شطناوي يكتب: مدارس قيادة السيارة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/21 الساعة 15:57
قضية السير: إنها مؤرقة يزداد
خطرها يوما بعد يوم، تُلحق آلاما
وأوجاعا، فقدان أحبة، وخسائر مادية، معنوية، لا يسلم من أذاها
صغير ولا كبير من كلا الجنسين.
تعد قيادة السيارة من الفنون
الراقية، فن بحاجة إلى مقومات
التركيز، قوة الملاحظة والأخلاق
العالية، ولهذا الفن قدرة كبيرة على رسم الملامح الدقيقة لشخصية السائق، ولكن ليس كل من جلس خلف مقود السيارة هو فنان أو سائق جيد.
ومما لا شك فيه أن قيادة السيارة تعكس شخصية سائقها وثقافته، وتبين مقدار تحضره واحترام الآخرين، وذلك في اتباع واحترام أنظمة وقواعد السير.
كما أن القيادة ترتبط بشكل كبير بشخصية القائد وخبراته وقدرته على التأثير في توجيه سلوك التابعين له نحو تحقيق الأهداف المقبولة للجميع.
ومما يلفت انتباهنا أنَّ مدارس
تعليم القيادة تتخذ شعارا لها
مقولة (القيادة،فن،ذوق،أخلاق)
ولنتأمل هذا الثالوث جيدا::: فالفن: يعني قيادة آمنة للسائق ولمن معه ولمن حوله بالشارع، وللسيارات الأخرى، كما تتوفر به المهارات والكفايات اللازمة التي
تمكنه في قيادة السيارة.
الذوق: يعني إعطاء حق أولوية
المرور، مراعاة كبار السن والنساء
والأطفال واللطف معهم، نظافة
السيارة والإهتمام بمظهرها.
الأخلاق:تتجلى بالدماثة وحسن معاملة من معه،وعابري الطرق، والسائقين الآخرين.
فيا مدارس تعليم السياقة!!!
لا تنسوا بأنكم مؤتمنون على أرواح عباد الله، ودوركم لا يقل أهمية عن دور مؤسسات التعليم الأخرى، فما عليكم إلا التركيز في عملية التعليم، لأجل تخريج قادة أكْفَاء،تلتزم بقوانين السير حتى تتجنب وقوع أي حادث للحفاظ على سلامة الجميع.
وليكن عنوانكم درهم وقاية خير من قنطار علاج،درء الضرر أولى من جلب المصالح.
ومن يتتبع حوادث السيارات يراها بازدياد، تحصد الأرواح تباعا، ومرد ذلك ربما يعود إلى الطيش والتهور، أو طمع بجني المال، أو جهل في استخدام تقنيات القيادة، أو اللامبالاة والإستهتار، عدم الإلمام بقوانين السير، والأهم هو عدم وعيهم لأهمية قيادة السيارة وما تتطلبه من حذر وانتباه ليحافظ على سلامته وسلامة من معه.
وعلى معلمي تعليم السياقة أن يعلموا أنَّ من أولويات التعليم التركيز على جانبين مهمين في شخصية السائق هما:
١)التركيز على إكسابه المهارات التقنية في السياقة،والإلمام الجيد بقواعد وأنظمة السير.
٢)التركيز على أن يتمتع السائق بالصفات الخُلُقيَّة، دماثة الخلق، التواضع التواد، احترام الآخرين،
الهدوء، النظافة والهندام وغيرها من الصفات التي تجعله قريبا من الناس.
والخلاصة:
لا تنسوا ثالوثكم الذي تتغنون به: السياقة(فن وذوق وأخلاق)
حتى لا يكون حبرا على ورق.
ولا تنسوا أن دوركم لا يقل أهمية عن دور المعلم في الصف
الدراسي فإن كان دوره الأساس
الإهتمام بعقول طلبته وتربيتهم،
فدوركم هو الحفاظ على أرواح
الناس وسلامتهم من كل ضرر.
وليعلم كل سائق أن أسلوبه في قيادة السيارة يكشف الكثير من جوانب شخصيته، فلكل سائق أسلوبه الخاص بالقيادة، فقد يكون هادئا أو عدوانيا.
وقد يكون أقرب إلى رحلة ممتعة أو يكون أقرب إلى رحلة من الرعب والتوتر،،،أو إلى ما لا يحمد عقباه....
فاختر الرحلة الممتعة لتسلم
ويسلم الجميع.
والله الموفق.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/21 الساعة 15:57