للأردنيين: هذه فرصتكم الأخيرة

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/25 الساعة 07:40
لاشك بان حالة الاستقرار التي نحن فيها ونعيشها لم تأت من فراغ وبذلت لاجلها جهود كبيرة،واما المحافظة عليها فتتطلب جهودا اكبر في ضوء ما تعيشه المنطقة،ولعل اهمها تنفيذ «رؤى التحديث» الثلاث وبذل الجهود لترجمتها على ارض الواقع وتحديدا الاقتصادية منها، فهل نحن امام فرصتنا الاخيرة ؟.
البعض على ما يبدو لايعي معنى الاستقرار، ليس لانه جاحد او ناكر بل لانه لم يعش اجواء عدم الاستقرار ولم يشهد ازمات طيلة حياته ولا ينظر من حوله، فتجده مقتنعا بان الاستقرار دائم لا يمكن ان ينتهي ويتصرف وفق ذلك بعدم مسؤولية نتيجة اعتقاده هذا،والبعض الاخر جاحد حاقد متصيد بالماء العكر ويبحث عن اي شيء لزعزعة هذا الاستقرار بالتعطيل والمماطلة والتشكيك ليقفز بعدها متخذا من نفسه منقذا وهؤلاء من نخشاهم الان.انا شخصيا لم اع مدى حجم الاستقرار الذي نعيشه في مملكة الخير والسلام كما الان،ولهذا اجد ان الحفاظ على الاستقرار واجب مقدس لا بل فرض على كل اردني ومقيم،مما افرزته الشهور الماضية منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، ولهذا علينا جميعا «النفير» لاجل الحفاظ على هذا الاستقرار وحمايته من كل متربص ودعم كل الاجراءات التي تساعد وتدعم استقرارنا.«التحديث الاقتصادي» وما جاء فيها من اولويات لايجب ان تبقى حبيسة «الورق والحبر» ويجب ان نتجاوز بها اجواء التراخي والتملل والتحجج وعدم الجدية في التفيذ، ولهذا وجب ان نراقب ونتابع ونحاسب كل مقصر في تنفيذها اذا ما كان هناك تقصير، وخاصة الاولويات ذات القيمة المضافة التي تنعكس بشكل مباشر على اقتصادنا،فالوقت على ما يبدو ليس في صالحنا لذلك علينا اعادة النظر في بعض الاولويات من حيث الوقت والجدول الزمني لها.العدوان على غزة وما نتج عنه من تداعيات وتحديات على اقتصادنا، تجعلنا مجبورين اليوم على استعجال بعض الاولويات وتعديل جدولها الزمني،فعند اعداد الرؤية لم يكن هناك عدوان اسرائيلي بل تعاف اقتصادي ونمو مميز،ولهذا وجب علينا ان نستعجل اقامة الناقل الوطني وتشجيع الاستثمار والتنقيب والاعتماد على الذات بالغذاء والدواء والطاقة، وان نخرجها من اطار الجدول الزمني المحدد لها الى جدول زمني مستعجل يواكب المتغيرات المتسارعة.الواقع يقول ان الوقت ليس بصالحنا ولهذا فان كل من يتقاعص عن تنفيذ الرؤية واستعجال اولوياتها علينا ان نحاسبه على تقصيره، ولهذا علينا دعم الحكومة وغيرها من الحكومات القادمة ودفعها للاستعجال باولوياتنا التي من دونها ستنهار منظومة استقرارنا .خلاصة القول،ان رؤى التحديث ورغم كل التشكيك فيها وبتنفيذها فهي ليست ترفا بل ضرورة و اخر معاقل الاستقرار لدينا الذي لا نتمنى ان نعيش غيره لنعرف قيمة ما نعيشه حاليا، فتنفيذها واجب مقدس وفرض عين على الجميع والتراجع والتخاذل في تنفيذها خيانة للوطن والمواطنين واضاعة لفرصة قد لا تتكرر، فحافظوا ولا تضعيوا فرصتنا الاخيرة بالحفاظ على استقرارنا الذي يتمناه غيرنا اليوم.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/25 الساعة 07:40