'التجويع'.. سلاح الجبناء

د. عبدالحكيم القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/21 الساعة 11:49
لم تقف آلة الحرب العسكرية الاسرائيلية في عدوانها الغاشم على الاشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة عند حد استخدام أعتى وأخطر أنواع الاسلحة تدميراً واجراماً بل تعدى ذلك الى انتهاج اسلحة خبيثة تستهدف المدنيين في قطاع غزة وعلى رأسها سلاح "التجويع" المحظور في القوانين والاعراف والمواثيق الدولية.
ما يحدث في قطاع غزة كارثة انسانية بكل المعاني وبكل التفاصيل المريرة فلم تعد غزة مكان قابل للحياة ولم يعد من فيها يملك أدنى أمل بالعيش أو الحياة في ظل هذا العنف المفرط والمجازر اليومية التي ترتكب بحق الغزيين ناهيك عن قطع كل سبل الحياة واساسياتها عن سبق اصرار وتعمد ما يجسد قول الشاعر "من لم يمت بالسيف مات بغيره".المتتبع للاحداث يجد أن دولة الاحتلال انتهجت وتعمدت قطع الطريق على ايصال المساعدات الاغاثية والطبية والغذائية للغزيين إذ رفضوا منذ البداية ادخال المساعدات وعندما وافقوا تحت وطأة الضغوط وضعوا كل ما من شأنه اعاقة وعرقلة وصولها وصدوا كل المحاولات المطالبة بضرورة استدامتها وكفايتها غير آبهين بما يواجهه الغزيين من ظروف قاسية .باعتراف كافة المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بالصعيد الانساني والحقوقي والغذائي أقرت وبوضوح بمواجه الغزيين للمجاعة والتي تزداد مخاطرها يوما بعد يوم في ظل قطع وعرقلة ممنهجة لوصول المساعدات بشكل مستدام وكاف ليتوائم مع حجم الكارثة الانسانية،بل على العكس النتيجة أن ما يربو على نصف مليون غزي يواجهون خطر المجاعة.كل هذه التفاصيل تؤكد وبقوة ان دولة الاحتلال تتعمد خلق مثل هذه الظروف الاستثنائية والقاهرة ليعيشها اهل غزة في اطار التضييق عليهم وعلى المقاومة في سياق تنفيذ غايات واجندات خبيثة مرحلية ومستقبلية فكل ذلك ترجم انتهاج الة الحرب الاسرائيلية لسلاح التجويع بصورة لا اخلاقية ضد المدنيين العزل من الاطفال والنساء .وتمنع الأمم المتحدة استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، بعد قرار من مجلس الأمن صادر عام 2018، وتعتبر ذلك جريمة حرب وبالتوازي فإن تجويع المدنيين أثناء النزاعات المسلحة يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني،إذ تحظر القوانين الدولية التجويع المتعمد للمدنيين سواء من خلال فرض الحصار أو تدمير المحاصيل أو منع وصول المساعدات الإنسانية،وهذا ما تقوم به دولة الاحتلال حرفياً.وبالعودة الى تفاصيل وحيثيات الاحداث الجاربة في غزة منذ بدء العدوان يلتقط تركيز العقل العسكري الاسرائيلي على اهمية وجوهرية عدم ايصال المساعدات بشتى اشكالها وانواعها الى اهل القطاع وصولا لزيادة هول وحجم الكارثة الانسانية في القطاع وتبعاتها الخطيرة على أهله.خلاصة القول ،، غزة واهلها يعيشون المجاعة التي تضطرد مخاطرها وتبعاتها يوما بعد يوم ودولة الاحتلال تستخدم التجويع كسلاح خبيث في اطار الضغط على اهل غزة بشكل لا انساني ولا اخلاقي وترفضه الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين والاعراف الدولية ،ما يتطلب من المجتمع الدولي ان ينفض غبار التخاذل والانتقائية والازدواجية ويتحمل مسؤولياته تجاه هول ما يجري. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/21 الساعة 11:49