جودة يكتب: القيادة: فن، ذوق، وأخلاق
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/23 الساعة 13:20
في رحلاتي المتنوعة وتجوالي بين شوارع دول عدة، لفت نظري كيف أن القيادة تعكس جزءاً لا يتجزأ من ثقافة كل مجتمع. في دولة الكويت، تذكرنا اللافتات المنتشرة على الطرقات بأن القيادة ليست مجرد مهارة تقنية، بل هي فن وذوق وأخلاق. تلك الرسالة، على بساطتها، تحمل في طياتها دعوة للتأمل في مسؤوليتنا كسائقين تجاه الآخرين.
بينما في إيطاليا، حيث أمضيت سنوات من حياتي، لا تُكتب هذه القيم على اللافتات، ولكنها تُغرس في نفوس الناس من خلال تخطيط الشوارع المدروس وتنفيذ القوانين بصرامة، وحتى من خلال المخالفات المالية لمن يخالف القواعد، سواء كانت تلك القوانين لتنظيم الحركة المرورية أو لضمان السلامة العامة.السلامة المرورية: ضرورة لا تقبل التأجيلعلى مدار الخمسين عاماً الماضية، شهدنا في إيطاليا تطبيق معايير صارمة لضمان سلامة المرور. منها تحديد ممرات خاصة للخدمات الطارئة بخطوط صفراء لا يمكن تجاوزها، تحت طائلة عقوبات قاسية قد تصل إلى سحب الرخصة. الكاميرات المنتشرة في كل مكان ترصد المخالفات المتنوعة، من السرعة الزائدة إلى التجاوز الخاطئ، وتُرسل المخالفات إلى المنازل في غضون أيام، مما يضمن التأثير الفوري للعقوبة.تجربتي في الأردن: دروس مستفادةأما في الأردن، حيث أقود السيارة منذ سنوات طويلة، فإن التحديات مختلفة. غالباً ما أشهد مواقف تنعدم فيها الأخلاق المرورية، مثل تجاهل فسح المجال لسيارات الإسعاف. هذه المشاهد تدفعنا للتساؤل عن القيم التي نحملها كأفراد في المجتمع، وكيف يمكننا تحسين هذا الوضع.نحو حلول مستدامةلتحسين الوضع المروري، يجب علينا النظر إلى تجارب الآخرين واستلهام الحلول المبتكرة. تنظيم أوقات الدوام بشكل يخفف الضغط عن الطرقات يعد أحد هذه الحلول. عبر تعديل مواعيد العمل والدراسة لتجنب تزامن الذروة المرورية، يمكننا تقليل الازدحام بشكل ملحوظ. هذا الإجراء، مع التشديد على عدم التهاون في مخالفات المرور وضمان تبليغ المخالفين بسرعة، يسهم في ترسيخ ثقافة القيادة الآمنة والمسؤولة.القوانين والتوعية: ركيزتان للأمانمن الضروري أيضًا أن نشدد على الالتزام بالقوانين المرورية وأن نعمل على تعزيز التوعية حول أهميتها. في إيطاليا، يُطلب من السائقين اقتناء طقمين من الإطارات، صيفي وشتوي، لتعزيز الأمان على الطرقات في مختلف الأحوال الجوية. هذه الإجراءات، مع تفقد شرطة المرور للسيارات بانتظام، قللت بشكل ملحوظ من الحوادث.التحديات المناخية والتضاريسيةلا يمكن إغفال التحديات التي تفرضها الأحوال الجوية السيئة وتضاريس الطرق، خاصة في الأردن. يتطلب الأمر إطارات وفرامل صالحة، وتوخي الحذر وتقليل السرعة في المناطق الحرجة لتجنب الحوادث القاتلة. الاستعداد المسبق والوعي بأهمية هذه الإجراءات يمكن أن ينقذ الأرواح.ختاماً: القيادة بمسؤوليةالقيادة المسؤولة لا تقتصر فقط على اتباع القوانين، بل تتعداها إلى احترام حقوق الآخرين في الطريق. فلتكن رحلتنا في هذا الوطن الجميل آمنة وممتعة، بعيداً عن المخاطر التي قد تؤدي إلى فقدان الأرواح. فالوصول متأخراً خير من عدم الوصول أبداً.في ضوء هذا، يبقى السؤال المطروح أمامنا جميعاً: كيف يمكننا كأفراد ومجتمعات تبني ثقافة قيادة تعتمد الفن، الذوق، والأخلاق كأسس لها؟ الجواب يكمن في الجهود المشتركة بين المواطنين والحكومات لتعزيز الوعي وتطبيق القوانين بصرامة، لنضمن بذلك طرقات أكثر أماناً للجميع.
