مصير 'حزب الله' المجهول بعد حرب غزة والإبادة الجماعية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/08 الساعة 12:14
لن نحتاج إلى بلورة سحرية، ولن تنفعنا تنبؤات الأبراج، صفحة العالم باتت مكشوفة، والسماء تمنح المصير، وهو حال متغير يضع المراقب المحلل فى سلم ثلاث محطات.. محطة الحالم، محطة العارف، محطة المترقب.
هنا فقط، يقف الحال العربى، سياسيًا بين حالم، وعارف ومترقب.دون حاجة للتفسير، تتعرض ورقة حزب الله إلى «المجهول»، بل أخطر من ذلك نحو المحو والتغيير الاستراتيجى. يعلم قادة حزب الله، وبالذات حسن نصرالله، أن الامتحان الأكبر، كشف عن تعرية العلاقات المتباينة بين إيران وأقرانها فى مختلف الساحات التى جربت، لترسب فى امتحان القدرات. .. القدرات تتضح فى احتساب صورتنا مع صورة العالم من حول الحدث. يتم ذلك، إذ تحسب عمليات الحرب على غزة وفق مرور كل يوم، نصل إلى ١٢٥ يومًا من امتحان القدرات بين حركة حماسة والمقاومة الفلسطينية، وأيضًا المواجهة وما تعنيه بالنسبة لدولة الاحتلال الصهيونى النازى، فما قام به جيش حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، جعل المجتمع الدولى يعيش صدمة حضارية إنسانية، فبعد حرب غزة والإبادة الجماعية لسكان القطاع، والتعاون العسكرى الأمريكى والعديد من الدول الأوروبية الاستعمارية، اتضحت الأدوار التى أرادتها الولايات المتحدة الأمريكية من حرب غزة. فى كل أيام الحرب على غزة، تعمدت الإدارة الأمريكية، الخوض فى محطة الحالم، ومن ثم محطة العارف، لتقف فى محطة المترقب، ترقب ما اقترفت من دعم وتخاذل لحكومة المتطرف السفاح نتنياهو، الذى جعل من غزة امتحانًا لاستراتيجيات التطرف والحروب والمجازر والإبادة الجماعية، والتى كللتها الإدارة الأمريكية بالدعم والتأييد وضخ الأسلحة وتفتيت المجتمع الدولى، يتحدث عن طرق الإبادة الجماعية ومنع وصول المساعدات والوقود والأغذية والأدوية والمياه إلى شعب أرادت الولايات المتحدة، قبل إسرائيل المتطرفة، جعل غزة كأنها مجتمع المقاومة والأرض التى تنجب القَتلة، وغزة فى هول الأحداث تعيش محطات الحرب بين حلم وكابوس وعارف يتخبط فى طين الشتاء وخيام المتخاذل الأممى. اليوم انحازت بعض دول مجلس الأمن «الصين وروسيا» نحو حقائق، فكان أن دولة مثل الصين ومعها روسيا الاتحادية، تتهمان الولايات المتحدة الأمريكية بتأجيج وإشعال المزيد من الصراع فى الشرق الأوسط. عمليًا، لا جديد، فالإبادة الجماعية مستمرة، فى ذات الوقت الذى وجّهت، فيه الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة، تهمة «صب الزيت على النار» فى الضربات التى شنّتها على أهداف فى سوريا والعراق ردًا على ضربة استهدفت قاعدة أمريكية بالقرب من الحدود الأردنية فى ٢٨ يناير وأسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين، وإصابات عديدة شملت ما يزيد على ٥٠ جنديًا من الأمريكان. لا جديد فى متاهة الحرب فى غزة، غير أنها قد تتجاوز أن تكون متاهة، لتستقر بكونها حربًا كونية، فاجتماع مجلس الأمن الدولى عُقد للنظر فى الضربات التى عُرفت بـ«الانتقامية» التى شنّها الجيش الأمريكى الأسبوع الماضى ضد مواقع فى العراق وسوريا، قال السفير الروسى فاسيلى نيبينزيا: «من الواضح أن ضربات الولايات المتحدة تهدف بشكل محدد ومتعمد إلى تأجيج الصراع»، بهدف «الحفاظ على مكانتها المهيمنة فى العالم». بينما قال المندوب الصينى جون تشانغ: «من المرجح أن تفاقم الإجراءات الأمريكية حلقة الانتقام المفرغة فى الشرق الأوسط»، متهمًا واشنطن