التوازنات والاختلالات !

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/29 الساعة 17:29
الميزان الاقتصادي هو كشف حسابي بين مصادر هذا الميزان وفي المقابل الطرف الآخر مجالات استعمالات هذه المصادر وكيفية التصرف بها وبيان اوجه الانفاق. وسمي بالميزان لان اجمالي المصادر الداخلة لكفة الميزان يجب ان تتوازن مع اجمالي الاستعمالات الموجودة في الكفة الثانية ضمن فترة زمنية معينة كذلك هناك الميزان السياسي ففي كفة توجد المباديء والقواعد الخاصة بادارة شؤون المجتمع والدولة داخلياً وخارجياً وآلية معالجة المشكلات والازمات ووضع الحلول السليمة لها وفي الكفة الثانية مدى رضى الشعب على هذه السياسات الناجمة في ادارة شؤون البلد. فهي علاقة توازنية بين الحكومة والشعب بالسياسة العادلة والتوزيع العادل للثروات وبين طبقات المجتمع ، كذلك التوازن الداخلي والخارجي وفن الادارة المتوازنة المتناسقة مع الاحتياجات والمتطلبات سياسياً واقتصادياً. وهذا التوازن يحتاج الى سعة تفكير والتخلص من الشوائب الذاتية وكريزما سياسية وعقلية ديناميكية بعيداً عن الاسلوب الانفعالي ، فأي دولة ناجحة وتسعى الى الرقي والتطور تقوم على اساس هذه التوازنات ولا احد يستطيع ان يلغيها او يخفيها ، واذا ما اختل الميزان لسبب ما فانه سيعود مهما طال الزمان للتوازن بالسياسة الناجحة لمعالجة اي خلل ما او مواجهة اي ازمة ما ، اما الاختلالات او ( ) فهي تمثل حالات استثنائية خارجة عن قواعد التوازنات. فلقد تعلمنا من قوانين الفيزياء انه في حالة وجود جسم بين قوتي دفع متضادتين ( متعاكستين في الاتجاه ) فان الجسم يتحرك بمقدار الفارق بين القوتين لصالح القوة الاكبر ، ولو اسقطنا هذا القانون على واقعنا الحالي للوطن لوجدنا ان هناك قوتين متضادتين القوة الاولى هي القوة الخارجية السلبية متمثلة بقوى الفساد والفتن والتضليل وعديمي القيم والمباديء والاخلاق وهي قوى سلبية ظلامية تؤثر سلبياً على اقتصاد الوطن وعلى السياسة وعلى المجتمع وتسعى بالضغط على الشعب لتحركه بالاتجاه الذي تريده ويخدم مصالحها ، بالمقابل هناك قوى مقابلة لهذه القوة وهي القوى الداخلية الايجابية الوطنية المعاكسه بالاتجاه للقوى الخارجية السلبية وهذه القوى الوطنية ممثلة بكل من هو منتمي لهذا الوطن ولقيادته الهاشمية ويساند الحكومة في مواجهة قوى الظلام الفاسدة ومن يساندها من الفاسدين والحاقدين والمنتفعين واصحاب الاجندات . لذلك يجب ان تتآزر هذه القوى الوطنية رسمية وشعبية وتحت المظلة القيادية الهاشمية لتشكل القوة الاكبر ولتعزيز جهاز المناعة الوطني وجهاز المناعة النفسي للمواطنين حتى لا يصاب بالاحباط والتوتر والاستسلام جراء ما تفعله قوى الفساد في استغلال خيرات وثروات الوطن ومشاريعها الفاشلة والمؤذية والمدمرة لاقتصاد الوطن والمؤثرة على صحة وحياة الشعب حيث انها لا تكترث لما سيصيبه من امراض مقابل ان تحقق مكتسباتها المالية ومصالحها الشخصية ، سواء في الدواء والغذاء او غيره ولا يهمها مصلحة ومستقبل الوطن . لذلك على القوى الوطنية الداخلية ان تتحلى وتتصف بالايمان وبقناعة العقل والفكر لمواجهة القوى الظلامية وتعمل ايضاً على تعزيز النسيج الاجتماعي واجراء الاصلاح المنشود ولتكون الصورة واضحة ولتطمئن القلوب ليقتنع الجميع ان الوطن بخير ومعافى ووضع الآليات والاستراتيجيات لمواجهة هؤلاء الفاسدين. وكلنا يعلم انه وفي اي مكان في العالم ان قوى الفساد لا تموت ولا تخلد للراحة الا اذا كانت القوى الوطنية اقوى منها والاقدر على مواجهتها ، فالفساد لا ينمو الا في بيئة فاسدة ولا يستشري الا اذا وجد من يسانده ، اما في البيئة الصحية فلن يكون له وجود وسيكون الحصاد ثمراً ناضجاً مثمراً . وهذه المعركة بين القوتين المتضادتين لا تنتهي بليلة وضحاها فهي معركة مستمرة والغلبة فيها للقوى الوطنية لانها مبنية على عقيدة الايمان والولاء والانتماء ومبنية على ارضية صلبة قيادة وشعباً وحكومة ولينقشع الضباب تدريجياً ليملأ النور كافة اركان الوطن وتتضح الرؤية وينكشف الغطاء عن الفاسدين واتباعهم وعن كل فاسد مفسد عمل على تحريك اتباعه من اصحاب النفوذ كالدمى لصالحه.
فعلينا ان نواجه الازمات بعقلانية ورؤية واضحة وكلنا يعلم ان قوى الفساد هي التي تخلق الاختلالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية. hashemmajali_56@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/29 الساعة 17:29