عبدالهادي راجي يكتب: قطر.. اليد الواحدة تصفق

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/04 الساعة 22:09
قطر تحتضن بطولة آسيا، في ذات الوقت تدير مفاوضات باريس وتبذل جهدا مضاعفا للوصول إلى هدنة, وتحتضن أيضا عشرات الألوف من المشجعين في سوق (واقف) وفي الفنادق الضخمة التي أنشأتها لأجل كأس العالم , وتحتمل كل الهتافات ما يسمى منها بالطائفية وما يسمى منها بالوطنية.. في ذات الوقت تشرف على (إكسبو).. وتحتضنه في دوحتها , وتنظم حركة عودة المشجعين لبلادهم دون تأخير على مواعيد الرحلات.. أو دون فوضى.
من جهة أخرى تستقبل وائل الدحدوح وتجعل من وصوله حدثا وطنيا, وهي في ذات الوقت تحتضن قادة المقاومة, وتدير المفاوضات وتنقل رسائلهم وملاحظاتهم.. وتجري الاتصالات اللازمة لتقريب وجهات النظر.ماذا بعد.. تشرف على البث من غزة عبر الجزيرة, وتعيد تعيين عشرات المراسلين لنقل الصورة الحقيقية, وتنعى شهداء محطتها ممن سقطوا أثناء التغطية ..ناهيك عن أنها تقوم بالإشراف على جسر جوي لإيصال المساعدات إلى غزة.قطر تفعل كل ذلك, ولم أشاهد للان في تغطيات كأس اسيا.. او في سوق واقف أو في احتفالات الجماهير, شرطيا واحدا على الشاشة.. لم أشاهد استنفارا أمنيا على خلفية وجود قادة المقاومة فيها, وبالتحديد بعد إعلان إسرائيل عن استهدافهم...حين أريد في الصباح أن أصنع فنجان قهوة لي, لابد من (طرطشة) للماء على الطاولة , وأمضي وقتا في البحث عن ولاعة , ووقتا اخر في البحث عن دواء المعدة ..وعلي أن أتذكر مواعيد امتحانات الأولاد , الأشياء الفردية البسيطة أفشل فيها ...ما بالك في دولة تدير كل هذه الملفات الضخمة, وحجمها أصغر من أصغر محافظة أردنية.بعض الدول العربية حين يأتيها (الثلج) تصبح (ملخومة) في حالة من الفوضى.. فالكهرباء تنقطع في بعض أطرافها, والمياه تداهم البيوت.. والحكومات تستنفر, والملوخية تطبخ من دون (ثوم) لأن المحلات مغلقة والوصول لها صعب...كيف لهذه الدولة أن تدير ملف الحرب والمفاوضات وملف كرة القدم وملف (إكسبو) وملف الغاز , وملف الناقلات.. وحين تمر في شوارعها , تظن أنها معزولة عن العالم الصاخب هذا لكثرة ما فيها من هدوء وراحة بال .من قال أن اليد الواحدة لا تصفق يكذب , في قطر اليد الواحدة تصفق.. ومن قال أنك لا تستطيع أن تحمل أكثر من (بطيخة) في يد واحدة يكذب, لأنهم في الدوحة يحملون (معرش) بطيخ كاملا في يد واحدة ...إذا استمر الأمر هكذا, فأنا أعتقد أن قمة العشرين القادمة ستعقد في سوق واقف, وربما تجد بايدن وماكرون وبوتين.. يبحثون عن حل للأزمة الأوكرانية , بمقهى بسيط في السوق ...ولا أظن أن أحدا سيأتي من أجل التقاط الصور معهم ...قطر لا تحب الصور هي تبحث عن الحقيقة دوما..
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/04 الساعة 22:09