بانتهاك سلامة الأراضى السورية العراقية.. وضمن محطة الترقب، دافع نائب السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة روبرت وود عن الإجراءات «الضرورية والمتناسبة» التى اتخذتها بلاده فى ممارستها «الحق فى الدفاع عن النفس».. وإن «الولايات المتحدة ليست لديها رغبة فى مزيد من النزاع فى منطقة نعمل فيها بشكل حثيث من أجل احتواء الصراع فى غزة ونزع فتيله». وأضاف: «نحن لا نسعى إلى صراع مباشر مع إيران»، داعيًا مجلس الأمن الدولى إلى الضغط على طهران لكى تتوقف الهجمات التى تشنها فصائل موالية لها. هذا الاتهام المباشر لإيران كشف عن أوراق حزب الله والأذرع المقاومة، وتفتت اتجاهاتها، إذا ما عرفنا أن الولايات المتحدة، شنت اليوم والأسبوع الماضى، عشرات الضربات ضد ما يزيد على ١٢٠ هدفًا فى سوريا والعراق. واستهدفت هذه الضربات، حسب واشنطن، موقعًا للحرس الثورى الإيرانى وفصائل مسلحة موالية لطهران، التى وصف سفيرها فى الأمم المتحدة أمير سعيد إيروانى، الاتهامات الأمريكية بأنها «مضللة ولا أساس لها وغير مقبولة». وقال إيروانى إن «إيران لم تسع قط إلى توسع نطاق الصراع فى المنطقة»، لكن «إذا تعرضت إيران لتهديد أو هجوم أو اعتداء»...«فهى لن تتردد فى ممارسة حقها الأصيل فى الرد بحزم بموجب القانون الدولى وميثاق الأمم المتّحدة». منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بعد هجوم عسكرى تاريخى، حالم، عارف، مترقب، غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية انطلاقًا من قطاع غزة على جنوب غلاف غزة، ودخلت أراضى المستوطنات الإسرائيلية الصهيونية، فى السابع من أكتوبر.ضياع أفق وقرار حزب الله بعد ترقب الولايات المتحدة الأمريكية، لتجد أن حزب الله انحاز إلى ممرات وخفايا طاولات المفاوضات، وبالتالى الصمت وعدم اتخاذ أدوار العارف أو الحالم، فالوضع فى غزة بائن ولا مزيد من التأويل، فلو أرادت قوى حزب الله الدخول للحرب، تغيرت طرق تأديب الحركات المقاومة فى المنطقة، حسب اعتبارات الولايات المتحدة وأوروبا، لهذا انشغلت العاصمة اللبنانية بمفاوضات مصير الجنوب اللبنانى، مع بروز حراك الجيش وقائده فى الحدود، بمهمة ترقب، دور الجيش فى الجنوب، ليكون محط اهتمام دولى عربى، أممى، مختلط فى مسارات النتائج التى تخنق حزب الله وبالتالى، المفاوضات السرية بينه وحركة حماس، إطالة مراحل التفاوض على الهدنة أو إيقاف الحرب، وإطالة التفاهم على تحرير وتبادل الأسرى الرهائن، لأن حزب الله ينتظر، فرصة لإعادة الدخول إلى متاهة الإبادة الجماعية، ليس دفاعًا عن شهداء غزة، بل تخوفًا من إبادة قادة فى ساحات الحرب فى جنوب لبنان، وهى ساحات، وفق التوقعات الخاصة لـ«الدستور»، قد تصل لتفاهمات أوروبية خليجية أمريكية مع قوى أحزاب لبنانية، المطلوب منها ترك ظهر حزب الله للرياح الجنوبية الشمالية، فى كلا الاتجاهين، ما يعنى مؤامرة لبنانية بتوافق دولى لإنهاء قوة حزب الله.وهم المفاوضاتتعمد حزب الله أن يدخل وهم المفاوضات، التى تقدمت حول «ترتيبات الوضع فى الجنوب اللبنانى».. وفى ظلال مخاطر الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، أصبح التفاوض مع حزب الله، يتركز على الساحات العسكرية واللوجستية وأسرار التقنيات، والاتفاق فى الطرف اللبنانى وصولًا إلى نهر الليطانى، وبالتالى، آليات وقف أى مواجهات بين الأطراف كافة.. ما سربته المصادر لـ«الدستور»:* دولة الاحتلال الإسرائيلى، تقرر عسكريًا، أن المرحلة الأولى من النقاش تتركز على انسحاب «حزب الله» لمسافة ١٠ كلم