موسى التعمري

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/08 الساعة 02:04
موسى التعمري ليس نجما في الفريق, بل هو رئيس حكومة الفرح... سأقول لكم كيف: في الأردن الحكومات حين تناقش الميزانية تقدم أرقاما في الناتج المحلي الإجمالي, وحجم العجز وارتفاع الصادرات, وثبات سعر الصرف.. وما إلى ذلك.
موسى قدم خطابا للشعب أمس, الناتج المحلي الإجمالي من الفرح الذي أحرزته حكومة موسى التعمري, أظنه تجاوز المليار دمعة.. وصدر للعرب ما يقارب ترليون شهقة, موسى أيضا لم يعتمد على ثبات سعر الصرف.. بل قرر هو أن يحدد ذلك, حينما صرف للشامتين ألف حسرة.. وحين قرر أن يصرف لكل محب مليار ضحكة, تخيلوا أن أداء موسى انعكس على الأمهات والكهول وانعكس على وطن كامل تجمع على الشاشات كي يشاهده وهو يعزف سيمفونية وطنية نبيلة لحنها الإصرار والإيقاع فيها هو الرجولة.هو يوجد بطالة في زمن موسى؟ هو لايؤمن باليد العاملة بل يؤمن بالقلب العامل, على الأقل قدم وجبة تعبوية للشعب, جعلته ينسى الألم، وينسى الوجع، جعلته يؤمن أن زقاق عمان قادرة على أن تنتج الأبطال, جعلته يؤمن أن الوصول للعالمية يبدأ من هنا, من الشباب الذي احترفوا الشغف, ولم يقدموا لعبة في كرة القدم للعرب وللعالم, بل قدموا درسا في القيم والعادات في معنى أن تكون أردنيا, في مفهوم الهوية والإنتماء.نحن للأسف لا ننظر لأنفسنا, ولا نتحالف مع الحالات الحقيقية في المجتمع.. نحن للان لا ندرك أن هذا الإنجاز خلفه أفقر اتحاد لكرة القدم في اسيا, وهذا الإنجاز خلفه أفقر دولة في المرافق الرياضية.. وأقل دولة في الإنفاق على الرياضة... ولكن تشخيص سبب الفوز يكمن بأن هؤلاء الفتية أحبوا البلد على طريقتهم... النتيجة التي حققوها كان سببها الإنتماء الحقيقي الذي لا يخضع لحجم الراتب ولا امتيازات المسؤول, ولا المياومات.. بل يخضع للحب النقي الخالص للتراب والوفاء للشعب والقيادة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/08 الساعة 02:04