إلى العربي الرسمي: المقاومة لن تهزم.. نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة يكتب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/06 الساعة 17:35
من يعتقد من "الرسمي العربي" أن المقاومة في قطاع غزة ستهزم وتكسر فكرتها وتتلاشى، فهو منفصل عن الواقع؛ لم يقرأ تاريخ المقاومات، ولا التحولات التاريخية الراهنة.
والحقيقية، إن مشكلة الرسمي العربي أنه يقرأ ما يحدث الآن بعيون أميركية إسرائيلية، ويظن أنه بذلك يحقق مصالحه الضيقة دون أن يتحسب لتصادم ذلك مع رؤية الشعوب وما تريده.بهذا المنطق المعتل، فالرسمي العربي يفخخ نفسه؛ أولًا: بانفصاله عن الشعوب والقطيعة مع توجهاتها ورغباتها. وثانيًا: بمراهنته على شبكة حماية أميركية إسرائيلية أثبت التاريخ زيفها.هل فات الأوان..؟لا، ليس بعد، بإمكان الرسمي العربي إحداث استدارة كبرى الآن، ينحاز فيها إلى عروبته وإلى وجوده، وأن يتخذ مواقف جوهرية حاسمة وحازمة، تضع حدًا للإجرام بحق قطاع غزة.بمثل هذه الاستدارة يحمي الرسمي العربي نفسه، ويرمم شرعية وجوده ومشروعيته قبل أن تتآكل ومن ثم تتلاشى كليًا، ولهذا حتمًا ما بعده.فالأمر لا يحتاج كبيرَ عناءٍ من الرسمي العربي كي يدرك الواقع، فهو فقط يحتاج إلى التدقيق في المعطيات التالية:أولًا: أن يلتقط مزاج الشعوب، وحجم الغضب الذي يعتمل في نفوسها، وفقدانها الثقة بمن يقودونها، وشعورها بالفجوة الهائلة بين ما تريده وبين ما يمارسه الرسمي العربي في الواقع.ثانيًا: أن يعي الرسمي العربي أن "إسرائيل" منيت بهزيمة استراتيجية تاريخية، لن تتمكن من محوها أو تعويضها مهما مارست من إجرام وإبادة جماعية لأبناء قطاع غزة.ثالثًا: أن أميركا ومن خلفها أوروبا وحتى قطاع من الإسرائيليين تتشكل لديهم قناعات، لكن مسكوت عنها، من أن "إسرائيل" ككيان وظيفي فقد مبررات وجوده، وأنه في طور التشظي والتآكل بعد أن فقد شعور الأمن وصورة الردع وأسباب الهيمنة.رابعًا: أن الغرب، أي أميركا وحلفاءها، ومع إدراكهم ما يواجهه الكيان من تحدٍّ وجودي سيستمرون بمحاولات إنقاذه بكل أشكال الدعم، وبإدامة السيطرة على قرار الرسمي العربي ليبقى يدور في إطار مقاربته، دون أي اعتبار لمخاطر ذلك على هذا الرسمي العربي.لكن الأهم مما سبق أعلاه من معطيات، على أهميتها، فأن المعطيات التالية أساسية ومفصلية في تكوين رؤية الرسمي العربي، إن أراد، أو امتلك إرادة، فهم جوهر الأشياء والوعي بها، ومن ثم أن يعدل مقاربته في سياق ترميم شرعيته ليحمي ذاته ووجوده.. وذلك يكون بـ:أولًا: أن يعي الرسمي العربي أن المقاومة في غزة لن تُهزم، ولن تختفي، وأنها قادرة على التكيف وإعادة إنتاج دورها بأشكال مختلفة بما يمكنها من الاستمرار ومواصلة المواجهة.ثانيًا: المقاومة، وإن حكمت قطاع غزة وأدارت شؤونه لسنوات طويلة، فهي لن تتمسك بذلك، وستلجأ مرة أخرى إلى إعادة تصميم وجودها ودورها في إطار المقاومة دون سواها، وسيكون لديها خيارات مقاومة متنوعة.ثالثًا: أياً كان من سيحكم غزة، لن يستطيع ولا بأي حال من الأحوال أن يتصرف في شؤونها كيفما شاء، لأن المقاومة وإن عدلت وبدلت استراتيجيتها، ستكون قادرة بطرق مختلفة على ضبط تصرفات وإجراءات من سيحكم القطاع.