الشطناوي يكتب: مراسم موتى الأمس واليوم
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/30 الساعة 15:49
بالأمس:
فيه صحوة للأحياء وعودة للبارئ الخالق فهو أعطى وهوأخذ،وأنه على كل شيء قدير. دفْنُ الميْت كله هيبة ووقار يُحْمَل في نعشه على الأكتاف، الكل يتراكض لنيْل شرف حمله،يتزاحمون يساعدون ويريحون بعضهم. يُحملُ من منزله في الدنيا لنقله إلى المقبرة كي يُدفنَ بين أقرانه ممن سبقوه مودعا بذكر الله وبتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وفي ساحة المقبرة يُسَجَّى جثمانه ليُصلِّي المصلون عليهصلاة الجنازة،بعدها يُحمل بكل إجلال ليوضع في لحده ثم يُوارى بالتراب محفوفا بذكر الله والصلاة والسلام علىرسوله،و بعدها يُودَّعُ من الشيخبوصايا عما سيلقاه من أسئلة وإجابات عليها وبموعظة هي في الأصل تُوَجه لمن يحضر مراسم دفنه ووداعه(وكفى بالموت واعظا يا عمر). وصُنْعُ الطعام لأهل المتوفى كان عملا بقول رسولنا الكريم(إصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمرٌ شغلهم)فكان عملامحمودا بين الناس. أما اليوم:فإن ما يجري من طقوس فهو بموضع انتقاد وليس نقدا،لأن سلبياته طغت على إيجابياته إن كان له إيجابيات،ودخل في دائرة تسليط الضوء الدنيويةورئاء الناس. فالميْت يُحمل في سيارة إلى المسجد،ومنه إلى المقبرة بعد صلاة الجنازة ليوارى في الترابفالشيخ قرب القبر يعطي عظةوحوله قلة منتبهون بينما الكثرةفي هرج ومرج،وأصواتهم عاليةفي الحديث بأمورهم الخاصة،وعن ذكر الله لاهون بأمور الدنيا.وصنعُ الطعام فقد نحى منحى بعيدا عما كان سابقا،حاد بعيدا عما ورد عن رسولنا الكريم،فقدانقلبت الصورة،فأهل المتوفى يعملون الطعام للناس،كما خرجعن حدوده بشكل فيه إفراطودخل حيِّز التفاخر والمباهاة.وكذلك الحال في قَبول العزاء فبيت الأجر ليس بأحسن حالا عما كان في المقبرة.وإنَّ وصفَ الحالة في هذا اليومظاهرة أمام الجميع،فالفرق بيِّن واضح بين ما كان وما هو كائن حاليا.أقل مايقال به:من جو روحانيرحماني إلى جو دنيوي. والله المستعان.
فيه صحوة للأحياء وعودة للبارئ الخالق فهو أعطى وهوأخذ،وأنه على كل شيء قدير. دفْنُ الميْت كله هيبة ووقار يُحْمَل في نعشه على الأكتاف، الكل يتراكض لنيْل شرف حمله،يتزاحمون يساعدون ويريحون بعضهم. يُحملُ من منزله في الدنيا لنقله إلى المقبرة كي يُدفنَ بين أقرانه ممن سبقوه مودعا بذكر الله وبتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وفي ساحة المقبرة يُسَجَّى جثمانه ليُصلِّي المصلون عليهصلاة الجنازة،بعدها يُحمل بكل إجلال ليوضع في لحده ثم يُوارى بالتراب محفوفا بذكر الله والصلاة والسلام علىرسوله،و بعدها يُودَّعُ من الشيخبوصايا عما سيلقاه من أسئلة وإجابات عليها وبموعظة هي في الأصل تُوَجه لمن يحضر مراسم دفنه ووداعه(وكفى بالموت واعظا يا عمر). وصُنْعُ الطعام لأهل المتوفى كان عملا بقول رسولنا الكريم(إصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمرٌ شغلهم)فكان عملامحمودا بين الناس. أما اليوم:فإن ما يجري من طقوس فهو بموضع انتقاد وليس نقدا،لأن سلبياته طغت على إيجابياته إن كان له إيجابيات،ودخل في دائرة تسليط الضوء الدنيويةورئاء الناس. فالميْت يُحمل في سيارة إلى المسجد،ومنه إلى المقبرة بعد صلاة الجنازة ليوارى في الترابفالشيخ قرب القبر يعطي عظةوحوله قلة منتبهون بينما الكثرةفي هرج ومرج،وأصواتهم عاليةفي الحديث بأمورهم الخاصة،وعن ذكر الله لاهون بأمور الدنيا.وصنعُ الطعام فقد نحى منحى بعيدا عما كان سابقا،حاد بعيدا عما ورد عن رسولنا الكريم،فقدانقلبت الصورة،فأهل المتوفى يعملون الطعام للناس،كما خرجعن حدوده بشكل فيه إفراطودخل حيِّز التفاخر والمباهاة.وكذلك الحال في قَبول العزاء فبيت الأجر ليس بأحسن حالا عما كان في المقبرة.وإنَّ وصفَ الحالة في هذا اليومظاهرة أمام الجميع،فالفرق بيِّن واضح بين ما كان وما هو كائن حاليا.أقل مايقال به:من جو روحانيرحماني إلى جو دنيوي. والله المستعان.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/01/30 الساعة 15:49