقراطي وفي نهاية الأمر أبعد عنها ترامب أيضاً. الموضوع «الوحيد» الذي يتفق عليه في هذه اللحظة بايدن وترامب هو «نتنياهو».نتنياهو «ختم َ برنياع» يصب على الأميركيين المشاكل التي توجد له في البيت. قانون التملص، تهديدات الانسحاب، التدهور في الاستطلاعات. الإدارة في واشنطن هي صديق حقيقي، لكنها ليست أب وأم. مثلما قال أوباما ذات مرة: «حين يتحدث نتنياهو معه لا يكون واضحاً له, مَن بين الاثنين هو رئيس الولايات المتحدة. في النهاية حتى العم من أميركا.. مَلّ.اما «ألوف بِن» رئيس تحرير «هآرتس» فكتب مقالة تحت عنوان: «نتنياهو يحاول تمديد الوقت حتى عودة ترامب, لكن ازمة اللاجئين في شمال القطاع لا تنتظره». قال فيها:بنيامين نتنياهو يحاول كالعادة الجلوس على الجدار والتملّص من اتخاذ القرارات. ولكن العملية الاستراتيجية الرئيسية لحرب 7 اكتوبر ـ أضافَ بِن ـ ستلزمه باتخاذ قرار حاسم، هل سينّجرّ وراء اليمين المتطرف ويُحول الطرّد الى واقع دائم، أو أنه سيُعطي سكان شمال القطاع حق العودة الى الانقاض التي بقيت من بيوتهم؟. لا فتاً الى أنه في مركز المفاوضات الحالية بين اسرائيل وحماس?تقف مشكلة اللاجئين. هل ستسمح اسرائيل للفلسطينيين بالعودة الى شمال القطاع، الذي تم طردهم منه في بداية الحرب، أم أنه سيتم طردهم من هناك الى الأبد والمنطقة تبقى تحت سيطرتها؟. من هذا النقاش ـواصلَ ـ يشتق ايضا النقاش العام الحالي في اسرائيل: هل نعيد شمال القطاع للفلسطينيين مقابل المخطوفين، كما تطلب احزاب الوسط؟. أو نتنازل عن المخطوفين ونتمسك بالارض كي نقيم عليها مستوطنات يهودية، حسب موقف اليمين المتطرف؟.
نبدأ بعناوين الصحف والمانشيِتات الرئيسة فيها, التي عكست هي الأخرى ما انطوت عليه مضامين مقالات الكتاب والمعلقين. إذ جاء العنوان الرئيس لـ«هآرتس»:* في جهاز الامن قلقون من مسًّ بالعلاقات مع الولايات المتحدة قد يُلاحق إسرائيل على مدى سنين. *نتنياهو يحاول تمديد الوقت حتى عودة ترامب, لكن أزمة اللاجئين في شمال القطاع لا تنتظره. فيما عنّونت «يديعوت أحرونوت» على النحو التالي: * شرخ - مواجهة غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. * - أزمة في نقطة تطرّف. لكن «معاريف الأسبوعي» لخّص مشهد العلاقات بين تل أبيب وواشنطن?بثلاث كلماتّ: *حِلف في أزمة. في حين حمّل المانشيت الرئيس للصحيفة اليمينية «يسرائيل هيوم» المؤيدة لنهج نتنياهو وسياساته, واشنطن مسؤولية الأزمة بين البلدين هذا نصّه: * قرار فضائِحي: «دركٌ أسفل جديد في علاقات إسرائيل - الولايات المتحدة».«نتنياهو رجل الهدم».. تحت هذا العنوان كتبت أسرة تحرير «هآرتس» إفتتاحية الصحيفة, مشيرة الى ان «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكنه ان يُضيف الى قائمة إخفاقاته الفاخرة أزمة دبلوماسية مع حليفتها الأقرب، عرّابتها في العالم، القوة العظمى الاميركية، التي خرجت عن طورها كي تقف الى جانب إسرائيل منذ نشبت الحرب. مجلس الأمن في الأمم المتحدة تبنّى امس/الإثنين مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري وتحرير المخطوفين، فوراً وبلا شروط. بخلاف المرات السابقة، أُجيز المشروع هذه المرة لأن الولايات المتحدة إمتنعت عن التصويت ولم تستخدم?