ابو زيد يكتب: بالكرامة ومن الكرامة ومنذ ٥٦ عاما تحطمت ما كان يسمى باسطورة الجيش الذي لا يقهر..

العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/21 الساعة 21:21
الحادي والعشرين من اذار يوم وتاريخي ومميز صاغ امجاده (رجال ما عاهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ...كانت الكرامة وستبقى عصية لمن ينال منها فكانت على موعدا مع النصر بعد خوض معركة حامية الوطيس انتصر فيها الحق على الباطل والمقاوم على المغتصب ولقنته درسا لن ينساه بحياته وباعتراف قادته وقادة العالم بأن الجيش الاردني ليس كغيره من الجيوش فمنتسبوه لا يهابون الموت كما ان غيرهم يحبون الحياة فعند ارضه واستقلاله وحريته يضحي ويجود بأغلى ما يملكه الانسان وهي الروح..
لذلك صنعوا هذاالنصر الذي تعطشنا اليه وعليه منذ حرب عام ال٦٧
فكانت الكرامة نقطة تحول فاصلة ومهمة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ومرحلة تاريخية مشّرفة جعلت من الاردن انموذجاً للبطولة ويبقى الاردن الوطن الوطن الأشمّ وارضه ارض الحشد والرباط وبواتبة بوابة الفتح الاسلامي ففي الحديث الشريف بلاد الشام في رباط الي يوم القيامة لذلك الارض ارض الحشد وارض الرباط وكانت مسرحاً للعمليات العسكرية منذ صدر الاسلام وفي عصر الرسول عليه السلام في شماله جاءت احداث معركة اليرموك وفي جنوبه كانت معركة مؤتة ومعارك صلاح الدين الايوبي لتحرير الاقصى وما الكرامة التي شهدنا احداثها في العصر الحديث الا دليلا على السير على خطى من سبقنا من الابطال والقادة العسكرين جاءت هذه المعركة لاعادة صياغة التاريخ من جديد لتحقيق النصر العربي الأول والذي تحقق بهمة رجال صدقوا الله فصدقهم الله ...شهداء بذلو أرواحهم من أجل كرامة العرب والأمة دفاعاً عن كرامتهم بعد انتكاسة مؤلمة في حرب حزيران عام ٦٧.... استطاع خلالها الجيش العربي الاردني ان يُلقّن العدو درساً قاسياً لن ينساه في حياته.... في الذكرى السادسة و الخمسين نستذكر ابطال الكرامة الحقيقين من سالت دماءهم الطاهرة الزكية على ثرى الوطن الطهور هم الشهداء شهداء المعركة الأبطال الذي كرمهم الله بما صنعوا و نستذكر هذا النصر الكبير العظيم ونعيش معه في كل عام ولا ننسى بطل الكرامة الحقيقي قائد الوطن المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية ..
ففي هذا اليوم الأغر الأبلج ارتقت ارواح ما يقارب من ٨٩ الشهداء الأبطال في يوم النصر على المعتدي يوما سيذكره التاريخ ودماء الشهداء زكية طاهرة ستبقى تذكرنا ببطولات جيش قدم وما زال يقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن كرامة الأمة....ياتي الاحتفال هذا العام بهذه الذكرى والعالم يمر في ظروف استثنائية لما يمر به اشقاؤنا في فلسطين وغزة من حرب ظالمة تجاوزت كل الخطوط الحمر ارتكب فيها العدو جراءم لم تحدث في تاريخ البشرية جمعاء ....نسال الله لهم النصر والثبات ....لتحرير ارضهم وتاسيس دولتهم المستقلة...
شهداء حاكوا قصص بطولية فريدة من نوعها تحدث عنها العدو قبل الصديق معترفاً بهزيمة نكراء لم يشهد لها مثيل في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ....
يقول احد قادة مجموعات العدو (لم ارى في حياتي قصفا كهذا لقد دمرت ما عدى اثنتين) .
فشهداء الكرامة الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة كل بقعة حاول العدو الوصول إليها.وتم طرده منها..... لشهداؤنا كل واحد منهم قصة بطولية وصوّلة رجولية .. كانت عنواناً لمجد تشوّق إليه الأردنيين وتعطّشت إليه الأرض فارتوت بنجعيهم الزكي الطاهر .....
تسعة وثمانون شهيداً من خيرة الخيرة في قواتنا المسلحة الباسلة قدمت صوراً مشرّفة من البطولة والفداء والتضحية والإيثار ليبقى الوطن عصي على الأعداء... فأعطوا وأجزلوا العطاء ..... وجادوا بما لم يجود به غيرهم فكانت عطاياهم التي صنعتها إرادتهم من أجمل العطايا وأروع الهدايا قدمت في يوم تاريخي ومفصلي من أيام الوطن حيث كان يوم الحادي والعشرين من اذار ... آذار الخير والكرامة كان يوماً مفعماً بالأمل بتحقيق النصر على يد نشامى الجيش العربي الأردني الباسل .
هؤلاء الأبطال هم من خاطبهم قائد المعركة المغفور له الحسين بن طلال بعد يوم واحد من تحقيق النصر بعد أن وضعت المعركة أوزارها فقال : ( أحييكم تحية أكبار لا تقف عند حد وتقديراً لا يعرف نهاية وأبعث مثلها إلي أهلي من ذوي الأبطال منكم وأولئك الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن أهدوا إلي بلدهم وأمتهم أنبل هدية وأعطوا وطنهم وعروبتهم أجزل العطاء...)
رحم الله شهداء الكرامة واسكنهم في الفردوس الاعلى.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/21 الساعة 21:21