بينما في إيطاليا، حيث أمضيت سنوات من حياتي، لا تُكتب هذه القيم على اللافتات، ولكنها تُغرس في نفوس الناس من خلال تخطيط الشوارع المدروس وتنفيذ القوانين بصرامة، وحتى من خلال المخالفات المالية لمن يخالف القواعد، سواء كانت تلك القوانين لتنظيم الحركة المرورية أو لضمان السلامة العامة.السلامة المرورية: ضرورة لا تقبل التأجيلعلى مدار الخمسين عاماً الماضية، شهدنا في إيطاليا تطبيق معايير صارمة لضمان سلامة المرور. منها تحديد ممرات خاصة للخدمات الطارئة بخطوط صفراء لا يمكن تجاوزها، تحت طائلة عقوبات قاسية قد تصل إلى سحب الرخصة. الكاميرات المنتشرة في كل مكان ترصد المخالفات المتنوعة، من السرعة الزائدة إلى التجاوز الخاطئ، وتُرسل المخالفات إلى المنازل في غضون أيام، مما يضمن التأثير الفوري للعقوبة.تجربتي في الأردن: دروس مستفادةأما في الأردن، حيث أقود السيارة منذ سنوات طويلة، فإن التحديات مختلفة. غالباً ما أشهد مواقف تنعدم فيها الأخلاق المرورية، مثل تجاهل فسح المجال لسيارات الإسعاف. هذه المشاهد تدفعنا للتساؤل عن القيم التي نحملها كأفراد في المجتمع، وكيف يمكننا تحسين هذا الوضع.نحو حلول مستدامةلتحسين الوضع المروري، يجب علينا النظر إلى تجارب الآخرين واستلهام الحلول المبتكرة. تنظيم أوقات الدوام بشكل يخفف الضغط عن الطرقات يعد أحد هذه الحلول. عبر تعديل مواعيد العمل والدراسة لتجنب تزامن الذروة المرورية، يمكننا تقليل الازدحام بشكل ملحوظ. هذا الإجراء، مع التشديد على عدم التهاون في مخالفات المرور وضمان تبليغ المخالفين بسرعة، يسهم في ترسيخ ثقافة القيادة الآمنة والمسؤولة.القوانين والتوعية: ركيزتان للأمانمن الضروري أيضًا أن نشدد على الالتزام بالقوانين المرورية وأن نعمل على تعزيز التوعية حول أهميتها. في إيطاليا، يُطلب من السائقين اقتناء طقمين من الإطارات، صيفي وشتوي، لتعزيز الأمان على الطرقات في مختلف الأحوال الجوية. هذه الإجراءات، مع تفقد شرطة المرور للسيارات بانتظام، قللت بشكل ملحوظ من الحوادث.التحديات المناخية والتضاريسيةلا يمكن إغفال التحديات التي تفرضها الأحوال الجوية السيئة وتضاريس الطرق، خاصة في الأردن. يتطلب الأمر إطارات وفرامل صالحة، وتوخي الحذر وتقليل السرعة في المناطق الحرجة لتجنب الحوادث القاتلة. الاستعداد المسبق والوعي بأهمية هذه الإجراءات يمكن أن ينقذ الأرواح.ختاماً: القيادة بمسؤوليةالقيادة المسؤولة لا تقتصر فقط على اتباع القوانين، بل تتعداها إلى احترام حقوق الآخرين في الطريق. فلتكن رحلتنا في هذا الوطن الجميل آمنة وممتعة، بعيداً عن المخاطر التي قد تؤدي إلى فقدان الأرواح. فالوصول متأخراً خير من عدم الوصول أبداً.في ضوء هذا، يبقى السؤال المطروح أمامنا جميعاً: كيف يمكننا كأفراد ومجتمعات تبني ثقافة قيادة تعتمد الفن، الذوق، والأخلاق كأسس لها؟ الجواب يكمن في الجهود المشتركة بين المواطنين والحكومات لتعزيز الوعي وتطبيق القوانين بصرامة، لنضمن بذلك طرقات أكثر أماناً للجميع.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/23 الساعة 13:20