تحطيم اليمين الصهيوني حماية للأردن.. نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة يكتب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/02 الساعة 14:00
من حيث المبدأ، كل اليهودية الصهيونية خطرة على الأردن، وأشدها خطورة اليهودية اليمينية المتطرفة المتمثلة اليوم في بنيامين نتانياهو وحليفيه الأكثر تطرفًا إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وبدون تعامٍ أو تجاهل، فالحقيقة المتجلية تقول أن تصاعد اليمين الإسرائيلي في السنوات الأخيرة يشكل في جوهره تهديدًا وجوديًا حقيقيًا للأردن بوصفه، في الذهنية الصهيونية، وطنًا بديلا وساحة لتصفية القضية الفلسطينية.الأردن بالضروة لا بد وأنه متنبه لذلك ومتحسب له، ومدرك لخطر اليمين الصهيوني، وواعٍ لأدبياته ومرجعياته، ويعلم يقينًا أن الهدف الأعلى لهذا اليمين هو تحقيق "إسرائيل الكبرى" وأن ضم الضفة الغربية والقدس خطوته التأسيسية لذلك.وربما يدرك اليمين الصهيويني الحاكم في "إسرائيل" أن الفرصة الراهنة لتحقيق أهدافه لن تتكرر، ولن يتاح له إنفاذ هذا التصور الإجرامي لتحقيق هذه الأهداف في المستقبل، لذا؛ قد يصر على مواصلة إجرامه بما يفضي إلى تهجير أبناء غزة إلى مصر وأبناء الضفة إلى الأردن.ولهذا، فاليمين الذي يقوده بن غفير وسموتريتش، وفي سياق مشاريعه وأهدافه، لا يريد صفقة تبادل ولا هدنة، ولا يريد النظر إلى خصوصة شهر رمضان المبارك ويصر على تقييد الدخول إلى المسجد الأقصى، ويحجب أموال السلطة الفسطينية، ويسلح المستوطنين، ويضخم المستوطنات ويصادر الأراضي.أي أن هذا اليمين يريد أن يمضي في حربه وعدوانه وإجرامه في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس إلى النهاية، ولا يريد لشيء أن يوقفه حتى لو كانت أميركا وكل العالم خلفها.إذن، ما العمل..؟الجواب بكل بساطة، على الأردن أن يبني استراتيجية الاشتباك مع الوضع الراهن التي تقوم على تحطيم اليمين الإسرائيلي، وإخراجه من دائرة الحكم في الكيان، وتحويله إلى حالة هامشية طرفية غير حاسمة.هكذا فقط نحمي الأردن، ونبعد عنه التهديد الوجودي بإضعاف فكرة الوطن البديل وألّا يكون الأردن خيارًا لتصفية القضية الفلسطينية.وبمنتهى الصراحة والوضوح، المقاومة في قطاع غزة، أحببتَها أو كرهتَها، هي التي تُلجم هذه الأخطار عن الأردن ومصر، وعن الأمتين العربية والإسلامية، فهي رأس رمح حماية الأمن القومي أردنيًا ومصريًا وعربيًا وإسلاميًا.وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الأردن معنياً بأمور كثيرة، من بينها التالي:أولًا: تأمين صمود أبناء قطاع غزة على أرضهم بكل السبل لإفشال مشروع تهجيرهم إلى مصر، لأن هذا الصمود يعني آليًا صمود أبناء الضفة الغربية (خاصرة الأردن الرخوة) ومنع تهجيرهم إلى الأردن.ثانيًا: بالتوازي مع دعم صمود أبناء غزة والعمل على وقف العدوان ومباشرة الإعمار، لا بد من دعم صمود أبناء الضفة الغربية والقدس والتدخل بكل الطرق والوسائل لوقف اعتداءات الجيش والمستوطنين عليهم، والضغط لتمويل احتياجاتهم المالية والمعيشية.ثالثًا: التحرك بكل الاتجاهات لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والاستثمار في الموقف الأميركي والأوروبي بهذا الاتجاه والضغط لإنفاذه واجبار الكيان على ذلك.