عن الحدود. * «حزب الله»، يرفض الانسحاب، لكن ليس باللغة العسكرية معتبرًا أن التفاوض لن يعتبر انسحابًا، طالما أن مقاتلين فى الحزب، هم أبناء وسكان مناطق الجنوب اللبنانى. * إن وقف إطلاق النار فى غزة سينعكس وفقًا لإطلاق النار من قِبل «حزب الله»، وهذا ما لا تريده بعض القوى اللبنانية، التى تريد نهاية لقوة «حزب الله»، طالما أنه لم يدخل معركة غزة مشاركًا بشكل مباشر. * يبدو، وفق مصادر خاصة لـ«الدستور»، أن «حزب الله» يريد أن تكون مرحلة ما يعرف بـ«ترسيم» الحدود أو تثبيتها، لاحقة لنا بعد حرب غزة، أى بعد إتمام الإبادة الجماعية، فهو تراجع، بعد الضربات الأمريكية فى سوريا والعراق، عن الخوض بأى تهديد مؤثر، بل إنه يبحث هذا الترقب من حركة حماس، بهدف إطالة مراحل التفاوض؛ ذلك أن ترتيب الوضع فى الجنوب اللبنانى، يتصل بالاستحقاقات السياسية، التى تطلبها الدولة اللبنانية، كاستحقاق رئاسة الجمهورية الصعب، الذى قد يمنح «حزب الله»، طريقة ما للضغط والتهديد من جديد بدخول الحرب، مع حركة المقاومة حماس. «حزب الله» يناقش الوضع مع حماس، وإيران أولًا، ومع قوى إقليمية، إذ ترفض القوى اللبنانية الداخلية، مبدأ الفصل بين الملفين، لخطورة الوضع فى الجنوب، والتفاوض، حسب رغبة «حزب الله»، يشكل استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية أولوية داخلية وخارجية، إقليمية، وحتى أممية. هل من انفراج؟طالما تخاذل «حزب الله» وتحسس رأسه، يقول المصدر العميق فى فهم استراتيجيات تشير إلى أن الظروف اللبنانية القائمة، هى ذاتها الظروف الفلسطينية، مع الانتباه إلى أن وضع غزة، بات كارثيًا، إبادة متحققة. الغريب، أن «حزب الله» يلعب بورقة مفاوضات صفقة الأسرى الرهائن، ينسق مع قيادات حركة حماس لإطالة أمد الحراك السياسى، للضغط على الدبلوماسية الأمريكية الأوروبية، ولتعقد حالة تبادل الأسرى ضمن معادلة قد لا تكون ممكنة، وهى معادلة «رهينة إسرائيلية مقابل ألف أسير»، تتحدث القوى اللبنانية أن هذا المؤشر الصعب تقنيًا، يفرض إطالة التفاوض ليصل حد الأسابيع القادمة وربما لا يتم قبل بداية شهر رمضان المقبل. ارتباط وضع ومستقبل «حزب الله» مع حركة المقاومة الفلسطينية وحماس، قد يعزز مرحلة صعبة من التهجير نحو مصر والأردن، إذ إن جولة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، تركز على سيناريوهات ما بعد ترقب الآتى من حماس و«حزب الله»، إضافة إلى محطات المجازر الموعودة لوضع نهاية للحالم المتطرف السفاح نتنياهو، هى النهاية على الطريقة الأمريكية فى أفلام الكاوبوى، بجعل أى جيش محط اهتمام الدول، أولًا من خلال إدخال، دعم عسكرى دبلوماسى، وسكوت أممى، الإبادة قد لا تكون أخيرة.. وضربات استباقية على الجنوب اللبنانى مع دخول الجيش الإسرائيلى إلى حدود الليطانى. هذا الحال، الترقب، إما أن يؤشر إلى حالة من الحرب وفق:أولًا: أن يسحب الحزب أسلحته الثقيلة من جنوب نهر الليطانى إلى شماله، وعدم إبراز أى مظاهر عسكرية أو مسلحة.ثانيًا: العودة إلى معادلة «فوق الأرض للجيش» وتحت الأرض، وهى التى يرددها «حزب الله» قبل أى عملية.ثالثًا: لبنان يطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ من قِبل دولة الاحتلال الإسرائيلى وإلزامها به من خلال وقف كل الاعتداءات البرية والبحرية والجوية، ووقف طلعات الاستطلاع التى ينفذها الطيران الإسرائيلى الصهيونى، ما يشير إلى التحول فى مسار التفاوض نحو مراحل متقدمة، بينما آليات تطبيق القرار ١٧٠١ ستكون متصلة بلحظة وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وهذا مطلب «حزب الله»، وربما يكون استنادًا إلى توافق مع إيران ودول إقليمية، دون تحديد الأهداف.
