العمايرة يكتب: هل نحن على مشارف حرب عالمية ثالثة وهل نحن على أبواب سايكس بيكو جديدة في الشرق الأوسط؟
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/23 الساعة 22:45
أثار انهيار النظام العالمي وتراجع الثقة في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة المخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة وشيكة. وتتفاقم حالة عدم اليقين هذه بسبب الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة، وخاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤدي إلى تكهنات حول احتمال التوصل إلى اتفاقية سايكس-بيكو جديدة.إن شبح صراع عالمي ثالث يشكل احتمالاً مخيفاً وقد استحوذ على اهتمام عامة الناس وصناع السياسات في مختلف أنحاء العالم. ومع تصاعد التوترات بين القوى الكبرى، والصراعات الإقليمية، وانتشار الأسلحة المتقدمة، لا يمكن تجاهل خطر نشوب حرب واسعة النطاق. وقد أدى تآكل الأعراف الدبلوماسية وتجدد المشاعر القومية في مناطق مختلفة إلى زيادة تقلب المشهد العالمي.وفي الشرق الأوسط، تتردد أصداء الماضي مع ظهور المخاوف بشأن احتمال إعادة تشكيل حدود المنطقة على نحو يذكرنا باتفاقية سايكس-بيكو سيئة السمعة في أوائل القرن العشرين. لقد كشفت التحالفات المتغيرة، والحروب بالوكالة، والصراعات على السلطة في الشرق الأوسط، عن هشاشة النظام القائم، مما أثار المخاوف بشأن احتمال إعادة توزيع الأراضي والنفوذ.وفي خضم تحديات غير مسبوقة مثل تغير المناخ، والفوارق الاقتصادية، والاضطرابات التكنولوجية، أصبحت الحاجة إلى تعاون قوي متعدد الأطراف وآليات فعالة لحل النزاعات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. إن شبح حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق واتفاقية سايكس بيكو الجديدة بمثابة تذكير صارخ بهشاشة الاستقرار العالمي والحاجة الملحة إلى الحوار والتفاهم والتعاون بين الدول.وفي هذا المنعطف الحرج، يتعين على المجتمع الدولي أن يستخلص الدروس من التاريخ وأن يسعى جاهدا نحو بناء نظام عالمي أكثر شمولا وإنصافا وسلمية. ورغم أن خطر الصراع والخلاف يلوح في الأفق بشكل كبير، فإنه ليس حتميا. ومن خلال إعطاء الأولوية للدبلوماسية والحوار والعمل الجماعي، يصبح بوسعنا أن نعمل على تجنب السيناريوهات الرهيبة المتمثلة في حرب عالمية ثالثة وسايكس بيكو جديدة في الشرق الأوسط. إن حماية مستقبل آمن ومتناغم يتطلب اليقظة والتعاون والالتزام الثابت بدعم مبادئ السلام والعدالة على نطاق عالمي.تضيف التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وغزة بعداً معقداً إلى المشهد المضطرب بالفعل في الشرق الأوسط. لم تؤد دورات العنف المتكررة والغارات الجوية والهجمات الصاروخية إلى خسائر في الأرواح فحسب، بل أدت أيضًا إلى زيادة عدم الاستقرار الإقليمي، مما أثار مخاوف بشأن صراع أوسع محتمل.إن المظالم التاريخية والسياسية والإقليمية العميقة الجذور بين إسرائيل وغزة ظلت تستعصي على الحل لعقود من الزمن. ولا تزال القضايا المتعلقة بحقوق الأرض والمخاوف الأمنية ووضع القدس تؤجج العداء وانعدام الثقة بين الجانبين. وأدى التصعيد الأخير في أعمال العنف إلى إثارة المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية واسعة النطاق ذات تداعيات بعيدة المدى.وعلى خلفية الديناميكيات الإقليمية الأوسع والصراع على السلطة، يسلط الصراع بين إسرائيل وغزة الضوء على الحاجة الملحة إلى حل شامل ومستدام يعالج الأسباب الجذرية للصراع. وتؤدي الأزمة الإنسانية في غزة، والتي تفاقمت بسبب الحصار والصعوبات الاقتصادية، إلى تفاقم الوضع المضطرب، مما يؤكد التكلفة البشرية للأعمال القتالية المستمرة.ويلعب المجتمع الدولي دوراً محورياً في تهدئة التوترات، وتعزيز الحوار، وتسهيل التوصل إلى حل سلمي للصراع بين إسرائيل وغزة. إن الدعوات إلى ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي وبذل الجهود لمعالجة المظالم المشروعة لجميع الأطراف هي خطوات حاسمة نحو بناء الثقة وإرساء الأساس للسلام الدائم.وفي خضم المخاوف بشأن حرب عالمية ثالثة وأصداء الصراعات الماضية في الشرق الأوسط، يسلط الصراع بين إسرائيل وغزة الضوء على الحاجة الملحة إلى بذل جهود دبلوماسية متضافرة، والحوار، والالتزام بدعم مبادئ العدالة وحقوق الإنسان. وفي حين أن الطريق إلى السلام قد يكون صعبا، فإن البديل المتمثل في استمرار العنف والمعاناة هو ثمن باهظ للغاية لا يمكن أن يدفعه المتضررون من النزاع.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/23 الساعة 22:45