رابعًا: العمل على إحداث تصادم فعال ومؤثر بين أميركا وحكومة نتانياهو وحليفيه المتطرفين بن غفير وسموتريتش، وبيئة ذلك متوافرة، والدفع باتجاه انتخابات جديدة داخل الكيان، فأي انتخابات هناك من شأنها، إن لم تخرج هذا اليمين من الحكم، أن تحوله إلى يمين هامشي.خامسًا: إذا ما كان للأردن أي علاقات مع قوى "معتدلة" في "إسرائيل" فعليه أن يعمل على دفعها إلى تسريع إسقاط حكومة نتانياهو.سادسًا: يمكن استخدام كل أوراق الأردن السياسية وغير السياسية للضغط على الكيان وأميركا وصولًا إلى التهديد بإلغاء أو تجميد اتفاقية وادي عربة، وأي اتفاقيات أخرى، ووضع هذه الاتفاقيات في كفة، ووقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في كفة.إن هذه لحظة تاريخية فاصلة بالنسبة للأردن، لا يجوز فيها التراخي أو الوقوع تحت تأثير أي دولة مهما بلغ حجم وطبيعة العلاقة معها، فالحفاظ على الدولة الأردنية يتقدم على كل العلاقات والضغوطات مهما كانت.والأردن بلد قوي وقادر على هضم أي قوى داخلية تستثمر في المقاومة، لكنه لن يكون قادرًا أبدًا على هضم اليمين الصهيوني المتطرف ومشاريعه، فلا خطر من المقاومة، الذي هو أصلًا غير موجود، يوازي الخطر الصهيوني على الأردن ووجوده.كل ما نحتاجه هو تقييم أردني وطني خالص للحالة الراهنة، ومقاربة أردنية وطنية خالصة وتمتين الجبهة الداخلية للاشتباك مع الحالة، فهذه ضرورة وطنية ملحة حتى وإن كان ظهرُ الأردن مكشوفًا عربيًا وإسلاميًا.تقييم أردني وطني مدرك، والأهم، مقتنع بأن المقاومة كشفت عمق هشاشة الكيان الإسرائيلي وضعفه وارتباكه وتداعيه، ويعي تآكل صورة الردع وتهشم الدور الوظيفي لهذا الكيان وانهزامه وعجزه عن حماية نفسه وتحوله إلى عبء على الغرب.باختصار؛ قطاع غزة قلعة صمود تتحطم عليها الآن مشاريع "إسرائيل" ومن خلفها الغرب، استثمروا في ذلك، عربًا ومسلمين، وإلا؛ فإذا قيّض لـ"إسرائيل" أن تحقق أهدافها في القطاع، فلن تتأخر عليكم، فأنتم الهدف التالي.
وبدون تعامٍ أو تجاهل، فالحقيقة المتجلية تقول أن تصاعد اليمين الإسرائيلي في السنوات الأخيرة يشكل في جوهره تهديدًا وجوديًا حقيقيًا للأردن بوصفه، في الذهنية الصهيونية، وطنًا بديلا وساحة لتصفية القضية الفلسطينية.الأردن بالضروة لا بد وأنه متنبه لذلك ومتحسب له، ومدرك لخطر اليمين الصهيوني، وواعٍ لأدبياته ومرجعياته، ويعلم يقينًا أن الهدف الأعلى لهذا اليمين هو تحقيق "إسرائيل الكبرى" وأن ضم الضفة الغربية والقدس خطوته التأسيسية لذلك.وربما يدرك اليمين الصهيويني الحاكم في "إسرائيل" أن الفرصة الراهنة لتحقيق أهدافه لن تتكرر، ولن يتاح له إنفاذ هذا التصور الإجرامي لتحقيق هذه الأهداف في المستقبل، لذا؛ قد يصر على مواصلة إجرامه بما يفضي إلى تهجير أبناء غزة إلى مصر وأبناء الضفة إلى الأردن.ولهذا، فاليمين الذي يقوده بن غفير وسموتريتش، وفي سياق مشاريعه وأهدافه، لا يريد صفقة تبادل ولا هدنة، ولا يريد النظر إلى خصوصة شهر رمضان المبارك ويصر على تقييد الدخول إلى المسجد الأقصى، ويحجب أموال السلطة الفسطينية، ويسلح المستوطنين، ويضخم المستوطنات ويصادر الأراضي.أي أن هذا اليمين يريد أن يمضي في حربه وعدوانه وإجرامه في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس إلى النهاية، ولا يريد لشيء أن يوقفه حتى لو كانت أميركا وكل العالم خلفها.إذن، ما العمل..؟الجواب بكل بساطة، على الأردن أن يبني استراتيجية الاشتباك مع الوضع الراهن التي تقوم على تحطيم اليمين الإسرائيلي، وإخراجه من دائرة الحكم في الكيان، وتحويله إلى حالة هامشية طرفية غير حاسمة.