هنا فقط، يقف الحال العربى، سياسيًا بين حالم، وعارف ومترقب.دون حاجة للتفسير، تتعرض ورقة حزب الله إلى «المجهول»، بل أخطر من ذلك نحو المحو والتغيير الاستراتيجى. يعلم قادة حزب الله، وبالذات حسن نصرالله، أن الامتحان الأكبر، كشف عن تعرية العلاقات المتباينة بين إيران وأقرانها فى مختلف الساحات التى جربت، لترسب فى امتحان القدرات. .. القدرات تتضح فى احتساب صورتنا مع صورة العالم من حول الحدث. يتم ذلك، إذ تحسب عمليات الحرب على غزة وفق مرور كل يوم، نصل إلى ١٢٥ يومًا من امتحان القدرات بين حركة حماسة والمقاومة الفلسطينية، وأيضًا المواجهة وما تعنيه بالنسبة لدولة الاحتلال الصهيونى النازى، فما قام به جيش حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، جعل المجتمع الدولى يعيش صدمة حضارية إنسانية، فبعد حرب غزة والإبادة الجماعية لسكان القطاع، والتعاون العسكرى الأمريكى والعديد من الدول الأوروبية الاستعمارية، اتضحت الأدوار التى أرادتها الولايات المتحدة الأمريكية من حرب غزة. فى كل أيام الحرب على غزة، تعمدت الإدارة الأمريكية، الخوض فى محطة الحالم، ومن ثم محطة العارف، لتقف فى محطة المترقب، ترقب ما اقترفت من دعم وتخاذل لحكومة المتطرف السفاح نتنياهو، الذى جعل من غزة امتحانًا لاستراتيجيات التطرف والحروب والمجازر والإبادة الجماعية، والتى كللتها الإدارة الأمريكية بالدعم والتأييد وضخ الأسلحة وتفتيت المجتمع الدولى، يتحدث عن طرق الإبادة الجماعية ومنع وصول المساعدات والوقود والأغذية والأدوية والمياه إلى شعب أرادت الولايات المتحدة، قبل إسرائيل المتطرفة، جعل غزة كأنها مجتمع المقاومة والأرض التى تنجب القَتلة، وغزة فى هول الأحداث تعيش محطات الحرب بين حلم وكابوس وعارف يتخبط فى طين الشتاء وخيام المتخاذل الأممى. اليوم انحازت بعض دول مجلس الأمن «الصين وروسيا» نحو حقائق، فكان أن دولة مثل الصين ومعها روسيا الاتحادية، تتهمان الولايات المتحدة الأمريكية بتأجيج وإشعال المزيد من الصراع فى الشرق الأوسط. عمليًا، لا جديد، فالإبادة الجماعية مستمرة، فى ذات الوقت الذى وجّهت، فيه الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة، تهمة «صب الزيت على النار» فى الضربات التى شنّتها على أهداف فى سوريا والعراق ردًا على ضربة استهدفت قاعدة أمريكية بالقرب من الحدود الأردنية فى ٢٨ يناير وأسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين، وإصابات عديدة شملت ما يزيد على ٥٠ جنديًا من الأمريكان. لا جديد فى متاهة الحرب فى غزة، غير أنها قد تتجاوز أن تكون متاهة، لتستقر بكونها حربًا كونية، فاجتماع مجلس الأمن الدولى عُقد للنظر فى الضربات التى عُرفت بـ«الانتقامية» التى شنّها الجيش الأمريكى الأسبوع الماضى ضد مواقع فى العراق وسوريا، قال السفير الروسى فاسيلى نيبينزيا: «من الواضح أن ضربات الولايات المتحدة تهدف بشكل محدد ومتعمد إلى تأجيج الصراع»، بهدف «الحفاظ على مكانتها المهيمنة فى العالم». بينما قال المندوب الصينى جون تشانغ: «من المرجح أن تفاقم الإجراءات الأمريكية حلقة الانتقام المفرغة فى الشرق الأوسط»، متهمًا واشنطن بانتهاك سلامة الأراضى السورية العراقية.. وضمن محطة الترقب، دافع نائب السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة روبرت وود عن الإجراءات «الضرورية والمتناسبة» التى اتخذتها بلاده