عشرة آلاف اردني: منذ خمسة أشهر بلا رواتب

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/06 الساعة 01:02

شهدت معدلات البطالة انخفاضا خلال العام الماضي وبنسب ملموسة جراء تعافي الاقتصاد وتحقيقه معدلات نمو، غير ان «المقاطعة» وتراجع السياحة أعادا نسبها للارتفاع وبنسب اعلى وستظهر قريبا بعد ان فقد 10 آلاف اردني وظائفهم والحبل على الجرار وحالهم يقول"بأي حال عدت يا رمضان» فما بديلهم بعد ان اغلقت الابواب بوجوههم؟!

بعض من تأتيهم دخول شهرية ثابتة ومن لديهم مصالح تجارية وصناعية ؛ أو بالعامية «مين اياديهم بالماء وليست بالنار» لا يقلقون بهؤلاء المسرحين ولا يهكلون همّ من فقد عمله او قطع رزقه.. فقد صدقوا وانجروا وراء التدليس والمزاودة وأراجيف بعض المستفيدين من المقاطعة وتحديدا من المنافسين، معتقدين أن هذا التصرف يخدم القضية الفلسطينية وأهلنا في غزة ويضغطون من خلاله على الاحتلال وداعميه وهذا ليس صحيحا على الاطلاق.
الغريب في الموضوع ان بعض المؤيدين للمقاطعة التي تضر بوطنهم وأبنائه اقتصاديا يغفلون عن ان هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل وغابت عنهم الدخول الشهرية لاكثر من خمسة شهور لا يجدون ما يأكلونه، فبعض من الانانية والمزاودة جعلتنا نطلق النار على اقدامنا من اجل سراب ووهم يحاول فيه البعض تسويق شعار ابسط الايمان.
قد يأتي أحد ويقول ان المقاطعة رفعت الطلب على المنتج المحلي، غير انه لا يعترف بأعداد من تم تشغيلهم في المصانع المحلية في خمسة شهور، والفرق هنا ان بعضها بدلا من ان يشغل زاد ساعات العمل للعاملين لديه ببساطة، وهنا لست ضد الصناعة المحلية على الاطلاق، غير انني لست مع مقاطعة العلامات التجارية فهي ايضا استثمارات محلية فالمستثمر فيها اردني ويشغل اردنيين، فكيف اكون مع هذا ضد هذا من ابناء بلدي.
هنا تخيلوا بان ما يزيد على 10 الاف اردني ممن كانوا يعملون بالعلامات المقاطعة حاليا لا يجدون مصروف يومهم؛ ولربما قريبا لن يستطيعوا ان يوفروا ابسط احتياجات الشهر الكريم، والمحزن ان بعضهم بات مهددا بالسجن والحجز على أملاكهم لعجزهم عن سداد التزاماتهم من قروض وسلف كانوا قد اقترضوها لاجل استكمال حياتهم دون اي حساب لهذه الايام، فمن يقبل ومن يتمنى ان يحدث معه او مع احد اقاربه ذلك.
للاسف تأثير المقاطعة لم يتجاوز حدودنا مع احترامي للمقاطعين، فمن تضرر اقتصادنا وابناؤنا ممن سرحوا ولا يجدون الان قوت يومهم، فالمستثمرون لديهم القدرة على تحمل كل شيء باستثناء تحملهم لمن لا يعمل وليس لديه عمل لتراجع المبيعات.
بالمختصر، انا هنا لا اقنع احدا بانهاء المقاطعة او ما يسمى الاستغناء، بقدر ما ادعوهم الى الصمت وعدم التحريض وتحديدا ممن يستفيد من المنافسين الذي لم يوفوا بوعودهم بتشغيل هؤلاء المسرحين لديهم، فهناك بيوت تخرب وارزاق تقطع وانا لن اشارك بها ولن أكون قاطعا لأرزاق احد من بني جلدتي لمجرد وهم وسراب.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/06 الساعة 01:02