حق النقض الفيتو. مُضيفة/أسرة التحرير:» لقد أصبح نتنياهو مشكلة لإسرائيل. فهو يكشفها أمام مخاطر استراتيجية من شأنها أن تجبي ثمناً باهظاً على نحو خاص. باسم البقاء الشخصي, يمسّ بنِيّة مُبيتة لمواطني إسرائيل. نتنياهو ـ خَتمتْ ـ مُلزم بان يستقيل, ويُعطي إسرائيل فرصة لأن تنفذ نفسها من الضرر الذي ألحقه بها. ينبغي الأمل في أن تُشكّل استقالة جدعون ساعر أمس بداية سقوط الحكومة.في حين جاء المقال الإفتتاحي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الذي كتبه/ناحوم برنيّاع, تحت عنوان: «مَلّوه ــ نتنياهو يُضحِك الأميركيين», إذ قال: نتنياهو يُواجه الولايات المتحدة بصبيانية كالطفل المُدلل، بالتمرد وبالفضائح. الإدارة في واشنطن صديق حقيقي لكنها ليست أب وأم. وفي النهاية هي أيضاً مَلّته. يُعد نتنياهو ـ أضافَ برنياع ـ خبيراً كبيراً في السياسة الأميركية. هذه أسطورة ـ لفتَ الكاتب مُستطرِداً ـ هو خبير بأميركا نهاية القرن الماضي. يشهد على ذلك فشله التاريخي في مواجهة النووي الإيراني: انسحاب ترامب من الاتفاق النوو?، بإلهام من نتنياهو، جعل ايران دولة حافة، عملياً دولة نووية. الحلف مع ترامب ورط إسرائيل بمفهومين إضافيين اثنين ـ تابعَ ـ أبعد عنها اليسار الديمقراطي وفي نهاية الأمر أبعد عنها ترامب أيضاً. الموضوع «الوحيد» الذي يتفق عليه في هذه اللحظة بايدن وترامب هو «نتنياهو».نتنياهو «ختم َ برنياع» يصب على الأميركيين المشاكل التي توجد له في البيت. قانون التملص، تهديدات الانسحاب، التدهور في الاستطلاعات. الإدارة في واشنطن هي صديق حقيقي، لكنها ليست أب وأم. مثلما قال أوباما ذات مرة: «حين يتحدث نتنياهو معه لا يكون واضحاً له, مَن بين الاثنين هو رئيس الولايات المتحدة. في النهاية حتى العم من أميركا.. مَلّ.اما «ألوف بِن» رئيس تحرير «هآرتس» فكتب مقالة تحت عنوان: «نتنياهو يحاول تمديد الوقت حتى عودة ترامب, لكن ازمة اللاجئين في شمال القطاع لا تنتظره». قال فيها:بنيامين نتنياهو يحاول كالعادة الجلوس على الجدار والتملّص من اتخاذ القرارات. ولكن العملية الاستراتيجية الرئيسية لحرب 7 اكتوبر ـ أضافَ بِن ـ ستلزمه باتخاذ قرار حاسم، هل سينّجرّ وراء اليمين المتطرف ويُحول الطرّد الى واقع دائم، أو أنه سيُعطي سكان شمال القطاع حق العودة الى الانقاض التي بقيت من بيوتهم؟. لا فتاً الى أنه في مركز المفاوضات الحالية بين اسرائيل وحماس?تقف مشكلة اللاجئين. هل ستسمح اسرائيل للفلسطينيين بالعودة الى شمال القطاع، الذي تم طردهم منه في بداية الحرب، أم أنه سيتم طردهم من هناك الى الأبد والمنطقة تبقى تحت سيطرتها؟. من هذا النقاش ـواصلَ ـ يشتق ايضا النقاش العام الحالي في اسرائيل: هل نعيد شمال القطاع للفلسطينيين مقابل المخطوفين، كما تطلب احزاب الوسط؟. أو نتنازل عن المخطوفين ونتمسك بالارض كي نقيم عليها مستوطنات يهودية، حسب موقف اليمين المتطرف؟.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/28 الساعة 02:59