ما الذي يحدث في 'التلفزيون'؟

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/20 الساعة 06:20

لا اخفيكم مدى اندهاشي من حالة التطور التي بتنا نشهدها في التلفزيون الاردني، فعلى ما يبدو ان قيادة هذا الصرح قررت ومنذ عامين الخروج من عباءة الكلاسيكية التي كدنا ان نعتاد عليها بالسابق، فما نشاهده من باقة برامجية متنوعة وطفرة في السوشال ميديا تبين ان روح المنافسة والتصدر باتت نهجا للمؤسسة، فماذا تغير؟.

منذ العام الماضي ونحن نشهد جملة من التغيرات الملموسة في البرامج وتطويرها، والاهم ان التلفزيون قرر الالتحاق بركب التطور التكنولوجي عبر الاستخدام الامثل لوسائل التواصل والقنوات المختلفة مستغلا ما لديه من ارشيف فني وسياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي ضخم ونادر، لتبدأ منصاته تتصدر وتتفوق على نظيرتها في المؤسسات التلفزيونية المنافسة محليا واقليميا، وبالتزامن مع باقة برامجية واذاعية مواكبة لكل التطورات بهذا المجال.
اكثر ما لفت نظري ولربما ملايين المتابعين لهذا التطور تكمن بالتغطية المميزة التي قام بها التلفزيون الاردني للعدوان على غزة، فوضع نفسه منافسا بالتغطية اولا باول وبالتحليل ونقل الاحداث وكشف وتعرية الحقيقة ورواية التضليل التي قادها الاعلام الصهيوني، دون ان يغفل عن اداء واجبه داخليا متابعا لكافة الاحداث في مختلف مناطق ومؤسسات المملكة، معتمدا على كوادر مميزة ومؤهلة وذات اطلالة مشرقة.
لا احد ينكر ان «التلفزيون الاردني» قد عانى من كبوة خلال السنوات الماضية، غير ان ما يحدث حاليا وبكل تأكيد سيساهم في اعادته الى مكانته الحقيقية التي يشهد عليها الشرق الاوسط عندما كان منصة من لا منصة له ومنبرا لمن لا منبر، فكان سباقا في كل شيء سياسيا واجتماعيا وثقافيا ومسرحيا واقتصاديا، فكم من فنان كانت بدايته عبر شاشتنا الوطنية وكم من مذيع واعلامي صدرته الى الاعلام العالمي.
حاليا وانت تتابع «التلفزيون الاردني» في رمضان تجد ايقونة من البرامج المتناغمة ذات الرسالة الهادفة التي تخاطب كافة فئات المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودينيا وترفيهيا وبجهود جبارة استطاعت ان تتغلب على كافة التحديات والمعيقات والتراكميات السابقة ماليا واداريا لربما، وهذا يتضح من خلال تقديم برامج ودراما ومسابقات واعمال بدوية ووطنية.
اليوم لدينا في الاردن اكثر من قناة تلفزونية «التلفزيون الاردني والمملكة ورؤيا» وجميعها تتنافس على اظهار المملكة بافضل صورها وتسعى الى مراقبة الاحداث ومتابعتها وفق ما يخدم المصلحة الوطنية ولهذا نجد ان التنافسية فيما بينها تساهم وبشكل مستمر في تطورهم بشكل لافت وما جعلها اليوم مرجعا للاردنيين في نقل الحقيقة.
بالمختصر، التلفزيون الاردني انموذج يجب ان يتخذ بالتطور للخروج من عباءة الكلاسيكية ومغادرة اشكال التقليدية والبيروقرطية، ودليل واضح على ان وضع"الرجل المناسب"بالمكان المناسب سبيلنا لتطوير منظومتنا الادارية وتطبيق «التحديث الاداري» بشكله الصحيح.. نعم ادعموا التلفزيون ففيه ما يستحق ان يدعم فهو عين الوطن ولسانه الفصيح.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/20 الساعة 06:20