رابعًا: المقاومة تحظى بحاضنة اجتماعية في قطاع غزة، وحتى لو كان لأبناء القطاع ملاحظات على حكم هذه المقاومة للقطاع في سنوات سابقة، إلاّ أن ذلك لن يكون سببا في رفع الغطاء الشعبي والاجتماعي عنها.. فشعب غزة بطبعه مقاوم ويقدم تضحيات.خامسًا: "إسرائيل" بكل الإجرام الذي قارفته منذ خمسة أشهر، وبدعم وغطاء غربي واسعين، فشلت في تحقيق أهداف حربها؛ فلا هي قضت على المقاومة ولا حررت أسراها ولا هجّرت أبناء القطاع.. والغرب ذاته يقر بفشلها في ذلك.المعنى في ذلك أن أي رهان رسمي عربي على سحق المقاومة وكأنها كيان مادي فقط لا فكرة، هو رهان قاصر تمامًا عن فهم طبيعة المقاومات، ومقاومة غزة تحديدًا.والاعتقاد بأن مستقبل الرسمي العربي ووجوده مرتهن بتحالفاته مع أميركا و"إسرائيل" فهو رهان واعتقاد مختل، لا يعي أن أميركا تخلت عن حلفاء لها في "الربيع العربي"، و"إسرائيل" لديها مشروعها الكبير الذي تتجاوز حدوده فلسطين التاريخية.أي أن أميركا و"إسرائيل" لا تهتم بالرسمي العربي إلا بمقدار خدمته لمصالحهما، واستمرار خضوعه لهيمنتهما، بوصفهما المركز والدول العربية ليست أكثر من أطراف تدور في فلك هذا المركز.ما يجب أن يتنبه إليه الرسمي العربي أن "طوفان الأقصى" جاء بالتغيير لوجه المنطقة التي لن تبقى على حالها (...) ومن سيحمي الرسمي العربي شعوبه، لا أميركا ولا "إسرائيل".ومن يعتقد، أو دفع إلى الاعتقاد، بأن طابع المقاومة الإسلامي تهديد له فهو واهم، لأنه قادر على هضمه واستيعابه، أما خطر "إسرائيل" فهو غير قابل للهضم ولا الاستيعاب، فهو التهديد الوجودي الحقيقي للرسمي العربي..إجمالًا، من لا يقرأ التاريخ جيدًا ويعدل مساره سيبتلعه هذا التاريخ بأسوأ صورة..
والحقيقية، إن مشكلة الرسمي العربي أنه يقرأ ما يحدث الآن بعيون أميركية إسرائيلية، ويظن أنه بذلك يحقق مصالحه الضيقة دون أن يتحسب لتصادم ذلك مع رؤية الشعوب وما تريده.بهذا المنطق المعتل، فالرسمي العربي يفخخ نفسه؛ أولًا: بانفصاله عن الشعوب والقطيعة مع توجهاتها ورغباتها. وثانيًا: بمراهنته على شبكة حماية أميركية إسرائيلية أثبت التاريخ زيفها.هل فات الأوان..؟لا، ليس بعد، بإمكان الرسمي العربي إحداث استدارة كبرى الآن، ينحاز فيها إلى عروبته وإلى وجوده، وأن يتخذ مواقف جوهرية حاسمة وحازمة، تضع حدًا للإجرام بحق قطاع غزة.بمثل هذه الاستدارة يحمي الرسمي العربي نفسه، ويرمم شرعية وجوده ومشروعيته قبل أن تتآكل ومن ثم تتلاشى كليًا، ولهذا حتمًا ما بعده.فالأمر لا يحتاج كبيرَ عناءٍ من الرسمي العربي كي يدرك الواقع، فهو فقط يحتاج إلى التدقيق في المعطيات التالية:أولًا: أن يلتقط مزاج الشعوب، وحجم الغضب الذي يعتمل في نفوسها، وفقدانها الثقة بمن يقودونها، وشعورها بالفجوة الهائلة بين ما تريده وبين ما يمارسه الرسمي العربي في الواقع.ثانيًا: أن يعي الرسمي العربي أن "إسرائيل" منيت بهزيمة استراتيجية تاريخية، لن تتمكن من محوها أو تعويضها مهما مارست من إجرام وإبادة جماعية لأبناء قطاع غزة.ثالثًا: أن أميركا ومن خلفها أوروبا وحتى قطاع من الإسرائيليين تتشكل لديهم قناعات، لكن مسكوت عنها، من أن "إسرائيل" ككيان وظيفي فقد مبررات وجوده، وأنه في طور التشظي والتآكل بعد أن فقد شعور الأمن وصورة الردع وأسباب الهيمنة.