فى ممارستها «الحق فى الدفاع عن النفس».. وإن «الولايات المتحدة ليست لديها رغبة فى مزيد من النزاع فى منطقة نعمل فيها بشكل حثيث من أجل احتواء الصراع فى غزة ونزع فتيله». وأضاف: «نحن لا نسعى إلى صراع مباشر مع إيران»، داعيًا مجلس الأمن الدولى إلى الضغط على طهران لكى تتوقف الهجمات التى تشنها فصائل موالية لها. هذا الاتهام المباشر لإيران كشف عن أوراق حزب الله والأذرع المقاومة، وتفتت اتجاهاتها، إذا ما عرفنا أن الولايات المتحدة، شنت اليوم والأسبوع الماضى، عشرات الضربات ضد ما يزيد على ١٢٠ هدفًا فى سوريا والعراق. واستهدفت هذه الضربات، حسب واشنطن، موقعًا للحرس الثورى الإيرانى وفصائل مسلحة موالية لطهران، التى وصف سفيرها فى الأمم المتحدة أمير سعيد إيروانى، الاتهامات الأمريكية بأنها «مضللة ولا أساس لها وغير مقبولة». وقال إيروانى إن «إيران لم تسع قط إلى توسع نطاق الصراع فى المنطقة»، لكن «إذا تعرضت إيران لتهديد أو هجوم أو اعتداء»...«فهى لن تتردد فى ممارسة حقها الأصيل فى الرد بحزم بموجب القانون الدولى وميثاق الأمم المتّحدة». منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بعد هجوم عسكرى تاريخى، حالم، عارف، مترقب، غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية انطلاقًا من قطاع غزة على جنوب غلاف غزة، ودخلت أراضى المستوطنات الإسرائيلية الصهيونية، فى السابع من أكتوبر.ضياع أفق وقرار حزب الله بعد ترقب الولايات المتحدة الأمريكية، لتجد أن حزب الله انحاز إلى ممرات وخفايا طاولات المفاوضات، وبالتالى الصمت وعدم اتخاذ أدوار العارف أو الحالم، فالوضع فى غزة بائن ولا مزيد من التأويل، فلو أرادت قوى حزب الله الدخول للحرب، تغيرت طرق تأديب الحركات المقاومة فى المنطقة، حسب اعتبارات الولايات المتحدة وأوروبا، لهذا انشغلت العاصمة اللبنانية بمفاوضات مصير الجنوب اللبنانى، مع بروز حراك الجيش وقائده فى الحدود، بمهمة ترقب، دور الجيش فى الجنوب، ليكون محط اهتمام دولى عربى، أممى، مختلط فى مسارات النتائج التى تخنق حزب الله وبالتالى، المفاوضات السرية بينه وحركة حماس، إطالة مراحل التفاوض على الهدنة أو إيقاف الحرب، وإطالة التفاهم على تحرير وتبادل الأسرى الرهائن، لأن حزب الله ينتظر، فرصة لإعادة الدخول إلى متاهة الإبادة الجماعية، ليس دفاعًا عن شهداء غزة، بل تخوفًا من إبادة قادة فى ساحات الحرب فى جنوب لبنان، وهى ساحات، وفق التوقعات الخاصة لـ«الدستور»، قد تصل لتفاهمات أوروبية خليجية أمريكية مع قوى أحزاب لبنانية، المطلوب منها ترك ظهر حزب الله للرياح الجنوبية الشمالية، فى كلا الاتجاهين، ما يعنى مؤامرة لبنانية بتوافق دولى لإنهاء قوة حزب الله.وهم المفاوضاتتعمد حزب الله أن يدخل وهم المفاوضات، التى تقدمت حول «ترتيبات الوضع فى الجنوب اللبنانى».. وفى ظلال مخاطر الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، أصبح التفاوض مع حزب الله، يتركز على الساحات العسكرية واللوجستية وأسرار التقنيات، والاتفاق فى الطرف اللبنانى وصولًا إلى نهر الليطانى، وبالتالى، آليات وقف أى مواجهات بين الأطراف كافة.. ما سربته المصادر لـ«الدستور»:* دولة الاحتلال الإسرائيلى، تقرر عسكريًا، أن المرحلة الأولى من النقاش تتركز على انسحاب «حزب الله» لمسافة ١٠ كلم عن الحدود. * «حزب الله»، يرفض الانسحاب، لكن ليس باللغة العسكرية معتبرًا أن التفاوض لن يعتبر انسحابًا، طالما أن مقاتلين فى الحزب، هم أبناء وسكان مناطق الجنوب اللبنانى. * إن وقف إطلاق النار فى