أكلت يوم أكل الثور الأبيض!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/09 الساعة 11:35
كانت قضية فلسطين هي البداية وهي اخطر ما حدث في تاريخ هذه الامة على الاطلاق كنا مقصرين في حقها ولم ندافع عنها حق دفاع فابتلعتها افواه الصهاينة لقمة سائغة بلا رادع ولم نرَ او نسمع سوى رايات الاستنكار ورفع الشعارات الفارغة من مضمونها وكلمات جوفاء تلقى في ماتم اغتصابها وثورات حمقاء لم تصل الى هدف واضح بل منازعات وفوضى داخلية ادت الى ضياع القضية بمعاهدات واتفاقات وهمية وكانت (ضحك على اللحى) ومادب على طاولات اللئام.. وهكذا تكالبت علينا الامم كما تتكالب الاكلة الى قصعتها وهل نحن من قليل ...لا ...بل كثير ولكنا غثاء كغثاء السيل،ولذا حق علينا الهوان والذل والمسكنة وان كنا تعيش في دول الاستقلال وفي سمائنا ترفرف الاعلام بالوانها البراقة تبشر بمزيد من الفرقة والتمزق، والحقيقة المجردة التي تخفي على البعض اننا اكلنا عندما اكل الثور الابيض، وحقيقة اخرى لا ادري ان كنا نجهلها وتتلخص بهذا المثل الذي ينطبق على واقعنا ان (من يحضر السوق يتسوق ) ونحن لم يكن لدينا وجود في سوق ( سايكس بيكو ) , ولا في (مؤتمر مالطا)، او يالطا، او حتى مؤتمر درب التبانة الذي عفد في المريخ , فتفرقنا وتناولتنا ايدي واهواء الاستعمار تركلنا ذات اليمين وذات الشمال , وهذا موالي وهذا معادي واصبحتا شيعا واحزابا وكل مغلق بابه عليه وشعاره ( حايد عن ظهري بسيطة). واصبحنا ننشد الحد الادنى من الامن والقوت ونحن اهل الثروات والمنعة وبعد ان ابتلينا بما يسمى بالربيع العربي الذي زعزع البلاد وفرق العباد وجعل اهلها لاجئين في دول الشتات او مشردين في اوطانهم لاارض تاؤيهم ولا سماء تغطيهم , واصبحت هذه الامة بلا هوية وعرضة لنزعات التقسيم والتفتيت من الداخل قبل ان تكون من الخارج كالفريسة تاكل بعضها بعض وتحارب ذاتها لانها لم تجد من تحاربه في الخارج لان العدو اصبح صديقا ولو كان مغتصبا لارضها , ولم تعد العراق عراق بل اعراق , وليبيا على ابواب التقسيم واليمن على ابواب التفتيت , والذي يجري في سوريا تدمير ممنهج وليس مجرد حماية لنظام مستبد , هذا عدا عن النزاعات الداخلية العربية التي لن تبقي ولن تذر والذي لا يهدد كياناتها فقط بل يهدد وجودها بالكامل.
نعم كنتم خير امة اخرجت للناس , ولكن هل هذا يعكس واقعنا الحالي ... لا بل نجد الفارق الشاسع بين النقيضين بين امة قهرت قديما اقوى دولتين الفرس والروم وارتفعت راياتها لتصل اعنان السماء , وبين امة اصبحت في مؤخرة الامم , في عالم تتسابق فيه الدول في التصنيع والتكنولوجيا والعلوم والحضارة , ونحن نختلف باي رجل ندخل الحمام , امة ضحكت من جهلها الامم ولم يعد لها منبربين الامم لا للسيف ولا للقلم .
  • لب
  • مال
  • عرب
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/09 الساعة 11:35