جودة يكتب: قضية اجتماعية.. حدث بصالون حلاقة في العاصمة عمان

محمد جودة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/19 الساعة 21:45
حتى نستطيع ان نصل بالوطن الى المستوى الذي يتطلع له الدكتور محمد الفرجات والمهندس رائد الصعوب وكل أعضاء منتدى الابتكار والتنمية يجب ان تكون لدينا بنية تحتية ثقافية على استعداد بدفع المهمة الى الامام وليس جرها الى الخلف كلما حاول مثقف او خبير متنور او حتى نشيط ان يدفع بها الى الامام..وسوف اكتب عن عادات وممارسات يومية للبعض تعطل عجلة التقدم وتسبب للمواطن الكثير من الانزعاجات التي هو بغنى عنها وتجر عجلة التطور في البلاد الى الوراء.اشياء بديهية وبسيطة ابدأ بها اليوم فقد عدت الى الوطن ومكثت ما يزيد عن شهرين والنتيجة ان طال شعر رأسي وحان الوقت ان اذهب الى صالون الحلاقة لتقصيره. فسألت قالوا يوجد صالون جديد مدار من شباب فتوجهت له و صففت سيارتي بالقرب منه, اتجهت إلى الصالون فلمحت "مشرت صغيرا" عليه مناشف مبلولة منشورة خارج الصالون ..دخلت المحل وسلمت وجلست على كرسي الحلاقة.. وبرزت عيناي من جوفيهما على ما رأيت امامي فنظرت اتأكد مما رأيت .. فرشاة شعر مليئة بالشعر وبالقشرة ووسخة على اقل وصف ممكن ومشط كذلك و غبرة على الرف الموضوعة عليه الادوات اللازمة.. فنظرت الى الشاب الحلاق وسألته.. الا تغسل وتعقم الادوات؟ اليس لديك جهاز تعقيم؟ فأجابني بثقة لا طبعا هو انا لازم اغسل الادوات من ورى كل زبون؟ منخلصش؟ وكان يمسك بيديه منشفة مستعملة اكل الدهر عليها يريد لفها علي فنهضت وقلت له سلامات عمي وعدت الى منزلي وكلي عجب وتساؤل عما يحدث ..كانت لدي من احد اعمالي في ايطاليا شركة تجهيز وفرش صالونات الحلاقة والكوافير والتجميل وكانت تعمل في الخليج وعلى مدى الاعوام فرشت اكثر من الفي 2000 صالون وكان من ضمن الفرش لكل منها جهاز تعقيم بسيط ورخيص يعمل بواسطة النيون القاتل للجراثيم توضع به الادوات لتعقيمها وشبه علبة يوضع بها الكحول الخلص وتترك بها الادوات ليلا لتعقيمها ايضا وامشاط بلاستيكية للاستعمال مرة واحدة ومناشف وملاحف وحيدة الاستعمال تستعمل مرة واحدة وهي من نسيج شبه ورقي من السيليلوز القابل للتحلل في البيئة ولا تستغربوا كلها رخيصة جدا ولا تزيد تكلفة الحلاقة كثيرا ولكنها تابعة للقانون وحسب المواصفات الايطالية والتي أصبحت اووبية فيما بعد. وكان زبائن الخليج الموزعين يطلبون كل شيء حسب نصائحنا التي تنبع من المواصفات الاوروبية لكل شيء وكنا من ضمن الاجهزة نعطي سشوار مجفف شعر مكفول 10 سنوات لا يسخن حتى لو استعمل طول النهار ولا يسبب اي مشاكل للعامل او للزبون. وانا كان ولا زال لدي حلاق في موقع سكني احلق عنده من 40 سنة فأصبحنا اصدقاء وكبرنا معا ولم اذكر يوما ان قص شعري قبل ان يغسله جيدا لان هذا هو المتبع هناك وكانت عملية تنظيف وتعقيم كل كرسي ومكان العمل والادوات بعد الانتهاء من الزبون روتينية تدربوا عليها وعليهم كونترول ومراقبة سواء من القسم المسؤول في الصحة و من حماية المستهلك.اين نحن من كل هذا؟!انا اضع علامة تعجب دائما بعد علامة الاستفهام لان المشكلة حلها من اسهل ما يمكن واتعجب لماذا لا يوجد احد يهتم بمثل هذه الامور لانني اعتبرها افة في المجتمع ممكن ان تكون السبب في انتشار العديد من الامراض نحن في غنى عنها.الادوات موجودة عند الموزعين في الاردن ولكن لا قليل يقتنيها لان ثقافة (صالونك كبيتك) غير موجودة عند الاكثرية.صحيح ان هناك صالونات تهتم بكل هذا وهي قمة في النظافة واتباع احدث الوسائل ولكنها قليلة جدا وانا اتكلم عن الاغلبية وهنا يأتي الدور على معاهد تعليم الكوادر العاملة في هذه المهنة, على المدارس المهنية, على حماية المستهلك وعلى وزارة الصحة.على فكرة سافرت على ايطاليا على "ريان اير" واخذت موعدا مع حلاقي.. اما الان وقد الغوا الرحلات الى اوروبا ... بفكر احلق لحالي .. والله يستر.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/19 الساعة 21:45