التل يكتب: عن أعداد الأمة

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/27 الساعة 22:10
قلت في مقال سابق ان فلسطين هي قضية الأمة كلها، وانه لابد من إعدادا الأمة كلها لخوض حربها، وقد قدمت لنا معركة طوفان الأقصى الدليل القاطع على ان حسن الاعداد الذي قامت به المقاومة للمعركة هو الذي جعلها تمتلك عنصري المباغتة والمبادرة.حسن الاعدادا يعني ان لا نستسلم للواقع وما فيه من تحديات ومخاطر وتهديدات، فعدم الاستسلام للواقع اول الحوافز للاعداد، والخطوة الأولى على طريق النصر. ومع عدم الاستسلام للواقع علينا أن نزرع في النفوس ثقافة الأمل، على الرغم من كل الصور القاتمة التي تحيط بنا وتزرع الاحباط والتشائم واليأس . على ان يكون هذا التفائل ضمن استراتيجية شاملة للاعداد للنهوض بنا، لخوض حرب الامة.ومن حسن اعداد الأمة ان تسري في أوصالها روح المشاركة ليشعر كل فرد انه شريك وأن له دورا في بناء مجتمعه ومعركة امته، لذلك لابد وقبل صدور اي قرار من التمهيد له وبيان مبرراته حتى يتقبله الناس برضى وقناعة، حتي يؤتي القرار اكله.فالايمان والقناعة هما الرافعة الأساسية للانجاز الذي يستهدفه الاعداد. ومن القضايا التي لابد من التاكيد على ضرورة أعداد الأمة للتعامل معها موضوع الذكاء الاصطناعي وتطوره وإثارة على الحياة البشرية ومستقبل المجتمعات، مما يجب أن نعد أنفسنا لنكون جاهزين للتعامل الايجابي معه.حتى نحرم عدونا من تضليلنا بواسطته. ان لاعداد الأمة وسائل وادوات لابد من الأخذ بها، وأولها المنظومة الأخلاقية التي تحكم سلوك أفرادها. فقد بتنا نعاني من التفلت الأخلاقي الأمر الذي لابد من الإنتباه معه لمنظومتنا الأخلاقية وضرورة إعادة بنائها، انطلاقا من مورثنا الحضاري. الذي يؤكد على قيم الإخلاص والفداء والتضحية، وهو بالضبط ما فعلته حركة المقاومة الإسلامية في غزة منذ بدايتها الاولى. ومن أهم أدواتأعداد الأمة، هو بناء روحها الوطنية، من خلال محاربة الروح الانهزامية، لأن الروح الوطنية العالية من أهم عوامل الاستقرار الوطني في كل المجالات، الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية.وهذا يستدعي منا جميعا افرادا وجماعات ان نتوقف عن جلد مجتمعنا وامتنا بعدم التركيز على السلبيات في حياتنا الا في إطار الدعوة الإيجابية للتخلص من هذه السلبيات، واستبدالها بكل ماهو بناء من خلال ابرازنا للايجابيات و مكامن القوة في الأمة والدعوة لتعظيمها والبناء عليها. كما أن من أهم أدوات أعداد الأمة، قيام المواطن بواجباته، قبل المطالبة بحقوقه، وكذلك قيام القطاع الخاص بمسؤوليته الاجتماعية، نحو مجتمعه. ومن أدوات أعداد الأمة، نظامها التعليمي الذي يجب أن يكون في جانبه القيمي منبثق من قيم الأمة ومعتقداتها، وان ننمي في طلابنا قيم الانتماء والوفاء للوطن والأمة والتضحية في سبيلهما، على ان يتم تدريب أبناء وبنات الامة تدريبا عسكريا مناسبا ليكون كل واحد مستعد للدفاع عن وطنه وامته، بعد ان نعرفهم بتاريخ أمتهم ووطنهم، على ان نعرفهم أيضا بمن هو عدوهم وغاصب أرضهم، مع الحرص على الإستفادة من آخر تطور العلوم وتطويعها لاعداد الأمة ومستقبلها. وفي مجال أعداد الأمة، يبرز دور وسائل الإعلام بمختلف اصنافها وتنويعتها ، فالاعلام هو الناقل للافكار و القناعات والقيم، والذي يجب أن يكون حريصا على نقل كل ما من شأنه رفع روح الأمة المعنوية، وبناء روحها الايجابية، وهو ماصارت تفتقر اليه الكثير من وسائل إعلامنا. أعداد الأمة هو مفتاح كل التحولات الايجابية التي شاهدها تاريخ البشرية، وكان اول الحريصين عليه أنبياء الله ورسله، وأولهم خاتمهم رسول البشرية محمد، ترجمة لقول الله عز وجل (أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .لقد جاءت معركة طوفان الأقصى لتقدم دليلا قاطعا على ضرورة وأهمية أعداد الأمة لتحقيق التحول المطلوب في واقعها لتخرج من عصر الهزيمة إلى عصر الانتصارات.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/27 الساعة 22:10