هكذا فقط نحمي الأردن، ونبعد عنه التهديد الوجودي بإضعاف فكرة الوطن البديل وألّا يكون الأردن خيارًا لتصفية القضية الفلسطينية.وبمنتهى الصراحة والوضوح، المقاومة في قطاع غزة، أحببتَها أو كرهتَها، هي التي تُلجم هذه الأخطار عن الأردن ومصر، وعن الأمتين العربية والإسلامية، فهي رأس رمح حماية الأمن القومي أردنيًا ومصريًا وعربيًا وإسلاميًا.وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الأردن معنياً بأمور كثيرة، من بينها التالي:أولًا: تأمين صمود أبناء قطاع غزة على أرضهم بكل السبل لإفشال مشروع تهجيرهم إلى مصر، لأن هذا الصمود يعني آليًا صمود أبناء الضفة الغربية (خاصرة الأردن الرخوة) ومنع تهجيرهم إلى الأردن.ثانيًا: بالتوازي مع دعم صمود أبناء غزة والعمل على وقف العدوان ومباشرة الإعمار، لا بد من دعم صمود أبناء الضفة الغربية والقدس والتدخل بكل الطرق والوسائل لوقف اعتداءات الجيش والمستوطنين عليهم، والضغط لتمويل احتياجاتهم المالية والمعيشية.ثالثًا: التحرك بكل الاتجاهات لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والاستثمار في الموقف الأميركي والأوروبي بهذا الاتجاه والضغط لإنفاذه واجبار الكيان على ذلك.رابعًا: العمل على إحداث تصادم فعال ومؤثر بين أميركا وحكومة نتانياهو وحليفيه المتطرفين بن غفير وسموتريتش، وبيئة ذلك متوافرة، والدفع باتجاه انتخابات جديدة داخل الكيان، فأي انتخابات هناك من شأنها، إن لم تخرج هذا اليمين من الحكم، أن تحوله إلى يمين هامشي.خامسًا: إذا ما كان للأردن أي علاقات مع قوى "معتدلة" في "إسرائيل" فعليه أن يعمل على دفعها إلى تسريع إسقاط حكومة نتانياهو.سادسًا: يمكن استخدام كل أوراق الأردن السياسية وغير السياسية للضغط على الكيان وأميركا وصولًا إلى التهديد بإلغاء أو تجميد اتفاقية وادي عربة، وأي اتفاقيات أخرى، ووضع هذه الاتفاقيات في كفة، ووقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في كفة.إن هذه لحظة تاريخية فاصلة بالنسبة للأردن، لا يجوز فيها التراخي أو الوقوع تحت تأثير أي دولة مهما بلغ حجم وطبيعة العلاقة معها، فالحفاظ على الدولة الأردنية يتقدم على كل العلاقات والضغوطات مهما كانت.والأردن بلد قوي وقادر على هضم أي قوى داخلية تستثمر في المقاومة، لكنه لن يكون قادرًا أبدًا على هضم اليمين الصهيوني المتطرف ومشاريعه، فلا خطر من المقاومة، الذي هو أصلًا غير موجود، يوازي الخطر الصهيوني على الأردن ووجوده.كل ما نحتاجه هو تقييم أردني وطني خالص للحالة الراهنة، ومقاربة أردنية وطنية خالصة وتمتين الجبهة الداخلية للاشتباك مع الحالة، فهذه ضرورة وطنية ملحة حتى وإن كان ظهرُ الأردن مكشوفًا عربيًا وإسلاميًا.تقييم أردني وطني مدرك، والأهم، مقتنع بأن المقاومة كشفت عمق هشاشة الكيان الإسرائيلي وضعفه وارتباكه وتداعيه، ويعي تآكل صورة الردع وتهشم الدور الوظيفي لهذا الكيان وانهزامه وعجزه عن حماية نفسه وتحوله إلى عبء على الغرب.باختصار؛ قطاع غزة قلعة صمود تتحطم عليها الآن مشاريع "إسرائيل" ومن خلفها الغرب، استثمروا في ذلك، عربًا ومسلمين، وإلا؛ فإذا قيّض لـ"إسرائيل" أن تحقق أهدافها في القطاع، فلن تتأخر عليكم، فأنتم الهدف التالي.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/02 الساعة 14:00