هوشة بين شابين أمام مخبز بشارع المدينة المنورة.. حدادين تكتب

رانيا حدادين
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/24 الساعة 22:15
من الصعب على قلب كقلبي أن يتحمل "الهوشة" معارك الرجال التي تأتي صدفة دون إنذار، فيها تبدأ بثأر مؤجل وضعته الحياة أمامه دون تخطيطاليوم في طريقي للبيت وتحديدا بشارع المدينة المنورة المزدحم دائما، والمليء برجال الأمن، تشعر أن مدير السير يعيد ترتيبهم حسب القيمة الشرائية للمحال التجارية أقصد الأكثر مبيعا.على باب أحد المخابز حدث عراك بين شاب عشريني وشاب على ما أعتقد نهاية الثلاثين في صحبته زوجته وأبناؤه الصغار، لا أدري ما هو الخلاف الأساسي ولكن اعتقد أن الشاب اصطف خلفه وتأخر قليلاً فأثار عصبيته وأسمعه كلمات ونزل من سيارته تشابكت الأيادي وفجأة تغلب الشاب بحركته المؤدبة وذهب إلى سيارته، لم تنته هنا كأن الصيام يثير الغضب بداخل الإنسان وذلك مرده ربما إلى نقص السكر أو من الحاجة للماء وسيجارة لتعيد الهدوء بالأعصاب ،تناغيه فيبتسم لأي خط أمامه، بحركة سريعة ذهب إلى صندوق السيارة ليأخذ سلاحه "ليس ناريا" ممكن "قنوة" ليباغت الشاب، هنا أثار أعصاب الشاب المهذب وعاد بخطواته ليعيد الاشتباك معه ولكن الأردنيين فكاكين النشب دائما لم يسمحوا له بالتمادي، وأنا توقفت دون شعور بخوف شديد وبدأت السيارات تطلق العنان للمنبه الذي لا أحب " الزامور " اضطر للمغادرة وبداخلي لقطة مؤلمة ومحرجة يملؤها الخوف حد الموت من الزوجة الذي نزلت لتردع الزوج وملامحها تدل على الترجي وكأنها تقول لا تهدم حياتنا بلحظة، احذر لدي أطفال، انتبه نحن لا شيء بعدك، أرجوك الآن اكتشفت أني أحبك فأنت عامود البيت والكتف الحنون لابنتنا والرادع لتجارب الحياة الصعبة للأبناء، أنت الأغلى بحياتنا دونك سنحتاج بهذه اللحظة البحث عن لقمة عيش كريمة، وهذه الخبز الذي نذرت نفسك بلحظة عصبية ،سنتعب للحصول عليه.سيدي الرجل على سطور الهرب يجب أن تكون في الصفوف الأولى بما أنك رب أسرة، لست جبانه ولكني أحب أن أقطف العنب دون قتال الناطور، لقد كان عابر سبيلا لا داعي لتثبت رجولتك أمام زوجتك، هي شريكة الدرب تدرك تماما حسناتك وسيأتك وما تتمتع من رجولة مميزة، من هذا ليغري رجولتك أكثر من ثقتي بك.لحظة اشتباك تبدأ فكرت التخلي لأنك ستعتاد على اللحظات السيئة.كل هذا واكثر … رأيته بوجه زوجتك وكأنها تقول ستبدو أكثر وسامة لو غادرت معتذرا.وحاجتي للخبزلا تسده جوع قلبي بكلمة دافئة لا يجيدها سواك.أما أنا جلست أردد نصائح أمي لأخي الذي في شبابه"الرجل الغانم بتجنب المشاكل ومرته معه، يا أما يستفزونه فيها يا أما بتنقص من رجولته" وآخرتك أما جويدة أو مذبوح"في النهاية أرجوك لا تحتاج لمسرح كامل لتعرض ما في داخلك أمامي فكل ما تملك من صفات اختيار قلبي.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/24 الساعة 22:15