التل يكتب: صندوق عربي للإغاثة

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/04 الساعة 21:41
قدمت معركة طوفان الأقصى وماتلاها من عدوان اسرائيلي غاشم على قطاع غزة، تحول إلى عملية إبادة جماعية لسكان القطاع، بالتزامن مع تشديد الحصار وكل أشكال التنكيل بابناء الضفة الغربية المحتلة، قدم ذلك كله أدلة قاطعة غير قابلة للشكيك على ان الغرب الرسمي بقضه وقضيضه منقاد قياد اعمى للرواية الصهيونية، ولتبرير كل جرائم كيانها المغتصب لفلسطين، ومن اخر صور هذا الانقياد الغربي الرسمي الاعمى، ان تغريدة من وزير خارجية الكيان الصهيوني حول ضرورة تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كانت كافية لكي تتسابق الدول الغربية للإعلان عن توقيف مساهماتها في تمويل هذه الوكالة، مما يعني تعميق المأسة الإنسانية التي يعيشها خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، ومما يعني ايضا المشاركة الغربية الفعلي في عملية الابادة الجماعية لأبناء فلسطين. هذا الحقيقة التي نعيشها صبح مساء اسقطت وتسقط ورقة التوت عن كل الشعارات الغربية الزائفة حول حقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتبين كذلك هشاشة العهود والمواثيق الدولية، التي ثبت انها لاتخدم الا الأقوياء، وتستخدم لتبرير عدوانهم على الشعوب المستضعفة، كما حدث في أكثر من بلد عربي ومسلم. وهي حقيقة مرة يجب أن تدفعنا الى العمل الجاد، الذي يحمينا كعرب، حتى لا تنطبق علينا الحكمة القائلة(اكلت يوم اكل الثور الأبيض )، المخطط الصهيوني الغربي لن يتوقف عن حدود فلسطين ان لم يتم ردعه، بعمل عربي مشترك يبدء بخطوة صغيرة تتمثل بتأسيس صندوق عربي لتمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأؤنروا ) لتحريرها من قبضة الابتزاز الغربي الصهيوني، ولحماية خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، قد يتحولون في اي لحظة إلى قنابل متفجرة في منطقة مشحونه بكل بكل صواعق الانفجار مما سيشكل خطرا على الأمن والاستقرار ليس على مستوى الإقليم فقط، بل على مستوى العالم فيندم البعض في وقت لا ينفع فيه الندم. الصندوق العربي المقترح هذا يمكن تحويله إلى صندوق اغاثة عربي، يقدم الدعم والعون لأي بلد عربي قد تقع فيه كارثة لاسمح الله، ومن الممكن تمويله من مساهمة كل دولة عربية في ميزانيته بشكل سنوي، ومن خلال فتح باب التبرغ له شعبيا من قبل الراغبين من أبناء أمتنا، ومن استثمار أموال هذا الصندوق في مشاريع استثمارية عربية، تؤسس لاقتصاد عربي متكامل.انشاء صندوق اغاثة عربي يبدء بمد يد العون للمحاصرين في غزة، وبتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قد يكون خطوة على طريق تغير مانحن فيه من سؤ الحال.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/04 الساعة 21:41