رابعًا: أن الغرب، أي أميركا وحلفاءها، ومع إدراكهم ما يواجهه الكيان من تحدٍّ وجودي سيستمرون بمحاولات إنقاذه بكل أشكال الدعم، وبإدامة السيطرة على قرار الرسمي العربي ليبقى يدور في إطار مقاربته، دون أي اعتبار لمخاطر ذلك على هذا الرسمي العربي.لكن الأهم مما سبق أعلاه من معطيات، على أهميتها، فأن المعطيات التالية أساسية ومفصلية في تكوين رؤية الرسمي العربي، إن أراد، أو امتلك إرادة، فهم جوهر الأشياء والوعي بها، ومن ثم أن يعدل مقاربته في سياق ترميم شرعيته ليحمي ذاته ووجوده.. وذلك يكون بـ:أولًا: أن يعي الرسمي العربي أن المقاومة في غزة لن تُهزم، ولن تختفي، وأنها قادرة على التكيف وإعادة إنتاج دورها بأشكال مختلفة بما يمكنها من الاستمرار ومواصلة المواجهة.ثانيًا: المقاومة، وإن حكمت قطاع غزة وأدارت شؤونه لسنوات طويلة، فهي لن تتمسك بذلك، وستلجأ مرة أخرى إلى إعادة تصميم وجودها ودورها في إطار المقاومة دون سواها، وسيكون لديها خيارات مقاومة متنوعة.ثالثًا: أياً كان من سيحكم غزة، لن يستطيع ولا بأي حال من الأحوال أن يتصرف في شؤونها كيفما شاء، لأن المقاومة وإن عدلت وبدلت استراتيجيتها، ستكون قادرة بطرق مختلفة على ضبط تصرفات وإجراءات من سيحكم القطاع.رابعًا: المقاومة تحظى بحاضنة اجتماعية في قطاع غزة، وحتى لو كان لأبناء القطاع ملاحظات على حكم هذه المقاومة للقطاع في سنوات سابقة، إلاّ أن ذلك لن يكون سببا في رفع الغطاء الشعبي والاجتماعي عنها.. فشعب غزة بطبعه مقاوم ويقدم تضحيات.خامسًا: "إسرائيل" بكل الإجرام الذي قارفته منذ خمسة أشهر، وبدعم وغطاء غربي واسعين، فشلت في تحقيق أهداف حربها؛ فلا هي قضت على المقاومة ولا حررت أسراها ولا هجّرت أبناء القطاع.. والغرب ذاته يقر بفشلها في ذلك.المعنى في ذلك أن أي رهان رسمي عربي على سحق المقاومة وكأنها كيان مادي فقط لا فكرة، هو رهان قاصر تمامًا عن فهم طبيعة المقاومات، ومقاومة غزة تحديدًا.والاعتقاد بأن مستقبل الرسمي العربي ووجوده مرتهن بتحالفاته مع أميركا و"إسرائيل" فهو رهان واعتقاد مختل، لا يعي أن أميركا تخلت عن حلفاء لها في "الربيع العربي"، و"إسرائيل" لديها مشروعها الكبير الذي تتجاوز حدوده فلسطين التاريخية.أي أن أميركا و"إسرائيل" لا تهتم بالرسمي العربي إلا بمقدار خدمته لمصالحهما، واستمرار خضوعه لهيمنتهما، بوصفهما المركز والدول العربية ليست أكثر من أطراف تدور في فلك هذا المركز.ما يجب أن يتنبه إليه الرسمي العربي أن "طوفان الأقصى" جاء بالتغيير لوجه المنطقة التي لن تبقى على حالها (...) ومن سيحمي الرسمي العربي شعوبه، لا أميركا ولا "إسرائيل".ومن يعتقد، أو دفع إلى الاعتقاد، بأن طابع المقاومة الإسلامي تهديد له فهو واهم، لأنه قادر على هضمه واستيعابه، أما خطر "إسرائيل" فهو غير قابل للهضم ولا الاستيعاب، فهو التهديد الوجودي الحقيقي للرسمي العربي..إجمالًا، من لا يقرأ التاريخ جيدًا ويعدل مساره سيبتلعه هذا التاريخ بأسوأ صورة..
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/06 الساعة 17:35