طائراتنا تنزل ما هو اهم من 'المساعدات'

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/07 الساعة 07:48

قصيرو النظر والمحبطون يحاولون من خلال تعليقاتهم وبوستاتهم التقليل من قيمة الانزالات الجوية التي تقوم بها طائراتنا على غزة، فيقولون انها لا تكفي حاجة اهل غزة ولا تسد جوعهم وتهبط بالبحر، بينما يجهلون او يتجاهلون"القيمة المعنوية"للانزال الاردني وتأثيره على معنويات «الغزاويين» انفسهم، فماذا تنزل طائراتنا عليهم غير المساعدات ؟.

الفرحة التي تلتقطها كاميرات الهواتف النقالة للغزاويين اطفالا وشبابا وحرائر النساء وبعيدا عن حالة التشكيك ممن لم يقدموا لغزة سوى التنظير واياديهم بالماء وليست بالنار تبين وبوضوح ان طائراتنا لم تنزل عليهم فقط المساعدات، بل ارسلت باقة من الامل والنصرة والصمود ومقاومة التهجير خصوصا بالمناطق الشمالية من غزة، وكما تبين مدى فرحتهم رغم كل ما يحدث لهم بوجود اخ وشقيق ينصرهم لم ولن يتركهم قيد انملة.
ابناء غزة الصامدون يقدرون للاردن هذه المحاولات لمعرفتهم بقدرتنا وامكانياتنا، وبأن قضيتهم هي نفسها قضيتنا، بعكس بعض من المشككين والمزاودين الذين يحملوننا وحدنا مالا نطيق لمعرفتهم بامكانياتا التي لم نوفر منها اي جهد معنويا وماليا وسياسيا الا واستخدمناها منذ بدء العدوان، وتجدهم يغضبون كلما خرج فيديو لطفل او شاب او شيخ من غزة يمتدح موقفنا ونصرتنا لهم.
نعلم ان ما نرسله من انزالات جوية لا يكفي كل من هم هناك وهو اقل الواجب غير انه الحد الاقصى المسموح لنا، فالاردن يبذل كل ما يستطيع وفق ما يحكمه المنطق والعقلانية والواقع لوقف العدوان وكما انه لم يوفر اي شيء الا وقام فيه من تجميد كامل لكافة الاتفاقيات وطرد السفير واغلاق السفارة ووقف كافة الاتفاقيات، وبذل جهود دبلوماسية جبارة لتغيير الرأي العام العالمي، واول من كسر حصار غزة برا وجوا وقريبا بحرا، وهو حاليا من يشحذ همم العالم لمساعدة غزة وايصال المساعدات اليها.
نفذ سلاح الجو الملكي اكبر عملية انزال مساعدات مشتركة اردنية امركية مصرية ومن خلال 8 طائرات نقل ضخمة، غير ان اهم ما جذبني بهذه الانزالات تحديدا ان اطفال غزة قد اعتادوا اصوات محركات طائراتنا ويميزونها عن طائرات الاحتلال التي ترمي عليهم الموت، وكما انهم باتوا ينتظرون طائراتنا ويلوحون لها وكأنها ترسل لهم الامل وتدعم صمودهم وبقاءهم وتكسر حصارهم.
بالمختصر، من يختزل انزالتنا الجوية بالمساعدات فقط هو قاصر نظر ويجهل بقية المعاني التي تسطرها اصوات محركات طائراتنا وتترجمها عيون اطفال وشباب وحرائر غزة فرحا وطمأنينة واملا وصمودا، والاهم انها أكدت لهم بما لايحتمل الشك ان هناك من يزال يقف لصفهم لتمكينهم من مقاومة عدو باتت هزيمته قريبة، ولهذا سنستمر بالوقوف معهم واجبا بلا منة او جميل ولا ننتظر حمدا او شكرا او ثناء من احد ولا نلتفت للمشككين والمحبطين والمزاودين.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/07 الساعة 07:48