أدب المخاطبة.. ماذا قال صبري ربيحات لأخيه بعد بلوغه 90 عاما

د. صبري ربيحات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/10 الساعة 12:49

الى اخي الاكبر..(بمناسبة بلوغه التسعين عاما )

الى الاخ الغالي ابن جبال الطفيلة وقراها وابن عمان التي عاصرت نموها وتطورها منذ كنت يافعا وعندما التحقت بالحرس الوطني واصبحت واحدا من الرجالات الذين ضرب المثل في جنديتهم المنضبطة وعملهم الشرطي الاحترافي ..
اخي الاعز لقد كنت الرجل الذي لم يخفر ذمة ولم يستهن بواجب صاحب قلب محب ونفس طيبة زكية .. فلا شيء يسعدك اكثر من الترحيب بالضيوف وجمع الاحبة ... فاجمل المناسبات هي التي تلتقي فيها الناس وترحب بهم ..فلمثلها تبتهج وفي غيابها يتسلل اليك الضجر ...كنت وستبقى المثل لنا في طاعة الوالدين واحترام الكبار والوفاء للاسرة .
ابا سامي لا زلت كما انت منارة خلق ومباديء...تعطي للجميع وتعف عند المغنم.. على خطى والدنا المرحوم ابو ماجد ملتزما بالقيم النبيلة محبا لاسرتك نصيرا لما هو حق....كنت ولم تزل بيتنا الوارف الظلال... تمثل كل ما في الماضي من خير وفضيلة وجمال لتبعثه في حاضرنا من غير ان تقول لنا شيئا او تحاول الحث او التلقين فالكل يحبك ويحب ان يؤدي ما تحب ويقدر ما انت عليه.
اخي المحترم كل عام وانت الحكمة والونس والطيبة...كل عام وانت عبق الماضي ورائحة الربيع وطيب الاهل وحارس ذاكرتنا الأسرية.
صحيح .. لقد كان ببالي أن أقول لك ان القرب منك مريح ويبعث في النفس الهدوء ويبعث الطمأنينة فأنت تتقن فن الصمت العذب و تمارسه بنظراتك التي تحمل كل فنون التعبير....
ستبقى اكثر الرجال الذين عرفتهم اناقة حتى وانت تدخل التسعين...وستبقى من اقل الناس الذين عرفتهم ارتكابا للزلات والخطايا...
لا تغيب عن مخيلتي صورتك وانت تتحفز للنهوض عند شعورك بأن أحدنا قد تأخر في تقديم واجب الضيافة و لا يمكن أن انسى كيف تتجدد فيك الطاقة عندما يحل الضيوف على بيتك فتصر على ان تكون المضيف حتى لو كان أبناءك هم الزوار...
لو تعرف كم انا فخور بك و بانك اخي الاكبر الانيق الذي لا يحب الثرثرة ويميز بغرائزه الأشياء ويحرص على جبر الخواطر بالايماءات والنظرات لا بالحديث والزهور.....كل عام وانت الخير والحب والفرح
  • مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/10 الساعة 12:49