الطلب على الأسمدة الأردنية

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/25 الساعة 04:43

ليس هناك ما يدعو للفرح سوى أن ترى عجلة الاقتصاد تعود إلى طبيعتها، فمنذ أكثر من عام وأنا أتساءل عن عمليات المناولة لغايات التصدير الخارجي، حتى جاءت الحرب الصهيونية على غزة، و من هناك بدأنا نفقد الأمل رويداً رويداً، ومع هذا فقد كان لدينا تصور آخر يمكن للدولة أن تجعل منه حكراً لها، أكانت عبر الشراء المباشر أو شراء أسهم في شركاتنا العملاقة، وهذا ما يدفعنا إلى الرضى، إذ يلعب قطاع الأسمدة دوراً عظيماً في توفير المواد الخام والمعالجة و دفعها إلى الأسواق العالمية العمالقة.

اليوم وفي ظل بداية النهوض، تتواصل قنوات تلفزيونية عربية ومكاتب لقنوات متفرعة أجنبية تريد المزيد من المعلومات عن حركة الشحن البحري في شواطئ البحر الأحمر ومدى وصول السفن التجارية و كم عددها، وكل هذا موثق على «سيستم» الرحلات البحرية القادمة في الموانىء وعلى رأسها الميناء الرئيس، ولكن في المقابل لم يلحظ أحد أن هناك حركة لم تتوقف ليلا ونهاراً تتدافع فيها قاطرات نقل المواد البوتاس على شاطىء البحر الميت إلى خليج العقبة، وهي تضخ كميات كانت تُقدر بنصف مليون طن في العام الماضي، ولكن اليوم باتت تدفع بأضعاف الكميات المصُدرّة نحو أسواق عالمية، ما يشهد لشركة البوتاس التزامها بتعزيز إمدادات الأسواق العالمية.
وفي حفلها على شاطئ العقبة أعلنت شركة البوتاس العربية عن صفقتها التاريخية بتصدير أضخم شحنة «بوتاس حبيبي أحمر» في تاريخها، حيث جاء تصدير الشحنة الأكبر والمُصدرة إلى البرازيل بما يقارب (56800) طن، ليرفع الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس الحُبيبي من 500 ألف طن إلى 1.2 مليون طن سنوياً، وكل هذا كان بالتزامن مع بدء عمليات الإنتاج التجريبية في مصنع البوتاس الحُبيبي الجديد، وتعتبر البرازيل من أكبر الدول المستهلكة للأسمدة في العالم، كما تعتبر أكبر مستورد لسماد البوتاسيوم في العالم حيث تستهلك حوالي 17% من الانتاج العالمي لهذه المادة.
وحسب رئيس مجلس إدارة البوتاس م. شحادة أبو هديب، فإن دخول صادرات شركة البوتاس للسوق البرازيلي قد رفع حجم الصادرات الأردنية وكان له الأثر الإيجابي على الميزان التجاري، لافتاً إلى أن الشركة ملتزمة بتعزيز إمدادات الأسواق العالمية من مادة البوتاس باعتبارها عنصراً أساساً في ضمان توفير الحبوب والمنتجات الزراعية للأسواق المُستهدفة، بما يعزز من الأمن الغذائي العالمي، خصوصاً في ظل التحديات الجيوسياسية التي يواجهها العالم.
مستدركاً أن مصنع البوتاس الحُبيّبيّ الجديد يُعد نقلة نوعية في مسيرة شركة البوتاس العربية، حيث سيُتيح لها الوصول إلى أسواق جديدة وتعزيزقدرتها التنافسية على الصعيد العالمي، مؤكداً أن الشركة ستواصل سعيها لتعزيزمكانتها الرائدة في إنتاج وتصدير البوتاس في العالم، عن فخره بجهود الشركة في استخدام التكنولوجيا والابتكار وتطوير المنتجات والأصناف الجديدة وفتح أسواق جديدة، مؤكداً أن البوتاس تسير بخطىً ثابتة وجودة عالية إلى مختلف الأسواق العالمية، تطبيقاً لاستراتيجياتها الرامية للنمو وتعظيم العوائد
شركة البوتاس العربية أنتجت وباعت في العام 2023 أصنافاًجديدة من مادة البوتاس بتراكيب كيميائية وفيزيائية خاصة لتلبية احتياجات الزبائن في الأسواق الجديدة وتوسيع قاعدة عملاء الشركة، مشيراً إلى أن الشركة استحدثت أيضاً حلولاً لوجستية جديدة شملت استخدام موانىء رئيسة في أوروبا لنقل صادرات البوتاس إلى موانئ أخرى؛ واستخدام هذه الموانىء كمراكز للتوزيع،مما أسهم في الوصول إلى عدد أكبر من الزبائن، ويشار أن شركة البوتاس العربية افتتحت مكتباً تمثيلياً بساو باول،و لزيادة مبيعاتها من البوتاس الأحمر خلال العام 2024 إلى نحو (450) ألف طن
هذه التفاضلية وهذا الإيقاع المتناغم ما بين شركاتنا الوطنية مثل البوتاس والكيماويات والفوسفات وغيرها ممن تجاوزن قائمة العالمية حيث القادة الكبار الذين يتشاركون بالهدف الأعلى لبقاء سلسلة التوريد وشحن المواد عالية الجودة، ولو قارنا البرازيل مع الأردن سنصفق لهذه الإنجازات التعاملية.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/25 الساعة 04:43