ما سر ارتياح وثقة 'الرئيس'؟

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/01 الساعة 02:30

حالة الارتياح التي يبديها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة حيال الاوضاع الاقتصادية لم تأت من فراغ ومسنودة لعدة عوامل اهمها الاستقرار المالي والنقدي والتجارب السابقة التي نجحنا بتجاوزها،بالاضافة لما سمعه من ثناء واعجاب واشادات باقتصادنا من قبل قادة الاعمال والمستثمرين بمنتدى دافوس مؤخرا، فماذا سمع «الرئيس» في هذا المنتدى ليرتاح ويزداد ثقة بأداء الحكومة ؟.

الحقيقة لا اعلم عدد وحجم من يشعرون مثلي بأهمية «الاستقرار الاقتصادي» الذي نعيشه مقارنة بكثير من الدول الكبرى ومن تشبهنا بالموارد والامكانيات، وخاصة أن اقتصادنا تعرض لجملة من التحديات الصعوبة والتعقيد خلال السنوات الماضية، ما جعل من تجاوزها معجزة تؤكد عمق الاقتصاد الاردني وصواب ما تم اتخاذه من أجراءات حصيفة قادت للاستقرارين «النقدي والمالي» ما دفع للسيطرة على معدلات التضخم مستقرة ضمن اقل المعدلات في العالم.
الرئيس وخلال تواجده في منتدى دافوس مؤخرا التقى فيها الكثير من قادة الاعمال والمستثمرين ورؤساء وفود والجهات المانحة ووكالات التصنيف المالية، وجميعها عبرت عن أعجابها وذهولها بما يقدمه الاقتصاد الاردني من انجازات ومقاومة وقدرة هائلة بالحفاظ على استقراره ماليا ونقديا والاهم الثقة الكبيرة من قبلهم بقدرة الاقتصاد الوطني على تجاوز التحدي الجديد المتمثل بتداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة مراهنين على تجاوزنا اياه اقوى من ذي قبل.
احيانا لربما لاتشعر بعظمة الانجاز وحجمه الى ان يأتيك المديح والاشادة من جهات مستقلة من الخارج ومن قبل جهات عرف عنها تشددها بالتصنيف والتقييم، بالاضافة الى ما قد تلمسه من رغبة جامحة لدى الكثير من المستثمرين الاجانب للاستثمار في الممكلة لما لمسوه من استقرار وقدرة كبيرة بالمحافظة عليه رغم كل التحديات التي تواجهه، وخاصة اننا في المملكة حاليا وضمن رؤيتنا الاقتصادية نسعى وبكل جهودنا لجذب الاستثمارات لتخفيف معدلات البطالة ورفع تنافسية القطاعات الانتاجية والخدمية.
اذا ما تجاوزنا الشهور الاربعة الماضية التي شهدنا بها عدوانا غاشما على غزة وما نتج عنها من تداعيات صعبة على اقتصادنا جراء تراجع السياحة واضطرابات باب المندب، سنجد ان اقتصادنا كان يسير بسرعة ونمو مثيرا للاعجاب، فمعدلات النمو ترتفع والاستثمار يتدفق والصادرات تزيد والبطالة تنخفض والسياحة تصل الى مستويات قياسية والمديونية والعجز ينخفضان والايرادات الحكومية تتصاعد دونما فرض ضرائب وسط اجواء ايجابية واشادات عالمية باقتصادنا الوطني.
خلاصة القول، ارتياح والثقة الموجودة لدى الادارة التنفيذية يجب ان تنعكس على مجتمع الاعمال والقطاع الخاص، فما يتحقق على ارض الواقع من استقرار مالي ونقدي وفي مثل هذه الظروف يجب ان يبنى عليه لجذب الاستثمار والتقاط الفرص المتاحة منها وزيادة الانتاج ورفع تنافسية القطاعات والاهم ان ينعكس على المواطنين وثقتهم باقتصادهم الى اقصى حدود وخاصة ان كل ما حولنا يجعلنا نرتاح ونطمئن، ولهذا يرتاح الرئيس ويثق بفريقه الذي استطاع ان ينجح بتجاوز الازمات واحدة تلو الاخرى

مدار الساعة ـ نشر في 2024/02/01 الساعة 02:30