غزة سينعكس وفقًا لإطلاق النار من قِبل «حزب الله»، وهذا ما لا تريده بعض القوى اللبنانية، التى تريد نهاية لقوة «حزب الله»، طالما أنه لم يدخل معركة غزة مشاركًا بشكل مباشر. * يبدو، وفق مصادر خاصة لـ«الدستور»، أن «حزب الله» يريد أن تكون مرحلة ما يعرف بـ«ترسيم» الحدود أو تثبيتها، لاحقة لنا بعد حرب غزة، أى بعد إتمام الإبادة الجماعية، فهو تراجع، بعد الضربات الأمريكية فى سوريا والعراق، عن الخوض بأى تهديد مؤثر، بل إنه يبحث هذا الترقب من حركة حماس، بهدف إطالة مراحل التفاوض؛ ذلك أن ترتيب الوضع فى الجنوب اللبنانى، يتصل بالاستحقاقات السياسية، التى تطلبها الدولة اللبنانية، كاستحقاق رئاسة الجمهورية الصعب، الذى قد يمنح «حزب الله»، طريقة ما للضغط والتهديد من جديد بدخول الحرب، مع حركة المقاومة حماس. «حزب الله» يناقش الوضع مع حماس، وإيران أولًا، ومع قوى إقليمية، إذ ترفض القوى اللبنانية الداخلية، مبدأ الفصل بين الملفين، لخطورة الوضع فى الجنوب، والتفاوض، حسب رغبة «حزب الله»، يشكل استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية أولوية داخلية وخارجية، إقليمية، وحتى أممية. هل من انفراج؟طالما تخاذل «حزب الله» وتحسس رأسه، يقول المصدر العميق فى فهم استراتيجيات تشير إلى أن الظروف اللبنانية القائمة، هى ذاتها الظروف الفلسطينية، مع الانتباه إلى أن وضع غزة، بات كارثيًا، إبادة متحققة. الغريب، أن «حزب الله» يلعب بورقة مفاوضات صفقة الأسرى الرهائن، ينسق مع قيادات حركة حماس لإطالة أمد الحراك السياسى، للضغط على الدبلوماسية الأمريكية الأوروبية، ولتعقد حالة تبادل الأسرى ضمن معادلة قد لا تكون ممكنة، وهى معادلة «رهينة إسرائيلية مقابل ألف أسير»، تتحدث القوى اللبنانية أن هذا المؤشر الصعب تقنيًا، يفرض إطالة التفاوض ليصل حد الأسابيع القادمة وربما لا يتم قبل بداية شهر رمضان المقبل. ارتباط وضع ومستقبل «حزب الله» مع حركة المقاومة الفلسطينية وحماس، قد يعزز مرحلة صعبة من التهجير نحو مصر والأردن، إذ إن جولة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، تركز على سيناريوهات ما بعد ترقب الآتى من حماس و«حزب الله»، إضافة إلى محطات المجازر الموعودة لوضع نهاية للحالم المتطرف السفاح نتنياهو، هى النهاية على الطريقة الأمريكية فى أفلام الكاوبوى، بجعل أى جيش محط اهتمام الدول، أولًا من خلال إدخال، دعم عسكرى دبلوماسى، وسكوت أممى، الإبادة قد لا تكون أخيرة.. وضربات استباقية على الجنوب اللبنانى مع دخول الجيش الإسرائيلى إلى حدود الليطانى. هذا الحال، الترقب، إما أن يؤشر إلى حالة من الحرب وفق:أولًا: أن يسحب الحزب أسلحته الثقيلة من جنوب نهر الليطانى إلى شماله، وعدم إبراز أى مظاهر عسكرية أو مسلحة.ثانيًا: العودة إلى معادلة «فوق الأرض للجيش» وتحت الأرض، وهى التى يرددها «حزب الله» قبل أى عملية.ثالثًا: لبنان يطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ من قِبل دولة الاحتلال الإسرائيلى وإلزامها به من خلال وقف كل الاعتداءات البرية والبحرية والجوية، ووقف طلعات الاستطلاع التى ينفذها الطيران الإسرائيلى الصهيونى، ما يشير إلى التحول فى مسار التفاوض نحو مراحل متقدمة، بينما آليات تطبيق القرار ١٧٠١ ستكون متصلة بلحظة وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وهذا مطلب «حزب الله»، وربما يكون استنادًا إلى توافق مع إيران ودول إقليمية، دون تحديد الأهداف.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/08 الساعة 12:14